من هي الامريكية كايلا مولر وما علاقتها بمصرع البغدادي ؟! .. صورة وتفاصيل

Tuesday 29 October 2019 3:12 am
من هي الامريكية كايلا مولر وما علاقتها بمصرع البغدادي ؟! .. صورة وتفاصيل
----------

بعد أن أقرّت الإدارة الأميركية تسمية عملية قتل زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، على اسم "كايلا مولر"، عاد اسم الناشطة الأميركية التي اختطفها التنظيم مع بدايات ظهوره  في مدينة حلب شمالي سوريا عام 2013، إلى أن أُعلن عن مقتلها في فبراير (شباط) 2015 عن عمر 26 عاما، ليتصدر مجددا عناوين الصحف والتقارير العالمية.

ولـ"مولر" قصة "ظلت ملهمة" في مجال الإغاثة للمتضررين من الحرب السورية، وفق تقارير أميركية، وهو ما دفع مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إلى تسمية العملية باسمها من "أجل تحقيق العدالة لها وللأميركيين الذين قتلوا بوحشية على أيدي البغدادي وأتباعه"، وفق ما نقلت عنه محطة "إن بي سي" الأميركية الأحد.

ومن بين الأميركيين الذي قتلهم تنظيم داعش، الصحافي جيمس فولي، الذي خطفه مسلحو التنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 في سوريا، وذُبح في أغسطس (آب) 2014 في تسجيل مصور أثار ضجة واسعة.

مولر من تكون؟

ولدت مولر في 14 أغسطس (آب) 1988، في مدينة بريسكوت بولاية أريزونا في الولايات المتحدة، وكانت إلى جانب عملها الإنساني ناشطة في مجال حقوق الإنسان.

ووفقا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، فإن مولر، التي تخرجت في العام 2009، عملت في المجال الإنساني في مدينتها بريسكوت، كما عملت مع منظمات إغاثية في الهند وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، قبل أن تعود إلى منزلها في ولاية أريزونا في عام 2011 لتمضي عاماً في عيادة لفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" وملجأ للسيدات.

وفي خضم الأزمة السورية، قررت مولر السفر للحدود التركية السورية للعمل مع اللاجئين منذ ديسمبر (كانون الأول) 2012، وذلك بعد قضائها عاما في فرنسا تعلمت خلاله اللغة الفرنسية وكانت تنوي التوجه بعدها إلى أفريقيا، بحسب "إن بي سي نيوز".

وجاء سفر مولر إلى سوريا بعد أن عرضت عبر حساباتها الإلكترونية تسجيلا مصورا في عام 2011، قالت فيه إنها "متضامنة مع الشعب السوري وأرفض كافة أشكال الوحشية والقتل التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه". وبعد ذلك بنحو عام عملت "كايلا" في تركيا مع المجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة المساعدات الإنسانية "دعم الحياة"، إلى أن اختُطفت في حلب من قبل "داعش" في 4 أغسطس 2013، حيث كانت تغادر مستشفى "أطباء بلا حدود".

 

وفي عام 2015، أصدرت عائلة الشابة بيانا قالت فيه إن زعيم داعش تحرش جنسيا بابنتهم في أحد المنازل التابعة لعناصر أخرى بالتنظيم. وقالت العائلة حينها لقناة (إيه بي سي نيوز) "قيل لنا إن كايلا تعرضت للتعذيب، وكانت في ملكية البغدادي بحسب ما أخبرتنا به الحكومة في يونيو (حزيران) الماضي". وفي العام ذاته أكدت العائلة وفاة كايلا، لكن جسدها لم يُستَرَد. وهو ما قالت بشأنه لاحقا وكالة "أ. ب." إن اعتداءات جنسية من قبل قيادات "داعش" وقعت في منزل كانت مولر محتجزة فيه مع فتيات ينتمين إلى أقلية دينية عراقية تعرضن أيضاً للإيذاء الجنسي.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) هربت إحدى الفتيات (14 عاماً) من قبضة التنظيم إلى العراق، وأخبرت مسؤولين أميركيين أن البغدادي كان يزور المنزل المحتجزات به بشكل متكرر وأخذ مولر كـ"زوجة" له، وأكد المسؤولون الأميركيون روايتها مع معلومات استخباراتية أخرى ونقلوها إلى والديّ مولر، وفقاً لوكالة "أ.ب.".

وتضاربت الأنباء بشأن طريقة مقتل مولر في سوريا وهي في قبضة تنظيم داعش. وبينما قال التنظيم إنها قتلت بقذيفة خلال غارة للطائرات الأردنية على معقل داعش في مدينة الرقة انتقاما لإحراق التنظيم الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، كذّبت واشنطن هذه الرواية.

وفي يوليو (تموز) 2014، كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قد حاولت من خلال عملية عسكرية في سوريا تحرير رهائن أميركيين من قبضة التنظيم، إلا أنها فشلت. 

ووفق ما نقلت تقارير أميركية حينها، فإن قوات "كوماندوز" أميركية حاولت إنقاذ رهائن في عملية في مدينة الرقة السورية، وبعد قتل العديد من مقاتلي داعش في معركة بالأسلحة النارية، لم تجد القوات الرهائن المطلوب تحريرهم.

وفي فبراير من العام 2015، أعلن الرئيس أوباما مقتل مولر، وقال في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، إن منفذي عملية التحرير "ربما تحركوا بعد نقل الرهائن بيوم أو اثنين"، وتابع "من غير الدقيق القول إن حكومة الولايات المتحدة لم تفعل كل ما بوسعها". ووجهت إلى إدارة أوباما انتقادات عدة بسبب فشل عميلة الإنقاذ.

وحينها، قالت عائلة مولر إن مسؤولين استخباراتيين أبلغوها أن زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، اعتدى جنسياً على ابنتهم أكثر من مرة. ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز"، عن والدي مولر، كارل ومارشا، قولهما "لقد أبلغونا أن كايلا تعرضت للتعذيب، وكانت ملكاً للبغدادي".

وذكرت الشبكة الأميركية أن مسؤولين استخباراتيين قالوا إن البغدادي أخذ مولر وتركها في منزل قيادي بارز في التنظيم، يدعى أبو سياف، والذي يعتقد أنه كان مسؤولاً عن إدارة عائدات ومبيعات النفط والشؤون المالية في التنظيم، حتى مقتله في عملية للقوات الخاصة الأميركية في مايو 2015.

موقف العائلة

بعد ساعات من الإعلان عن مقتل زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، أشادت أسرة الناشطة الأميركية كايلا مولر، بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووجهت والدة كايلا في الوقت ذاته انتقادات للرئيس الأميركي السابق أوباما، بسبب عجزه عن التدخل لإنقاذ ابنتها التي تعرضت للأسر من قبل تنظيم داعش عام 2013، قائلة "إنه لو كان حاسماً لما ماتت طفلتي".

وقالت مارشا مولر، والدة الفتاة، لصحيفة "أريزونا ريبيبلك" إنه "لو كان أوباما حاسماً مثل ترمب لكانت ابنتها على قيد الحياة الآن"، فيما تمنى والد كايلا أن يجيب مقتل البغدادي على العديد من الأسئلة حول ابنتهم التي لم يعرفوا بموتها غير بصور مرسلة من قبل التنظيم في العام 2015، ولكنهم لم يروا لها جثة حتى الآن.

وقال والدها لشبكة "سي إن إن" الأميركية "حسناً، لطالما انتابتني مشاعر مخيفة كلما حاولت أن أفكر في مصير ابنتي البشع، لكنه أصبح جزءاً من حياتنا على مدار السنوات الماضية".

كما عبّرت والدتها عن حزنها الشديد وأنها تريد أن تعرف تفاصيل أكثر عن معاناة ابنتها. ورثت مارشا ابنتها قائلة "أتمنى أن يذكروها دائماً بهذا القلب الرقيق"، وأضافت "كان لدى كايلا دائماً قلب محب لمساعدة الناس، كل الناس، لا يهم إذا لم يفكروا مثلها تماماً أو إذا فكروا بطريقة مختلفة. كان لديها شغف لمقابلة أشخاص أينما كانوا ومحاولة التعلم منهم حتى تتمكن من فهمهم بشكل أفضل".