عندما يراهن الرئيس على الحكومة!

Wednesday 27 April 2022 11:21 am
عندما يراهن الرئيس على الحكومة!
يمني سبورت
----------
لا شك في أن كريم بنزيما هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم حاليًا، وإني لأنتظر موعد حفل الكرة الذهبية لأراه يقبلها، نعم أعلم بنوايا "فرانس فوتبول" التي تبحث كعادتها عن البقرة التي تدر لها أموالًا أكثر، إضافةً إلى عنصريتها المقيتة في اختيار من تمنحهم جوائزها وفي هذا الشأن حدث ولا حرج! 
ولكن تشاء الأقدار - وما أجمل المشيئة الإلهية حين تريد أن تنصفَ شخصًا- أن الكرة الذهبية ستكون في موعدها المعتاد شهر أكتوبر، بينما كأس العالم سيكون في أواخر نوفمبر وحتى شهر ديسمبر بحيث يغلق في وجهها باب لو فاز منتخبًا آخر بكأس العالم غير فرنسا لتمنح أحد لاعبيه الكرة الذهبية! وربما يحاولون اللعب من الباب الآخر باب دوري الأبطال وإن حدث وفاز به فريقًا غير ريال مدريد، ومنحت الكرة الذهبية لغير كريم فستكون هذه هي فضيحة القرن الحادي والعشرين الكروية! 
 
صراحةً أن ما يقدمه كريم لشيءٍ عجاب! حسم مباريات كثيرة لصالح ناديه، كاد أن يفارق الريال معشوقته المفضلة دوري أبطال أوروبا فأعطى لهم قبلات الحياة مرارًا وتكرارًا، وجعلهم يعودون إليها من عنق الزجاجة! وتصيد هفوات كبار حراس العالم وجعلهم كالحمقى وما هم بحمقى ولكن تربص بنزيما لشديد! 
وأهداف جميلة ومتنوعة هذه بالرأس وهذه باليمنى وأخرى باليسرى ولك "بانينكا" لتقر عينك ولا تبتئس، ودور قيادي كبير نفسيًا ومعنويًا مهم للفريق بنفس الدرجة القيمة الفنية، حتى صار حين نخبر أحدهم عن نتيجة الريال فأجيبه بالفوز يقول: طبعًا تألق بنزيما رغم أنها لم يشاهدها! 
 
ولكن تألقه يجعلني أتسأل أحيانًا ماذا لو لم يصبر عليه بيريز؟! ماذا لو رضخ لسواط الإعلام والجماهير الساخرة وقرر ترحيله من ريال مدريد؟! ومن هنا جاءت تسمية بنزيمة بهذا اللقب " الحكومة " من فرط بقائه العجيب في ريال مدريد رغم مغادرة أسماء كبيرة للنادي ورغم حجم الضغوط الكبيرة التي مورست عليه، فهذا ما يعانيه أي لاعب يحمل شعار أعظم نادي في العالم! 
وماذا لو لم ينفِ كرستيانو من المرينغي؟! طبعًا كان سيبقى كريم في ظل الرجل الذي كان أكثر من يصنع له أهداف من النادي الملكي! بيريز أخرج كرسيتانو بكل الثقل الذي يحمله هجوميًا وشعبيًا وإعلاميًا، وراهن على كريم وكسب الرهان! 
 
بيريز شخصية محيرة لي كمشجع مدريدي تارةً أراه شخصٌ اقتصادي ولا يفقه في كرة القدم، وتارةً أخرى أراه أكثر رئيس نادي يفهم في كرة القدم! تارةً أنظر إليه بأنه جشع يقذف بأساطير النادي من الباب الخلفي، وتارةً أخرى أراه يعرف جيدًا متى تنتهي صلاحية اللاعبين ويجعل الاسم مهما ثقيلًا يبقى تحت الكيان الأبيض ولا يعلو عليه
فينة أصنف فترته الأولى بأنها كانت دعائية رغم بعض البطولات الهامة وأنه ضحى بريدوندو وماكيليلي من أجل نجوم عجزوا أن يكونوا فريقًا بحجم الأسماء، وفينة أخرى أؤمن بالنظرية التي تقول أن الريال بهذه الأسماء ازدادت شعبيته أكثر! 
بيريز هو الحجاج بن يوسف كرة القدم-وهذا التشبيه على سبيل المجاز- فالحجاج كان دمويًا ويقال أنه رمى الكعبة بالمنجيق، ويرأه البعض بأنه مبير ثقيف، ولكن في ذات الوقت كان أميرٌ مخلصٌ، قضى على الفتن في بلاد العراق، وأدخل بالجيوش التي أرسلها بلاد الهند والسند إلى دين الإسلام، وهو من أرسل أصغر فاتح مسلم لهذه الأرض، وكان فصيحًا بلغيًا، ولا يأكل لوحده دون أن يشاركه أحدًا طعامه! 
 
وبالعودة إلى بيريز فبالتأكيد حين ألمح رؤوساء نادي برشلونة الذي رموا به إلى غياهب جب الديون أدرك بأن بيريز هو نعمةً كبيرة للنادي الملكي! 
يلقب بالقرش الأبيض وأنا أراه أنه ثعلب أيضًا (ورياضي واقتصادي وسياسي) في ذات الوقت! 
نعم كسبت الرهان يا سيادة الرئيس في الحكومة، والحكومة الآن يرد لك الفضل ويجعل الشعب المدريدي في معظمه راضٍ عن الرئيس. 
 
ناصر بامندود