مرسال .. ياحب خالد في فؤادي

Saturday 20 June 2020 9:56 am
مرسال .. ياحب خالد في فؤادي
يمني سبورت:
----------
فؤاد باضاوي
               ودعته المكلا وبكته شوارعها وأزقتها وبحرها والجبل ، ودعته المكلا المدينة الهائمة في بحور العشق والغرام ، عانقت ذكراه وذكرياته وشجونه وأنثرت دموع الفراق في يوم عيد وفرح وسرور ، أصبحت مصدومة مكلومة مفجوعة بخبر رحيله عن هذه الدنيا ، هكذا تناقل الناس وأهل المكلا والوطن خبر وفاته وشاع الخبر بين مصدق وغير مصدق ، إلى أن تأكد يوم الرحيل التالث من أغسطس 1914م  ..   ولاحول ولاقوة الابالله  وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
     إنتقل الأهل والأصحاب والأحباب الى بيته بفوة وهناك خيم الصمت على الجميع ومابقيت الا العيون تتحاكى بلغة الدموع الحائرة في الجفون وجسده مسجى في غرفة منزله يتلقى نظرات الوداع الأخيرة في يوم أليم .. على الفراق المر  " كرامة سعيد مرسال " رحيل بلا عناء رحيل في سكون وهدؤ وهو الذي عاش حياته صخبا وطربا وسلاء .. 
ويبقى الشامخ المنصوب ، مثوى الشيخ يعقوب ، هناك إجتمعت المكلا للصلاة عليه بمسجدها الشهير " مسجد عمر " وتم تشييع جثمانه الى مقبرة المدينة ، مقبرة الشيخ يعقوب .. وعلى مهلك وقد الحال تكلم ياحبيبي بالكلام الدارجي ، ويكفيك القريب الدال ، مايحتاج تلفت للبعيد الخارجي وتوقع مامعانا قلوب للشطحات يادوب ...
     ولد في مدينة المكلا عام 1949م و  عاش حياته نغما وطربا وألحانا وسلاما وسط حيه الراقي " السلام " بجانب شاعر الكلمة الحصيفة " صالح عبد الرحمن المفلحي " في حي المواهب الكبيرة  حي الفنان ذائع الصيت الراحل " محمد جمعة خان ولوبايقع لي مرادي بسكن بحي السلام .. هناك تفتحت مواهبه وداعب أوتار العشق والغرام وصفو المكلا وزينة أهلها فكان فارس أعراسها وأفراحها ورفيق أحزانها وهمومها وشجون البسطاء من سكان ذلك الحي ، وحي الربوع وقف بها مستبشرا سكنت المكلا المدينة العاطرة روحه وأحشائه ولا مست كلمات إبنها السياسي الشاعر ( خالد عبدالعزيز ) مشاعره ووجدانه "بعد المكلا شاق " فصاغ لها لحنا إرتبط بها وبأهلها وأصبح شعارها وعنوانها ، وصاغ لحن الوطن " لبيك ياموطني " وأغنية العيد التي سكب فيها الرائع " غالب باعكابة " رحيق الحب والغرام " أقبل العيد " العايشة فينا لحنا وكلمات لإنها ليست كالكلمات ، وسروري من سرورك ، ومتيم في الهوى يروي حكاية حب مخفية .. وأغنيات والحان أخرى ..
     أنغامه وألحانه الشجية المرسالية وقوة صوته ملئت الآفاق وهامت فوق السحب طيفا مكلاويا رائعا ، لبيك ياتاج اليمن ،  من قال محبوبتك من قلت اليمن ، شامره ،  عشت فيها وآمل بالله طول البقاء فيها ، يتيمة  الأبوين ، ياحب خالد ،  بفدي بدم القلوب واجب يابلادي دوب نسيمات وطنية حلقت بالقلوب والأفئدة في سماء المجد وأكسبت المرسال كرامة صفة فنان الوطن الذي يلهب المشاعر بنطقه الفصيح الصحيح ومشاعره الرقيقة الفياضة الجميلة ..
     اليوم تمر ذكراك في سكينة وهدؤ وأنت من شغلت الناس سنوات وسنوات كنت فيها التاج والصولجان والفنان الحضرمي الوفي الذي تشرب الدان والعوادي والساحلي والشرح وكل فنون الغناء الحضرمي الأصيل وتفنن في رسم صور الوفاء والإنتماء ..
   الفنان  (كرامة سعيد مرسال) 
تاريخ طويل إرتبط بالغناء والألحان البديعة والبساطة والبديهية والعطاء الكبير .. اليوم نتذكر يوم رحيلك ونتذكر أنسك وسلاك وحنانك الدفاق وعطاياك الجزيلة ، اليوم نروي للأجيال والزمان قصة الفتى الأسمر الذي كان نجم المسامر ، النجم الذي فاخرت به حضرموت محليا وخارجيا وذاع صيته وغناه ليصل الى الخليج والوطن العربي ، فقد كان لمشاركاته في المهرجانات الوطنية سمعتها ، وكان لمشاركاته الخارجية صداها ، فغنى له العديد من فناني الخليج والعرب العديد من الروائع الخالدة .. فكانت الفنانة الرقيقة أنغام والفنان الجميل راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم غنوا لمرسال مجموعة من الأغنيات والروائع المرسالية  الحضرمية ...
ذهبت الى بيته بفوة عصرية ذات مساء برفقة الزميل (خالد القحوم ومعنا المصور ( خالد عامر بلكسح ) فرحب بنا وإلتقيناه وسكبنا في حوارنا معه مجموعة أسئلة وتبادلنا الحديث عن ذكرياته وبعض إغنياته ، وكان سلسا يجاوبنا بهدؤ وبأبتسامة أحيانا ، وسألناه عن رحلة علاجه في مصر وذكريات حفلات الزواج في المكلا وبعض المواقف وأطرف ماقاله أبوصبري إنه أحياء مخدرة زواج الدكتور عبدالرب إدريس بمبلغ مائة شلن هو وفرقته ، وأشياء كثيرة من ذكريات الزمن الجميل ..
    ودعتنا فودعنا البساطة والتواضع وخصوصية الطرب الحضرمي ، كنت بسيطا متواضعا حنونا على الصغير قبل الكبير ، يده في الخير فكم أفرح مسكينا وأحياء مخدرة زواجه مجانا ، وكم من المواقف الإنسانية يعرفها ع…

الأكثر قراءة