نتسأل ونستغرب كم من الوقت, يمر ويستقطع من أعمارنا وفي غفلة؟ دون استقلال وفائدة منه؟
نتسأل عن كم من الوقت بساعاته وايامه ؟ في حياة فلذات اكبادنا وشبابنا, يضيع ويذهب
سدى ودون جدوى, في تناول القات, والتسكع في الشوارع, وتصفح الجوال عبر مواقع التواصل
او "الفواصل" كما يسميها المهتمون بهذا الشأن, التي فرقت بين التواصل والتلاقي الحميمي
الطبيعي بين الفرد ولاسرة, واضحت مسيطرة عليهما, لدرجة ان البعض يقضي أكثر من 10ساعات
واكثر, في استخدامها, سوى في البيت والسيارة والعمل, وفي أمور واعمال لا تصب وتخدم في
بناء وتطوير شخصياتهم المهنية والعملية,
الوقت الذي يعتبر في حياة الانسان, هو أثمن واغلى من المال نفسه, لهذا أقسم الله سبحانه
وتعالى بالضحى، وهو وقت من أوقات النهار, لأهميته ومكانته في حياة الانسان, ايضا وكما
جاء في الحديث الشريف -- يُسأل العبد عن أربع منها, عن عمره فيما أفناه؟ لهذا الوقت لا
يمكن أن تأخره او تسترجعه وقت ما تريد, وكما يقولو الوقت, كالسيف أن لم تقطعه قطعك,
فيجب استغلاله وحسن أدارته, وبالطريقة المثلى. وبما هو مفيد ومستحسن لهم في تكوين
مستقبلهم العلمي والمجتمعي,
يجب تنمية أدارة وتنظيم الوقت في حياة الشباب, واستثماره في القراءة والعمل وطلب
العلم, وكسب المهارات والخبرات, التي تعينهم في مواجهة أعباء الحياة الاقتصادية الصعبة,
ووضع اسس وبناء تكوينهم المهني والشخصي المقبل,
واللافت يمر الوقت من بين ايدينا تباعا, ولا تجد شابا يوما يقول, لك أنه ذهب او عاد من
مكتبة او مختبر بمركز علمي او بحثي في جامعة او معهد يدرس بها أن وجد أصلا, او جلس يوما
مع نفسه يتفكر ويتدبر, في ما راح ورحل, من مسافة الزمن الفانية من عمره في دنياه,!!
0دول العالم جميعها تستغل فئات الاطفال والشباب , في اقامت دورات ومعارض علمية ومخيمات
كشفية, كل عام عبر وزارة التربية وجمعيات الكشافة, تعمل على الاستفادة من العطل والاجازات
الصيفية, في تنمية وتطوير مواهبهم وابداعاتهم وفي شتى المجالات
0الشباب هم عماد الامة ومستقبلها, وهم أصحاب الطاقات والمواهب, ومن يملكون الحماس
والتغيير, فهم عندما يؤمنون بعمل او قضية ما, تجدهم أكثر اندفاعا وطاقة, وتحدي
لتنفيذها, وهذا ما حصل في الاحداث السياسية في ما يسمى الربيع العربي, وبلادنا منها,
وما تلاها من حروب واحتراب , بحضورهم وتواجدهم واندفاعهم المؤثر, لخير دليل وبرهان,
فهم عمادها ووقودها, وللأسف كانت أثارها المدمرة والظالمة عليهم واضحة وجلية,
فتحولوا من مواقع طلب العلم والمعرفة بالمدارس, الى مواقع الجهل والتخندق بالمتارس,
وهكذا بسبب سوء الاستفادة من عنصر الوقت في حياة الشباب الماضية, تم استغلال ضروفهم
وامكانياتهم وطاقاتهم, في غير مكانها وهدفها المناسب, وفي كذا أتجاه وكذا تيار,
وبالتالي فقدان الألاف منهم في حروب عبثية لا طائل منها, بل تؤخرهم وتعيدهم الى الخلف
أعوام واعوام, بل يعودوا واكثرهم محطمين نفسيا, والاعاقات تشوهم جسديا,