الربيعي ورفاقه... المعادن التي تلمع بطولة في الشدائد والمحن

Sunday 01 September 2019 4:03 am
الربيعي ورفاقه... المعادن التي تلمع بطولة في الشدائد والمحن
----------
كتب / عماد حيدره 
 "عند الشدائد تظهر معادن الرجال"، مقولة عربية يستدل من خلالها على نوع الرجال أثناء تغير سير المعارك خاصة وفي اوقات المحن بشكل عام، فعندما يتعرض القادة لنار الشدائد منهم من يذوب وينصهر، ومنهم من يزيده الاحتراق شجاعة، وتبرز قيمة القادة عندما يضعون مابين المطارق والسنادين، فمنهم من يهتز ويضعف، ومنهم من تخرج منه أروع البطولات. 
القائد جلال الربيعي أحد هؤلاء الرجال الابطال، فمن منا لم يرى ذلك الموقف الشجاع وتلك التصريحات التي بعثت فينا روح الصمود أو الموت في أرض المعركة دون ذلك، أن ما أعلنه من خلال تلك الكلمات بإن لامجال للتراجع ولامكان للأيدي المرتعشة، لهو الامر الذي اشرق في نفوسنا فجر نور نصر قريب.
أن تلك الرسائل التي رأيناها ذلكم اليوم العصيب عبر الفيديوهات التي تحدث فيها الربيعي وبجانبه القائد ابوهمام اليافعي والقائد صالح السيد، قد اعادت لي ولكل من شاهدها الروح والاطمئنان بعد لحظات من الفزع نتيجة عدم ظهور القادة في أرض الميدان ولما سببته الالة الاعلامية المضادة بنشرها للاخبار الكاذبة عبر القنوات ووسائل الاعلام والتي أدت لحالة من تثبيط عزائم المقاتلين واصبت الكثير من المتابعين بالذهول.
لطالما كان جلال الربيعي قليل الظهور الاعلامي وبعيدا عن البهرجة الدعاية التي تستخدمها الكثير من القيادات السياسية والعسكرية، فهكذا هم الابطال الحقيقيون عند الكثرة والغلبة يقل كلامهم وظهورهم وعند الشدة يسمع زئيرهم، فبكل المعارك المصيرية والمهام الصعبة في لحج وعدن ويافع وحدود البيضاء تجد للربيعي وقواته اسهامات كبيرة ودور قوي وبطولات حقه لو نشرت للعامة من خلال وسائل البهرجة الاعلامية تلك، لعرف الناس دور هذا القائد والقيمة الحقيقو لجنوده.      
أن حديثي هنا لا أقصد منه التقليل من قيمة الغير وشأنهم، ولكن قد يتعرض بعض القادة في لحظة ما لفعل متردد أو قد يؤدي الفزع لعدم حسن التصرف وغيرها من ردود الافعال فيما يبرز البعض بقدرتهم على رد الفعل الصائب في تلك المواقف العصيبة، وتاريخنا الاسلامي غني بمثل هذه المواقف فعمر بن الخطاب رضى الله عنه هدد وتوعد كل من يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات في حين كان لابوبكر الصديق رضى الله عنه قول اخر كان لزام صائب لذلك الموقف، وهذا لا يعني التقليل من قيمة ابن الخطاب ولا يحسب عليه بقدر ماهي ردة فعل لصدمة الموقف والامر طبيعي ولا يحتاج الوقوف عنده.
حضرتني الكثير من المواقف مع القائد جلال الربيعي ورفاقه والحقيقة التي يجب أن تقال هي أنني لم أجد من هذا القائد وجنوده الا المواقف الشجاعة وتقدم صفوف المعارك وحسن الادارة في اللحظات الصعبة والنجاح الدائم في كل المهام التي يكلف بها، ويعود ذلك لما يتميز به جلال الربيعي من قوة الشخصية والأقدام وروح البطولة فطالما كان يسبق الكل في التضحية.
أخيرا، لايسعني إلا ان اشير بإن قوات الحزام الامني بلحج خاصة كانت ولازالت الرقم الصعب والعلامة الفارقة في تحقيق الكثير من الانتصارات بشكل أو باخر، وذلك للدور البارز للقائد جلال الربيعي ولاركان القوات حسين السعيدي وكليب الداؤودي وثابت العلوي وعلي السنيدي وتوفيق الهابون وللاعلامي وائل الجحافي وبقية تلك الكوكبة من ضباط وافراد تميزوا بالتضحية، فنرى بكل معركة أو انتصار بانهم غالبا من يدفعون التكلفة الباهضة من الشهداء والجرحى.