لماذا يضع المزارعون في أوروبا ثقوباً كبيرةً في كروش الأبقار؟

Tuesday 20 October 2020 6:25 am
لماذا يضع المزارعون في أوروبا ثقوباً كبيرةً في كروش الأبقار؟
وكالات - يمني سبورت:
----------

إن كنت قد سبق وشاهدت ثقباً في معدة بقرة ما فلا بدّ أنك تساءلت ما هذا؟ حسناً يدعى هذا الثقب بـ”الناسور الكرشي“ وهو عبارة عن ثقب موصول بأنبوب يصل لداخل المعدة، وهو موجود هناك لسبب محدد وليس لغرض المنظر فقط.

تُستعمل أغطية مطاطية لإغلاق هذه الفتحة أيضاً وفتحها عند الحاجة لذلك، فبعد نجاح عملية إختراق المعدة ووضع هذا الطوق المطاطي على كرش البقرة يصبح بإمكان المزارعين والأطباء البيطريين متابعة ما يحصل من عمليات هضم ضمن معدتها، وتوفير نظام غذائي جيد ومفيد لها.

علم جميع المزارعين بأن معدة البقرة تحتوي على ميكروبات وفطريات تسمح بهضم الأعشاب والمواد التي تستهلكها، فهذه الفتحة تساعد الأبقار التي لا تستطيع معالجة الطعام بشكل جيد، بسبب عوزها لهذه الفطريات والميكروبات، والهضم بشكل طبيعي مثل الأبقار الأخرى، حيث يمكن لمربي الأبقار زرع هذه العوامل في معدات الأبقار المذكورة من خلال إدخالها لداخل المعدة عبر هذا الأنبوب.

تسمح هذه الثقوب للمزارعين كذلك بمراقبة وتطوير عمليات الهضم لدى الأبقار، ولكن منظمة ”PETA“ (تجمع الناس من أجل المعاملة الأخلاقية للحيوانات) ليست سعيدة بهذا الإجراء كونه يُعتبر خرقا لحقوق الحيوانات، وجاء في تقرير لها على موقعها الرسمي، بأن الأبقار ليست سيارات، وبالتالي لا يجوز أن تشق في بطونها ما يشبه فتحات ضخ البنزين على جوانبها.

كما استهجنت ذات المنظمة العدد الهائل من الصور ومقاطع الفيديو التي تشيد بما أسمته ”التنكيل“ بحيوانات بريئة.

وأطلقت على الأبقار التي تتعرض لهذا النوع من الممارسات إسم الأبقار ”المقننة“ أي التي أصبحت تشبه القنينات مع فتحات سواء لتعبئتها أو تفريغها، وأضافت أن هذه الممارسات التي كانت تستعمل منذ زمن طويل يجب أن تتوقف، ويجب أن يتوقف الفلاحون من إنتزاع جزء كبير من بطون الأبقار من أجل إبقاء الإطلاع على معداتها أمرا متاحا، والأسوأ في الأمر على حد تعبيرهم هو إقدام حتى بعض المدارس البيطرية على مثل هذه الممارسات، والتي يجب أن تحمي الحيوانات وتوفر لها العلاج بدل تعذيبها.

وعلى الرغم من أن البياطرة والعديد من منتجي المنتوجات اللبنية واللحوم يدّعون أن هذه العمليات لا تسبب للأبقار أي أذى أو تقلل من فترة حياتها المحتملة، إلا أن هذا ”التنكيل“ لا يزال يؤثر على الأبقار كونه تترتب عنه فترة نقاهة تدوم لستة أشهر من أجل التعافي التام منه، هذه الفترة التي تعاني فيها البقرة الأمرين دون شك.

وعلى الرغم من كون الكثير يدعون أن هذه العملية من شأنها تحسين الحالة الصحية للأبقار التي تعد هنا موضع إهتمام كبير، إلا أن المنظمة ترى أن المستفيد الوحيد من هذه العمليات هم منتجو الألبان واللحوم الذين قد يقدمون على أي شيء مهما كان غير أخلاقي من أجل إستغلال الحيوانات والإستفادة من معاناتها.

بالإضافة إلى كون هذه الأبقار المسكينة ”المنكل بها“ يتم عرضها خلال مختلف الأحداث؛ على غرار المعارض الفلاحية والزراعية التي يتم فيها توجيه الدعوات لأرباب الأعمال الفلاحية والزراعية من أجل تجريب إقحام أيديهم داخل الأبقار المفتوحة كشكل من أشكال الترويج لهذه العمليات من طرف البياطرة، لسوء حظ هذه الأبقار، لا تمتد صلاحيات ”قانون حماية الحيوانات“ الفيدرالي؛ وهو القانون الوحيد الذي يحمي الحيوانات أثناء إجراء التجارب عليها؛ إلى التجارب التي يتم إجراؤها على الحيوانات في إطار تطوير الزراعة، مما يعني أنها لا تملك أي حماية قانونية من هذا ”الرعب“.

كما وجهت نفس المنظمة نداء لكل من إستهجن هذه العمليات بالتحرك لإنشاء قوانين تحمي هذه الأبقار عبر منع إجراء هذه العمليات عليها.

ولكن في نفس الوقت يعد هذا الإبتكار بالجيد بالنسبة لبعض أنواع الأبقار التي لا تستطيع النجاة من دونه، لا بل أن وجود هذا الشيء أيضا هو أمر صحي لحياة بعض الأبقار، ويُعتقد بأن هذه الثقوب تٌطيل العمر الإجمالي للأبقار، حيث أنها تساعدها على كسب الوزن وتأمين العناية الصحية الجيدة لها.

وفي الأخير عزيزي القارئ، لك حرية الحكم على هذه العمليات بإعتبارها أخلاقية أو غير أخلاقية، مفيدة أم مضرة.