عاد جورجي جيسوس، المدرب الذي رحل عن نادي الهلال قبل فترة، ليوقع الخميس عقده رسميًا مع نادي النصر، مكملًا بذلك فصلًا جديدًا ومثيرًا في قصة مليئة بالندية والتحديات داخل الكرة السعودية.
في العاصمة، حيث تقاطعت طرق التاريخ والخصومات الرياضية، لم يكن جيسوس مجرد مدرب عابر، بل كان ذاكرة فنية شكلت مجد الهلال في فترة تدريبية سابقة، لكن إدارة الهلال اختارت فجأة إنهاء التعاقد معه، في قرار صادم للكثير من الهلاليين.
اليوم، يعود البرتغالي ليس إلى ناديه السابق، بل إلى الجهة الأخرى من المدينة، نادي النصر، ليخوض تحديًا جديدًا مع الخصم السابق.
هذا التعاقد الجديد هو خطوة تكتيكية تحمل في طياتها رغبة في إثبات الذات والرد على من ظنوا أنهم نسوه. جيسوس لا يبحث عن تصفيق، بل عن نتائج تُثبت أنه ما زال مدربًا يملك الأفكار والخطط التي تصنع الفرق.
ليس جيسوس الوحيد الذي غادر ناديه ثم عاد لمنافسه، ففي أوروبا نجد أنطونيو كونتي الذي رحل عن يوفنتوس ثم عاد ليقود إنتر ميلان نحو الفوز بالدوري بعد تسعة أعوام من سيطرة البيانكونيري، ولويس إنريكي الذي ترك ريال مدريد لاعبًا ثم عاد ليدرب برشلونة ويحقق ثلاثية تاريخية.
جيسوس اليوم يخفي خلف هدوئه نارًا من الإصرار والانتقام الرياضي الهادئ. كل تمرين، وكل خطة، وكل مباراة سيخوضها مع النصر، تحمل رسالة واضحة: من أسقطني من ذاكرة فريقه.. سيجدني أمامه في الملعب.
القصة لم تنتهِ بعد.. وجيسوس ليس مجرد عائد، بل هو فجر جديد لرواية قديمة، تحكي أن الفرق الحقيقية تصنعها العقول التي لا تنسى.