تتحرك من غرب البلاد الى شرقها, قاطعة مسافة مئات الكيلو مترات,
وبدون أي زفه وهليله أو راحه وفسحه, وصلت الى نقاط الالتماس مع العدو,
وبلا مناوشات او حركات بدأت في معركة هي في شوق اليها, والى صليل رشاشاتها وحمى غبارها,
وخلال أسبوع خاضت معارك شرسة وطاحنة تكللت بتحرير مديريات بالكامل,
في صورة نادرة وعجيبة, اخجلت واحرجت ممن هم أقدم منها نشأتاً وتدريباً وسلاحاً,
قدمت المئات من القتلى والجرحى, وهذا لن يثنيها او يحد من طاقتها وعنفوانها,
قدمت قتلى وأي قتلى ! قادة الويتها وزهرات شبابها,
في تجسيد صادق لمعنى العمل العسكري والانتماء والولاء لله والوطن ولرايتها,
أي عقيدة وروح يتمتع بها رجالها !
ما هذا السر الغامض والمفتاح السري التي تملكه تلك القوات قادة وافراد؟
وما سبب قوتهم ونجاح معاركهم ؟ وفشل الأخرين الذريع في مواقعهم ؟
الى يستحق هذا أن يُبحث ! ويُوجد له تفسير ؟
عن مكاَمن القوة والإرادة التي يتمتع بها رجال العمالقة ؟
عن روح الأخوة والمحبة, والتضحية والإيثار في ذواتهم ؟
عن روح الايمان في قلوبهم, وحب للشهادة دفاعا عن دينهم وتراب بلادهم ؟
عن النجاح الأسطوري المدون في سجلاتها وتاريخها العسكري الحافل وأن كان قصيرا ؟
الى يستحق أن يدرّس مأثرهم ومعاركهم ومالهم وما عليهم, في المعاهد والكليات العسكرية ؟
الى يستحق أن يدرّس ويتعلم تلاميذنا في مدارسنا قصتهم وعقيدتهم وبطولاتهم ؟
ليكونوا مثال يحتذى وقدوة حسنه للأجيال القادمة.
فهذا أقل واجب وجميل نرده لهم, والى شهداهم وجرحاهم وتضحياتهم,
وهنا وفي هذا المقام, نرفع لهم القبعة أجلال واكرام, مع ألف تحية وسلام.
مع دعوانا بالمغفرة والرحمة للشهداء, والشفاء العاجل للجرحى.