* بين النظام و الفوضى خيط رفيع يفصل بين الغث و السمين ، و بين المعقول و اللا معقول خيط آخر يفصل بين الحرية الشخصية وعدم إلحاق الأذى بحقوق الآخرين ، هذا استهلال يعكس الجدل المتراكم في (الجنوب) حول فضية رياضية خطيرة، تتعلق بتوصيق و تصنيف لاعبي الزمن الجميل ..
* و قضية من يحق له الدخول في نطاق و مدى لاعبي الزمن الجميل حيث كانت الكرة الجنوبية ملأى بعباقرة الساحرة المستديرة، قضية شائكة و معقدة، الخوض في تفاصيلها يفتح على صاحبها بوابة جهنم ، لكن لا بأس من (الكي) بالكلمات، فربما نصل إلى معيار و مقياس يحددان من يستحق أن يستظل تحت شجرة الزمن الجميل، بعيدا عن المظليين القادمين من الزمن القبيح ..
* تحول مصطلح الزمن الجميل إلى (موضة) يمارسها اللاعب النطيحة و اللاعب المتردية و ما بقي من فضلات السبع ، وهي (موضة) أصبحت عنوانا للتسول و الشحت و الرزق يحب الخفية ، كل فريق يشتاق للمندي و العسل و مصاريف الجيب أطلق على لاعبيه فريق الزمن الجميل، دون احترام لحقب تاريخية كان لها عباقرتها و مبدعيها و لاعبيها ، وهم بالطبع خارج النص ، و هذا ما دفع مؤسسة (الأيام) إلى تصنيفهم على أنهم (رواد) فوق مستوى المقارنات و المفاضلات، هذا لأن أجيال الخمسينات و الستينات و السبعينات عينة خارقة تأبطت الجمل بما حمل، لهذا يمكن التركيز حاليا على لاعبي ما بعد السبعينات و نهاية التسعينات لوضع اطار أخلاقي يحميهم من فوضوية أجيال ما بعد التسعينات ..
* قلت رأيي بوضوح في هذا المصطلح الفضفاض الذي يبخس لاعبي الزمن الجميل حقوقهم، و تمنح على طبق من (مندي) للاعبي الزمن القبيح الذين سودوا وجه زمن كرتنا الجنوبية الجميلة ، وأكثر ما أحزنني أن بعض اللاعبين ممن يصنفون على جيل الزمن الجميل مرمطوا بتاريخهم في مباريات صغيرة مشبوهة الأهداف و (مسيسة) دعائيا، قدرت تاريخ كل لاعب بثلاثين ألف ريال (يا حراحاه يا رواجاه) ، و هو بهذا الفعل ألغى الحدود بين لاعب تتغنى بتاريخيه الملايين، و آخر كسيح بلا تاريخ يركض من حافة إلى حافة مقابل ملاليم ..
* المشكلة أن فوضوية هذا المصطلح الغريب الذي فتح نافذة دخول لاعبين لا تاريخ كروي لهم على البحري، انتقلت عدواها إلى الجهات الرسمية التي مارست تعتيما على لاعبين يمتلكون كل رصيد و شروط و مقاييس الزمن الجميل، و أسقطت مشروع الفوضى على لاعبين من الزمن القبيح بمقياس الولاءات و (دعممة) الفيس و الواتس ..
* لقد تألمت للطريقة العشوائية التي تغيب المقاييس و المعايير، و تسقط حق لاعبين دوليين أكلوهم لحما و رموهم عظما ، إما بدافع (الغيرة) العمياء، أو لأن الجهلة الذين يجلسون في سدة الأندية و الاتحادات هم الخصم و الحكم ، و عندما يصرخ لاعب كبير من وزن نور الدين عبد الغني و يقول : اوقفوا هذه المهازل ، حري بنا أن نضع حدا للعبث بمصطلح الزمن الجميل، و كفانا و كفاكم العبث بالمسميات و أرقام التاريخ و خريطة جغرافيا النجوم ..
* و طالما وقد بلغت قلوب الأجيال التي تنتمي للزمن الجميل الحناجر، فلا بأس من وضع معالجات تضع الضوابط بين اللاعب الذي خدم الجنوب محليا و دوليا، و بين اللاعب الذي خان الأمانة فعمى كرة ذلك الزمن بحجة تكحيلها ..
* أقترح أن يتم تشكيل نقابة أو جمعية تعنى بحل هذه الإشكالية من خلال تقديم لائحة واضحة تحدد شروط و معايير و مقاييس من يحق لهم الانتماء للزمن الجميل ، من بينها حضوره الدولي، و تأثيره محليا، و إنجازاته الداخلية، و سنوات الخدمة الكروية، و أخلاقه في الملاعب، و مدى حضوره جماهيريا و شعبيا ، و بهذا العمل نستطيع توصيف اللاعبين و حصرهم جيلا بعد جيل دون أن يجد لاعبي الزمن القبيح فرصة للتسلل إلى منطقة محرمة عليهم ..
* من حق اللاعبين الذين اعتزلوا و لا تنطبق عليهم معايير الزمن الجميل أن يلعبوا حتى في المريخ ، و لهم أيضا أن يقيموا مهرجانات شحت و تسول، لكن بعيدا عن مصطلح الزمن الجميل ، ممكن تكون المسميات معتادة : قدامى عدن ، قدامى لحج ، قدامى أبين ، قدامى شبوة ، قدامى حضرموت ، قدامى (شلوك الجن) ، قدامى (الشيطان) ، غير هذه المسميات فأنتم تسيؤون لزمن أجيال متعاقبة لا تتاجر بسمعتها و عراقتها بثلاثين ألف أو يزيد ..
* نعم يمكننا وضع مشروع جديد يقنن من استهلاك شعار الزمن الجميل، الذي بات على كل لسان شأنه شأن مفردة (الكابتن) التي أصبحت تطلق على الزبال و الطبال و الخباز و العجل المنفوخ و مقيمي المباريات المشبوهة التي تضع بيض الزمن الجميل مع أحجار الزمن القبيح في سلة واحدة ، و يا أيها القدامى الدوليون المحترمون : لا تسكبوا على ثوب زمنكم الأبيض الجميل حبر الشحت و التسول و الاستجداء أمام (ملاليم) سياسي لا يسوى بصلة، كما يفعل بعضكم اليوم للأسف الكثير ..!
* نقلا عن صحيفة الأيام العدنية ..