تنقلنا المصورة الأسترالية، جاسمن كاري، بكلمات مؤثرة، إلى أجواء الطبيعية الهادئة لأنثى حوت وصغيرها، وإلى تلك اللحظة التي تمكنت بكاميراتها التقاط صورة لهما، وهما يستمتعان بلحظة هدوء بالقرب من سطح الماء، وهي الصورة التي خولتها الفوز بأغلى جائزة تصوير في العالم، جائزة "هيبا"، البالغ قيمتها 172140 دولار (120.498.000 ريال يمني)
كتبت كاري في صحيفة "غارديان" البريطانية أنها حملت كاميرتها المجهزة بمضاد للمياه، وصعدت على متن مركب صغير باتجاه جزيرة "فافاو" في تونغا، واصفة المشهد على الشكل الآتي:
"كشفت الفقاعات الصغيرة التي تصعد على سطح الماء كل أربع دقائق، لنا نحن جماعة الغطاسين، أننا على السكة الصحيحة. ثم بدأ هطول المطر بإيقاع هادئ على سطح مياه المحيط، مثل تهويدة رقيقة متكررة، فغطت أنثى حوت أحدب كبيرة وصغيرها في نوم هادئ ومريح.
وفيما كنا نطوف ونحدق في الأعماق، تلاشى صوت الإيقاع قليلاً، وهدأ المحيط إلى حد أن الحوت وصغيرها صعدا للقاء أشعة الشمس التي كانت تخترق عبر سطح المياه.
كان بالإمكان تبيان الطيات على جسد الحوت الصغير، ليتل زاي، الذي لا يتجاوز عمره الأسبوعين، وملامحه الناعمة المخملية. لم تكن زعانفه قد نمت بعد، اما بطنه فكان باللون الأبيض الأكثر نقاء.
أما والدته فتجلت بكامل روعتها، لونها الداكن من ألوان الرمادي المخملي وقد ظهر لون أبيض نقي في جانبها السفلي. كانت ترتاح كملاك بأذرع مفتوحة في وضعية عامودية تماماً كاشفة عن جانبها السفلي. وقد بدت ضعيفة للغاية، لكنها مسترخية، ملتحفة ومعززة ومتغذية بالمياه التي تحتضنها، والتي سوف تحتضنها وتدعمها وتغذيها على الدوام.
وقد وصفت كاري حركات الصغير: "حرصاً على عدم إيقاظ والدته، كان صغيرها يفرك برفق على أنفها وبطنها، متآلفاً مع كل نتوء أو فجوة في جسدها.
وفي أحيان كثيرة، كان يوجه إليها قبلات رقيقة من الفقاعات، ويتابع أثرها اللامع لالتقاط النفس. وبين الحين والآخر كان ينظر الينا بفضول، وكأنه يعلم، تماماً كما أدركنا، بأن هذا الوقت مخصص "له ولوالدته".
