الطفولة هي النواة الأولى للمجتمع المتجدد التي ان حسن بذرها حسنت بها الحياة .. حيث يحلو لبعض الاباء ان يطلق عليها العجنة الأولى إذا أجدت صنعها سوف تتمكن من ان يكون بها طعم ورائحة زكية وانطلاقاً من هذا فن الطفل له الحق بان يحصل على طفولة شبه مستقرة مثمرة بالحب والعطاء والعطف والحنان بالاضافة إلى تلبية ونيل كافة حقوقه كطفل.
وبالنظر إلى واقع الطفل في بلادنا اليمن اليوم لا يمت إلى سلامة تنشئته سليماً
فهو اليوم إلى جانب ما يعانيه من فقر وحرمان فهو عرضة للامتهان والتغييب والاستخدام المجحف له، حيث يساق قصراً وطواعية إلى العمل والزج به في الحروب خلافاً لأطفال العالم.
ويأتي امتهان حقوق الطفل اليمني وطفولته بفعل وعي وادراك المجتمع من قبل الأسر ة ومباركة الجهات الحاكمة.
وقد اصبح اغلب أطفال اليمن يعانون من التهميش والامتهان والحرمان من التعليم والرعاية، نتيجة الأوضاع المأساوية الماثلة بسبب الحرب الدائرة التي نعيشها في المجتمع اليمني .. ولعلنا بهذه الأسطر البسيطة التي نحاول سردها امامكم ما هي إلا مشاهدات عين لشخص رأى أمام عينيه وما قد يكون أعظم وامر.
ـ أولاً: اطفال بعمر الزهور وهم بين مقالب القمامة وفي منتصف الليل خوفاً من كشف الحال .. اطفال ينبشون الأكياس ويفرزوها بعناية لعلهم يفوزون بشيء يسد رمقهم .. يبحثون عن كسرة خبر أو قطعة رغيف، أو أي شيء يصطاده نظره، هكذا وصل الحال باطفالنا، وحسب علمي بأن اباء هؤلاء الأطفال على علم بما يتصرفون أطفالهم .. كون العديد من هذه الأسر ترمي بذلك لمعاناتهم من الفقر والمجاعة والعوز حتى وصل العديد من العائلات تأكل وجبة واحدة في اليوم ولكم تتصوروا في هذه الحالة اين اصبح أو ضاع أطفالنا، وكيف يمكن ينتظر منهم من قادم ابائهم وما سيقدم لهذا الوطن.
ـ أما الموقف الثاني: وامام جمع كبير من المصليين عندما تنتهي صلاة العشاء أو صلاة المغرب نجد ان بعض من الاباء وبجانبهم أطفالهم وهم يتضرعون للمصليين كي يحسنوا اليهم كونهم لا يحصلون على لقمة العيش، والمؤلم ان أطفالهم معهم ينظرون بعيون زائغة للأيادي التي ستمتد بما تجود به لهم .. ترى بماذا يفكرون وما الذي يدور بصدورهم خلال هذه المواقف المؤسفة والمهينة، وأي روح سيتولد فيهم، وكيف ستكون علاقتهم غداً بأسرهم وأهلهم وأبناء جلدتهم.
ـ وكم من نسوة وهم يحملون أطفالهم ويعرضوهم للشمس الحارقة وتحت شدة الحر .. يفترشون الأرض لساعات طويلة قد لا يتصورها عقل ولا يرضى بها خلق ولا ضمير .. أطفال يتجولون بالشوارع يمدون أيديهم للغير.
ـ أما الموقف الثالث والمشكلة الأكبر هو كم من طفل فقد والده (تيتم) في ظل هذه الحرب الظالمة التي يتجرعها اليمنيين، وكم من أسرة تشردت وتركت منزلها إلى المجهول، وكم من طفل عانى هذه المأساة وهذه المعاناة فقدتهم العيش الكريم.
ـ ماذا بقى لهؤلاء الأطفال من حقوق ولهذه الطفولة من مستقبل وهم يفتقدون لأبسط مظاهر العيش والحياة والأمن والاستقرار وما يمكن ان ينتظر منهم غداً وهم معرضين في سن مبكر من اعمارهم للاختطاف والاعتداء أو يقتادون إلى مزاولة مهن قاسية وبعضهم يساقوا إلى الجبهات للقتال ونزف الدم والضياع كما هو حاصل من سلوك من قبل المليشيات الحوثية تجاه أطفالنا اليوم.
اننا لنحترق شوقاً وشغفاً ببلوغ اليوم الذي تستعاد فيه الحقوق وينعم جميع الأطفال بحق التعليم والرعاية و العيش بكرامة .. داعين كل المنظمات الحقوقية والانسانية إلى التنادي لانقاذ مجتمعنا من هذه الأمة التي تدمر مجتمعنا مستهدفة نشأة الجديد وطفولته ومستقبله برمته.