اليمني إذا فرح (ضحك) قال "اللهم اجعله خير" !! لا يكمل ضحكته حتى النهاية ، يخاف أن تكون الضحكة فال شؤم من شر يختبئ وراءها .
يتطير اليمني من الضحك كحالة نادرة بين الأمم .
عند الفرح يكون أكثر قلقاً .. يفرح وهو محاط بكومة من متاعب الحياة ، وربما لأن مسببات الفرح استثنائية في بلد تعثر بالآلام طويلاً ، ونكب بالكوارث كثيراً .
الخوف من المجهول يكسر فرحته ، ويقمع بسمته . يغادر الفرحة سريعاً ، ويتوقف عن الضحك على الفور كأن مساً أصابه في غفلة من وعيه بعدم صواب ما عمله للتو .
إذا ما تقرحت عيناه من الحزن ، شعّتا سعادةً لا يُعرف لها مصدر سوى أنه يعتقد أن الحزن يغسل الهموم ، وأنّ عليه فقط أن يحزن لكي لا يتعرض لأي مكروه . الحزن عند اليمني قرين الحياة . وحينما يبكي لا يردد "اللهم اجعله خير" ، يترك لدموعه العنان لتنزف حتى تجف .
اليوم ، وقد تلبدت الحياة كلها بغيمة كثيفة من الحزن والألم ، صار عليه أن يفتش وسط هذه الغيمة عما يداري به الكرب الذي يعيشه ، وأن يتكبد المشقة كي ينتزع بسمة ولو صغيرة من تحت ركام المأساة .