* بين الشعب اليمني و (الزبط) عشرة عمر طويلة جدا، لا يمكن اختزالها في نظام أو حاكم..
* يعشق هذا الشعب على طول وعرض مساحته المربعة أن يكون شعبا (مزبوط)، وعلامة (زبطه) إحمرار قفاه، في حين يرى النظام أن (الزبط) وسيلة مضمونة لتكميم الأفواه وتقييد الحريات ..
* الأنظمة (الزابطة) أدركت مبكرا أن (الزبطة) الديمقراطية المباشرة وغير المباشرة، السبيل الوحيد كي يرى الشعب (المزبوط) النجوم في عز الظهر ..
* بالمناسبة، وحفاظا على حقوق (الزبط)، يمكن للشعب اليمني أن يغيظ العذال حول العالم، بمن فيهم رواد الفضاء الروس والأمريكان، فهو أول شعب في العالم يرى النجوم في عز الظهر دون وسيلة مساعدة، لا من مركبة ولا من سفينة، والبركة في (الزبطة) الدكتاتورية للأنظمة التي جعلته يدور حول الكواكب والنجوم دون وقود..
* ترى الأنظمة ذات الطابع الديكتاتوري في المواطن حقلا لتجارب (الزبط)، ولو أن لأنظمتنا - شمالا وجنوبا - منظومة فضائية كانت أرسلت المعارضين لسياساتها إلى غياهب الفضاء، كما حدث للكلبة (لايكا) التي ضاعت في أول رحلة لمركبة فضائية قبل ستين عاما..
* لكن (زبط) المعارض اليمني إلى الفضاء يتطلب صاروخا وقمرا صناعيا يناور للإفلات من الجاذبية الأرضية، لهذا يفضل السياسيون (زبط) المعارض إلى السجن على طريقة المدافع البرازيلي الشهير (روبرتو كارلوس)، وهو وحظه في السجن إما أن يسقط مغشيا عليه، أو يثبت أنه راجل من صلب راجل فيطلب المزيد من (الزبط) في مختلف الساحات والباحات..
* لم نسمع يوما أن سياسيا تعرض لزبطة مباشرة من مواطن، ربما باستثناء المنشق (عبد السلام جابر) الذي تعرض للرشق بحذاء المواطن (ناصر السقاف)، وهي (رشقة) لطيفة لا تصل إلى مرتبة (زبطة) الحوثي لكرامته المهدورة على رصيف شارع التحرير، ومثل هذا (الرشق) العفوي نادر، والنادر في عرف السياسية لا حكم له..
* و(زبط) المواطن اليمني لا يقتصر فقط على اللاعبين السياسيين المحترفين أو الهواة، لكنه أصبح موضة وربما تقليعة تفرض نفسها على المواطن المطحون..
* البقال في وسعه أن (يزبطك) آخر كل شهر حين ينظف جيبك من آخر مليم، وفواتير الكهرباء والمياه تتراكم فتزبطك إلى حقل مذلة الليل وهم النهار، وأزيدكم من (الزبط) زبطة المرض التي تسقط أعتى مواطن على حلبة المستشفيات الخاصة بالضربة الماحقة..
* أما لو كنت مؤجر بيتا، فأبشر بزبطات المؤجر الذي يفاجئك نهاية كل شهر بوجه صارم تتقافز منه الشياطين، وهو يقول لك: ادفع بالتي هي أحسن أو (أزبطك) إلى الشارع..
*
قبل أيام قال لي متزوج خفيف الدم : يا أخي (المدام) حقي تتابع هذه الأيام اللاعبة البرازيلية المتألقة (مارتا)، تقول ليش..؟
* أجبته مازحا : احذر يا عزيزي، (زبط) البعلة لبعلها أصبح نشيد الصباح، وهنا يا عزيزي (زبط) الحبيب مش زي أكل الزبيب..
* المواطن اليمني لا يريد خلخلة معادلة أنه و (الزبط) وجهان لعملة واحدة، فمع أول رحلة سفر للعلاج أو للترفيه يحنّ عند نزوله من المطار للزبط، فيكون أول قرار يتخذه دون نقاش الهرولة نحو أول مقهى، فيهتف في نشوة: فنجان قهوة (مزبوط) لو سمحت..
* جرب اليمنيون كل أنواع (الزبط)، لكن أكثر (زبطة) جعلته يضاجع نجوم عز الظهر هي (زبطة) الأسعار، لأنها (زبطة)، والعياذ بالله، ترسله بالتقسيط المريح إلى سكة اللي يروح ما يرجعش..!
- عن صحيفة الايام العدنية: