أنا بطلت من زماااان أعلق على أي أحداث في الساحة المحلية أو أتكلم عن مواقفي تجاه أي حدث، لأني اكتشفت إنه معظم الكلام نفخ في قربة مقطوعة أو زي ما نقول في عدن "بول في نيس"، لكن اللي حاصل صعب السكوت عنه لأنه أولًا يتعلق بحياة الناس وثانياً بأخلاقيات مهنة أنتمي إليها:
- مبدأ " قدمنا شهداء" اللي بقى ترند فترة مابعد الحرب وعلى إثره استشرى مبدأ البلطجة على عباد الله، لازم يتوقف بأي شكل، لأن البلطجة بدأت تأخذ أشكال تلتقي مباشرة مع حياة الناس وسلامتهم، مش كل جنوبي معصوم عشان هو جيناته مكتوب عليها يسمح له بالتجني والتبلي ومش من حق حد يحاسبه.
- الناس اللي بقت خبراء في لغة الجسد فجأة، واللي شغالين بالإحساس نحن مش فاهمينكم، أنا ممكن أتخيل أي شي في الحياة إلاّ إن أحد يتخذ موقف يدافع فيه أو يتهم أحد بناءً على فكرة "شكله يقول إنه صادق والاّ شكله يقول كذاب" ، في قضية كارثية مثل هذي وفي غياب أي تفاصيل أو بينة لا من المدعي ولا من المدعى عليه الأجدى إننا ننحاز للحقيقة ونطالب بها وبنتائج لتحقيق شفاف، مش نمشي وراء المزاج والاّ الهرمونات والاّ الخارطة الجينية.
- تسليم الإدارة الطبية لمستشفى عزل لأشخاص حديثي التخرج، لا يمتلكون خبرة ولا شهادة تخصص ولا شهادة في الإدارة الطبية، ظاهرة هي الأولى من نوعها في العالم. هذا شيء، الشيء الثاني نحن بالمناسبة في عصر مختلف، إننا في عالم العولمة والبحث عن الكفاءة، وعليه فأي واحد من زيمبابوي ممكن يمسك أعلى هرم إداري في أكبر شركة أو مستشفى في أمريكا، عادي جدًا على فكرة، والناس اللي تشتي جنوبي أبو حمض نووي صافي ١٠٠٪ هو اللي يمسك مراكز العزل ذولا واجيين من عالم ما قبل الأنسنة والعقلنة وكل ما فيه نة. مالناش علاقة فيبهم نهائياً.
- لازلنا ننتظر نتائج ما أسماه وزير الصحة "لجنة التحقيق"، والتي لا نعرف عنها سوى تغريدة مكتوبة بلغة هزيلة. أليس من المنطقي وقد تحول الأمر لقضية رأي عام أن يتم الكشف عن هذه اللجنة وأسماء المحققين فيها وموعد الانتهاء من التحقيق. وما لا أفهمه هو كيف تتشكل لجنة من الجهة المتهمة بالفساد أصلًا؟ لماذا لم تتولَ السلطة المحلية ومعها مؤسسات المجتمع المدني عملية البحث عن الحقيقة وإطلاع الناس عليها؟ أين هم الصحفيون؟ أليسوا هم السلطة الرابعة وأليس المنوط بالصحافة أن تتقدم لتقول للناس ما خلف الكواليس؟
- على الرأي العام أن يضغط بكل قوته للكشف عن كل التفاصيل التي يختبئ فيها الشيطان، ولنعرف هل المسألة مجرد مكايدات شخصية لاستبعاد من مركز أو وظيفة ترتب عليها كل هذا اللغط ويترتب عليه ما هو أنكى من فقدان ثقة المواطن بمقدمي الخدمة الطبية، أم هو فعلًا فعل مجرم ممن يريد أن يحرم الناس من الخدمة الطبية ويعسر عليهم العسير لمجرد زيادة الدعم الذي سيذهب للجيوب، حسب إدعاء الطبيبة في مجمع العزل؟
كل التفاصيل بالاسماء والتواريخ والأحداث وشهادات العاملين في مركز العزل يجب أن تكشف للعامة.
- التخلف عن المثول للتحقيق من أي شخص معني بشكل مباشر في هذه القضية، بحجة التهديد أو المطاردة هو هروب من وجه العدالة وقفزة للخلف.. كما إن الاستمراء في إلقاء التهم دون تحديد، هو تمييع للقضية وهذا ما لا يجب أن يمر.
- البلد مليئة بالفوضى والخراب والفساد، ولكن هذا ليس مبررًا لترويع الناس مهما كانت الأسباب، يجب أن نطمئن الناس أن الوضع في هذه الموجة أفضل بكثير من سابقتها، هناك العشرات يتلقون العلاج في مراكز العزل في عدن وحضرموت وغيرها، وهناك حالات كثيرة تتحسن وتمر من الأزمة بسلام، وبالتأكيد هناك حالات صعبة لايمكن إنقاذها وهذا الحال في كل العالم، لكن الأكيد أنه في الحالات التي تحتاج للترقيد المردود مع الرعاية الطبية في المستشفى أفضل بالتأكيد من مواجهة المرض في البيوت، أو التخبط في طلب الرعاية أونلاين.
- أين ذهب اللقاح؟