تصعيد حوثي يومي يهدد بنسف فرصة السلام الأخيرة (تقرير خاص)

Sunday 19 April 2020 7:50 am
تصعيد حوثي يومي يهدد بنسف فرصة السلام الأخيرة (تقرير خاص)
----------
تقرير/فاطمة العبادي:
أعلن, المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد, الركن تركي المالكي، عن خطوة جدية وملموسة لتخفيف معاناة اليمنيين في ظل انتشار فيروس كورونا في بلدان العالم, وأعلن بوقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 ابريل, والمدة قابلة للتمديد, بناء على دعوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن, مارتن غريفيث, لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي لليمن, وإضافة إلى اتخاذ "وقف النار" خطوة ايجابية لمواجهة فيروس كورونا.
ويهدف هذا القرار لتهيئة الظروف لتنفيذ دعوة الأمم المتحدة لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، لبحث مقترحاته بشأن وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
حرص المملكة:
ويؤكد وقف إطلاق النار حرص المملكة على تجنيب الشعب اليمني المزيد من المعاناة, كما قال رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي السفير سعد بن محمد العريفي و أضاف "يحب على مليشيات الحوثي المدعومة من إيران إثبات جديتهم في الاستجابة لهذه الجهود، وتسهيل الاجتماع الذي دعا إليه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن مع ممثلي الحكومة اليمنية الشرعية".
و أكد, رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي السفير سعد بن محمد العريفي، أنه في حال عدم استجابة الحوثيين لهذه الدعوة، فإنهم يعرضون الشعب اليمني الشقيق لمزيد من المعاناة، ويساهمون في تعطيل الجهود الدولية الرامية لمكافحة جائحة "كورونا" والسيطرة عليها، ويؤكدون ارتهانهم لمصالح أطراف خارجية دون الأخذ في الاعتبار مصالح الشعب اليمني.
خرق الحوثي:
 
رفضت سلوكيات الحوثي بإعلان وقف إطلاق النار من خلال عدة خروقات شنتها في مناطق متفرقة في اليمن, وفي الساعات الأولى لإعلان وقف إطلاق النار ارتكبت المليشيات 40 انتهاكا للهدنة الإنسانية.
وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، عدم التزام الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بوقف إطلاق النار، وبين أن إجمالي الخروقات من قبل الحوثيين لوقف إطلاق النار بلغ خلال يومي السبت والأحد 241 اختراقاً.
وفي تصريح واضح أعلن المتحدث الرسمي للحوثيين, محمد عبدالسلام, عدم التزامهم بالهدنة زاعما إنها تضليل للعالم.
وسرعان ما تزايدت الخروقات الإنسانية للمليشيا في اليمن, بعد اعلان وقف النار وشنت قصفا عنيفا في ست جبهات, وركزت بأعمالها الإرهابية على محافظة الجوف و مأرب وصعدة .
وبالنسبة لمحافظة الضالع الجنوبية, تحاول المليشيا استغلال الهدنة وبدأت بالزحف إلى مناطق جديدة, لكن القوات الجنوبية تمنعها من استحداث أي مواقع وترد على مصادر النيران.
ومن جهة أخرى تحاول المليشيات استغلال الهدنة لاستجماع قوتها وتوفير ذخيرتها الحربية, كما ان المليشيا ستزيد حدة الانتهاكات غير الإنسانية بحق المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها مستغلة بذلك انشغال العالم بجائحة كورونا .
ووضح الباحث في الشأن الدولي أسامة الهتيمي، غاية المليشيا خلال فترة الهدنة, ووصف أن إعلانها جاء بمثابة ، طوق نجاه للعناصر الحوثية الإرهابية، التي سرعان ما تجد الوقت الكافي لاستعادة أنفاسها حال قيام الشرعية اليمنية في استعادة وتحرير المناطق من قبضته. والعمل على تجنيد مزيد من الأطفال والأقليات خلال هذه الفترة لشن المزيد من الهجمات على المناطق المحررة، من أجل استمرار تجارته المحرمة سواء في السلاح أو تجارة الأعضاء وكذلك تهريب النفط, وأشار الهتيمي ، إلى أن منطقة الشمال اليمني وبالتحديد في خمس محافظات تقع تحت سيطرة عبدالملك الحوثي وأنصاره، يمارسون فيها القمع والقتل والتخريب.
رفض الهدنة:
 
بعد ترحيبها بقرار وقف إطلاق النار رفضت الحكومة اليمنية أن تكون الهدنة فرصة للحوثيين لإعادة ترتيب أوضاعهم العسكرية ومهاجمة قوات الجيش والمناطق المحررة.
ووصفت الحكومة الشرعية الاعتداءات الحوثية المستمرة، رغم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، بالتصعيد الخطير، وطالبت المبعوث ألأممي الخاص لليمن بالتحرك سريعاً للضغط على الميليشيات.
مطالب مجلس الأمن:
بعد أن اخترق الحوثي لإعلان وقف إطلاق النار, طالب مجلس الأمن الدولي, الحوثيين بوقف فوري للأعمال العدائية, وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى الأزمة الإنسانية التي تجعل اليمن عرضة بشكل استثنائي لوباء (كوفيد 19)، مشددين على أن المزيد من التصعيد العسكري في اليمن سيعيق وصول العاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوافر مرافق الرعاية الصحية اللازمة لمواجهة تفشي المرض.
و اتفق أعضاء المجلس بالإجماع على تأييد الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 25 مارس (آذار)، إلى المتحاربين في اليمن لوقف الأعمال العدائية على الفور، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل كل جهد ممكن لمواجهة وباء "كوفيد 19"
مساع غريفيث:
 
سعى المبعوث ألأممي إلى اليمن مارتن غريفث من خلال إعلان وقف إطلاق النار في اليمن إلى السلام الدائم, وسلم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الأطراف اليمنية، الجمعة الماضية, نسخة محدثة من مقترح اتفاقات أممية لوقف إطلاق النار، وإجراءات اقتصادية وبناء الثقة، واستئناف العملية السياسية ودعم قدرة اليمن لمواجهة كورونا.
وشدد غريفيث على أن وقف القتال وبشكل عاجل، أصبح أمراً مصيرياً بعد تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في البلاد.
وقال في بيان صحفي نشره موقع الأمم المتحدة: خلال الأيام الماضية، ألهمتني النداءات المتكررة للسلام التي أطلقها اليمنيون من مختلف المكونات والأطياف السياسية والاجتماعية، بما يشمل النساء و الشباب وشيوخ القبائل, وكانت رسالتهم للقيادات السياسية في منتهى الوضوح: أوقفوا الحرب الآن، وقاتلوا معًا عدوكم المشترك: فيروس كوفيد-١٩.
موقف الانتقالي:
 
رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان التحالف العربي وقف إطلاق نار شامل لمدة أسبوعين اعتباراً من الخميس الموافق 09 ابريل 2020م، وإزاء ذلك أكد المجلس الانتقالي الجنوبي على ضرورة وجود آلية واضحة تضمن نجاح وقف إطلاق النار, وأكد أيضا استعداده لمناقشة الآلية المناسبة لوقف إطلاق النار في الجبهات التي تدافع فيها القوات الجنوبية، والمقاومة الجنوبية المساندة، وبنفس الوقت يؤكد المجلس على مسؤوليته تجاه حماية السكان في الجنوب من أي تصعيد عسكري جديد.
ترحيب عربي ودولي:
رحبت كل من الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي ومصر والأردن والبحرين, والكويت وعمان, واليابان بالقرار المتعلق بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن, وأوضح بيان نشره مكتب غريفيث، أن إعلان وقف إطلاق النار يأتي لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في عموم البلاد لتجنب المخاطر الجسيمة للانتشار المحتمل لفيروس كوفيد - 19 في اليمن.
وقال غريفيث: "ممتن للمملكة العربية السعودية والتحالف لتمييزهم حساسية المرحلة التي تمر بها اليمن، وتجاوبهم مع الطبيعة الحرجة لهذه المرحلة، ويجب على الأطراف أن تستغل هذه الفرصة وتتوقف فوراً عن كل الأعمال العدائية بشكل عاجل وتمضي قدماً نحو تحقيق سلام شامل ومستدام".
نشر في عدن تايم: