تواصلت، اليوم الأربعاء، المواجهات بين قوات الجيش ومسلحي مليشيا الحوثي في جبهات “نجد العتق” في “نِهْم”، شرق صنعاء، وفي “صِرواح”، ومجزر، غرب وشمال غربي مأرب.
وقال مصدر عسكري مطلع في مأرب لـصحيفة “الشارع”، إن المواجهات دارت بشكل عنيف بين الجانبين في جبهات القتال الثلاث المشار إليها، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وأضاف المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه: “منذ بداية هذا الأسبوع، شَنَّ الحوثيون هجوماً كاسحاً على مواقع الجيش في فرضة نهم، وتركز الهجوم على جبهة نجد العتق، وجبهة مفرق الجوف القريب من معسكر ماس ومعسكر الجفرة. في نجد العتق كان الهجوم الحوثي قوياً جداً، وتمكن مسلحو الحوثي فيه من السيطرة على أكثر من موقع عسكري هناك، وفرض حصاراً على اللواء 141 واللواء 310، بسبب ذلك انسحب أفراد هذين اللواءين بصعوبة، بعد تدخل طيران التحالف العربي وتنفيذه غارات كثيرة وكثيفة لفك الحصار الخانق عليهما”.
وتابع المصدر: “تقول المعلومات إن المعارك التي دارت، خلال الأيام الماضية من هذا الأسبوع، أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين، ومساء أمس الثلاثاء (أمس الأول)، قال قادة في الجيش الموالي للرئيس هادي، وناشطون تابعون له في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الجيش انسحب انسحاباً تكتيكياً من مواقعة في مفرق الجوف وصَلب ونجد العتق، وأخرج الحوثيين من مخابئهم إلى أرض مفتوحة، ثم أطبق عليهم بحصار شديد بين فكي كماشة”. مصادر عسكرية أخرى أكدت لـ صحيفة“الشارع”، أن الجيش انسحب من مفرق الجوف، الواقع أسفل نقيل فرضة نهم، على الطريق المؤدي من صنعاء إلى مأرب والجوف.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش انسحبت من مفرق الجوف إلى قرب مواقعه القريبة من معسكر ماس، كما انسحب من مواقعه في جبهة نجد العتق إلى مواقعه في قبيلة الجدعان، وبعد أن أعادت قوات الجيش تمركزها، شنت، مساء أمس الأول، بمساندة طيران التحالف، “هجوماً كاسحاً” تمكنت فيه من إلحاق خسائر بشرية كبيرة بالحوثيين “تُعَد أكبر خسائر يتكبدها الحوثيون منذ سيطرته على فرضة نهم”، بداية العام الجاري؛ حسب ما قاله مصدر عسكري لصحيفةـ “الشارع”.
وأفادت المصادر أن قوات الجيش لم تتمكن من استعادة السيطرة على المواقع التي انسحبت منها.
وقالت المعلومات إن قيادياً حوثياً قُتِلَ، مع ثمانية من مرافقيه في المواجهات التي دارت، مساء الثلاثاء، في “جبهة نجد العتق”. وأوضحت المعلومات أن هذا القيادي يدعى مرّان المراني، وقُتِلَ، مع مرافقيه الثمانية، “بقذيفة هاون استهدفهم بها الجيش أثناء المواجهات”.
وذكرت المعلومات أن الجيش أسر أكثر من عشرين شخصاً من مسلحي مليشيا الحوثي في جبهتي نِهْم وصِرواح.
المصدر العسكري أبلغ صحيفة “الشارع” أن مليشيا الحوثي قصفت، مساء الثلاثاء، معسكر ماس القريب من “مفرق الجوف”، شمال غرب محافظة مأرب، بعدد من صواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من أفراد الجيش، بينهم ضباط سعوديون.
وأفاد المصدر أن القصف الحوثي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من جنود وضباط الجيش اليمني، وضباط سعوديين يعملون على ما يُعرف بـ “مدفع جهنم”، داخل معسكر ماس.
وأشار المصدر إلى أن “مدفع جهنم” هو مدفع حديث يتبع الجيش السعودي الذي أوصل، منذ فترة، عدة مدافع من هذا النوع إلى مأرب، ولم يسلمها إلى الجيش اليمني، بل جاء بطواقم عمل عسكرية سعودية تولت إدارة هذه المدافع بشكل مباشر.
ونفذت هذه المدافع عمليات قصف عدة على مواقع مليشيا الحوثي وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وإذ أكد مصدر عسكري ثانٍ عملية القصف الحوثي لمعسكر ماس، قال: “المعلومات تقول إن ضباطاً سعوديين قتلوا جراء القصف الحوثي على هذا المعسكر.. ربما كانوا فيه للإشراف على المعارك، لكني أستبعد أن يكون أحد مدافع جهنم في هذا المعسكر، لأنه لا يعقل نقل هذا المدفع إلى الخطوط الأمامية لجبهة القتال، والأرجح أن هذا النوع من المدافع سيكون في مناطق خلفية في مأرب”.
وقالت معلومات غير مؤكدة، إن مسلحي الحوثي سيطروا، أمس الأول، على مناطق “الجفرة والباطن وأم العلوب ومحزام الراعي، غربي معسكر ماس”.
فيما زعم ناشطون حوثيون، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن مليشياتهم سيطرت على هذا المعسكر، وهو ما نفاه مصدر عسكري مطلع تحدث لـ “الشارع”.
من جانبه، قال المركز الإعلامي التابع للقوات المسلحة، إن “الجيش استعاد”، أمس الثلاثاء، “مسنوداً بطيران التحالف، مواقع كانت تتمركز فيها مليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه فرضة نهم، شرقي صنعاء”.
ونقل المركز الإعلامي عن مصدر عسكري قوله، إن “المعارك أسفرت عن سقوط العديد من عناصر الميليشيا بين قتيل وجريح، فيما دمّرت مقاتلات التحالف تعزيزات للحوثيين في منطقة نجد العتق ومناطق أخرى محيطة”. وأفاد المصدر أن “المعارك ما تزال مستمرة
وسط تقدم أبطال الجيش والمقاومة، وتراجع وخسائر فادحة في صفوف مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران”.