وداعا للفراق.. أهلا بالعراق

Wednesday 21 December 2022 11:26 pm
----------

لحظة شاعرية وخاصة جداً هي تلك اللحظة التي ستنطلق فيها بعد أيام بطولة كأس الخليج الـ25 في العراق الحبيب، العراق المظلوم والذي سرقت ابتسامته على مدار سنين بسبق الإصرار والترصد، عراق الحضارة والأدب والعلم، العراق المرجع الكبير لجزء كبير جداً من ثقافتنا العربية، والتاريخ الناصع والمشرق لماضٍ مازلنا نتغنى به ويملأ مكتباتنا ومناهجنا الدراسية، تربينا على العراق وربى فينا، فهو الحجر الأساس لبيت العروبة، وعليه يتكئ موروثنا وتاريخنا الثقافي والأدبي.

أخيراً وبعد غياب قبة العلم وذات الوشاحين المدينة الشماء البصرة الفيحاء ستستقبل ضيوفها وهم أهل الدار لا ضيوف، فثغر العراق هو ثغر الأمة جمعاء وخزانة الأدب هي في الأساس حاضرة العرب.

عروس الخليج تتزين لإستقبال كأس الخليج الـ25 ، البطولة التي لها مكانة خاصة جدا لأهل الخليج واليمن على مدار عقود، ارتبطت فيها ذكرياتهم بالكثير من اللحظات التي لم يمحيها النسيان ولن يفعل، بطولة حتى لو لم تكن معترفة رسميا إلا أن تأثيرها يطغى في قلوب أهل الخليج على كثير من البطولات الرسمية مع تعددها، فكأس الخليج بالنسبة لأهل المنطقة كانت تمثل لهم كأس عالم خاص بهم، ولو سألت الكثيرين خصوصا من الجيل السابق عن بعض الذكريات لسردها لك كما لو أنها كانت بالأمس.

إن إقامة البطولة في العراق خصوصا بعد سنوات من حرمان الجماهير العراقية هذا الأمتياز سيبقي على هذه البطولة رونقها المميز وخصوصيتها الفريدة، فالجماهير العراقية ستكون المساهم الأكبر في إنجاح هذا الحدث الخاص من دون شك، فحبها لكرة القدم وحضورها الدائم في المدرجات في الدوري المحلي أو في بعض المباريات والبطولات الودية على مدار سنوات سيكسب هذه البطولة تلك الميزة التي تخشى أن تفقدها، ولعل الشواهد كثيرة شاهدناها وتابعناها في الكثير من المباريات ليس فقط للمنتخب العراقي او الأندية العراقية بل حتى في بطولات المنتخبات في الفئات السنية.

إن نجاح أي حدث رياضي مرهون بدرجة كبيرة على الحضور الجماهيري ولا أعتقد أن هناك من هو أحرص من الجمهور العراقي في هذه الفترة بالذات على إنجاح البطولة، فالعراق وجماهيره تواقة لرفع الحظر الجائر كلياً على بلاد الرافدين، وفتح افاق بعيدة لاستقبال استحقاقات أكبر واستعادة المكانة المرموقة التي تليق باسم العراق كما كان عليه في الماضي.

سباق تنافسي محموم بين 8 منتخبات هي العراق وعمان واليمن والسعودية والكويت وقطر والأمارات والبحرين لن يخلو من الندية المعتادة ولا التنافسية المعهودة حتى ولو لعب منتخب أو اثنين بالفريق الرديف، فهذه البطولة تمثل شيء كبير جدا للجماهير الخليجية التي تراهن على منتخباتها بالظهور المشرف في العرس الخليجي الـ25 والذي سيكون استثنائي هذه المرة.