يستعد نادي مانشستر يونايتد للدخول في مرحلة إعادة هيكلة جذرية، خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، في محاولة لتصحيح المسار بعد موسم كارثي على المستوى المحلي، إذ فشل الفريق في حجز مقعد بدوري أبطال أوروبا، عقب احتلاله المركز الـ 16 في البريمييرليغ، كما خسر لقب الدوري الأوروبي، إثر سقوطه أمام توتنهام هوتسبيرز، يوم أمس الأربعاء، بنتيجة هدف دون رد، في النهائي الذي أُقيم بمدينة بلباو الإسبانية.
ولم تترك هذه النتائج لإدارة النادي خياراً، سوى فتح الباب أمام العروض المقدمة لجميع لاعبي الفريق، في ظل أزمة مالية خانقة تهدّد الاستقرار الداخلي، وترجّح كفة سيناريو رحيل جماعي قد يُعيد تشكيل هوية "الشياطين الحُمر" من جديد.
وكشفت صحيفة ميرور البريطانية، أمس الخميس، أن هزيمة مانشستر يونايتد أمام توتنهام ستتسبب في خسارة نحو مئة مليون جنيه إسترليني من العائدات المتوقعة، فلن يشارك العملاق الإنكليزي في أي مسابقة أوروبية للمرة الثانية فحسب خلال آخر 35 عاماً، وهو ما يُعد ضربة موجعة للهوية التنافسية والمالية للنادي، وسيقود هذا الانهيار إلى إجراءات تقشفية صارمة، بعدما شهد الفريق بالفعل سلسلة من عمليات التسريح الجماعي، في وقت أصبح من الصعب التعاقد مع أهدافه الكبرى في "الميركاتو"، وعلى رأسها الإنكليزي ليام ديلاب والبرازيلي ماتيوس كونيا والنيجيري فيكتور أوسيمين.
وأضافت الصحيفة أن غياب العوائد الأوروبية، يُجبر مانشستر يونايتد على بيع عدد من لاعبيه، لتأمين ميزانية التعاقدات الجديدة، التي من المفترض أن يشرف عليها المدرب البرتغالي، روبن أموريم (40 عاماً)، في حال عدم إقالته هو الآخر بعد هذا الموسم الكارثي، ويُذكر أن التشكيلة الحالية كلفت خزينة النادي نحو 845 مليون جنيه إسترليني، في سوق الانتقالات خلال السنوات القليلة الماضية.
وفشل الفريق في تحقيق أيِّ من أهدافه الكبرى، لتشمل قائمة اللاعبين المعروضين للبيع أسماء بارزة، مثل كاسيميرو، وهاري ماغواير، ولوك شو، وأندريه أونانا، وأليخاندرو غارناتشو، وراسموس هويلوند، وكوبي ماينو، وحتّى قائد الفريق البرتغالي، برونو فيرنانديز، إذ لا يوجد لاعب محصّن من الرحيل.
وتابعت "ميرور"، أن إدارة اليونايتد تسعى بشدّة للتخلص من الثلاثي: ماركوس راشفورد وأنتوني وجادون سانشو، وجميعهم يقضون حالياً فترات إعارة خارج أسوار "أولد ترافورد"، وتشير التقارير إلى أن راشفورد حسم قراره بالرحيل، بعد انهيار علاقته مع أموريم والنادي، وهو يُفضّل الانتقال إلى برشلونة، أما سانشو، المعار إلى "البلوز"، فيُتوقع أن يعود هذا الصيف، لكنه سيُعرض للبيع، نظراً لراتبه المرتفع، الذي يُعد من الأعلى في الفريق، إلى جانب راشفورد.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنّ الثلاثي الإداري المكوّن من المالك السير جيم راتكليف، والرئيس التنفيذي عمر برادة، والمدير الرياضي جايسون ويلكوكس، سيتولون مهمة الإشراف على مشروع إعادة بناء الفريق بالكامل، خلال الفترة المقبلة، ويأمل هذا الطاقم في تصحيح المسار واستعادة هوية مانشستر يونايتد التنافسية على المدى المتوسط، رغم أن التحديات تبدو هائلة، في ظل الغياب عن المنافسات الأوروبية، والضغوط الجماهيرية، وكذلك الغموض المحيط بمستقبل المدرب الحالي.