ما بال (عناقيد غضب) الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لا تسقط إلا على رؤوس المنتخبات الآسيوية التي لا ظهر يسندها ولا حائط صد أخلاقي يدرأ عنها الأخطاء المقصودة والتي تحمل ختم (سبق الإصرار والترصد)..؟
أسأل هذا السؤال البريء، والسؤال لغير الله، لكن لا بأس من اجترار ذلك السؤال الاستفزازي رغم أنف نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي (طالب بلان) الذي ما فتئ يكرر أن كرة القدم لا يستقيم عود عدالتها دون أخطاء تثير الجدل في كل بقعة في القرية الإلكترونية المسماة (الأرض) ..
لا يا عم (بلان) .. لا يمكن أن نستبق حسن النية في أخطاء مستنسخة تتكرر بنظام لا يعلم الشطار، ولا تستهدف سوى (الصغار) ، هل لك أن تقول لنا : لماذا تمطر أخطاء الحكام في بطولة أمم آسيا الحالية على رؤوس منتخبات (الظل)، وهي أخطاء كارثية تشبه الأمطار الحمضية التي لا خير فيها، لا لزرع ولا لضرع ..؟
ممكن حضرتك تتكرم علينا وتقوي قلبك وتقول لنا : لماذا لا تمطر تلك الأخطاء القاتلة على رؤوس منتخبات (الثقل) في آسيا، لتستفيد منها منتخبات (الظل) مادام حضرتك فاضي والفاضي يعمل قاضي ..؟
مؤسف جدا أن يضع الاتحاد الآسيوي نفسه في مواقف (بايخة)، تثير الشكوك والحكوك حول (مكاييله) التحكيمية، فمن المريب جدا أن يحاول الاتحاد الآسيوي تكحيل البطولة من الأدوار الإقصائية بعد أن عماها في الأدوار التمهيدية، لغرض في نفس يعقوب ..
ناس طول وعرض في ملاعب العالم يرهقون عقولهم في البحث عن وسائل (إنصاف) تضع الجميع في غربال المساواة، إلا الاتحاد الآسيوي الذي يجعل من بطولاته مزادا مفتوحا للهمز والغمز واللمز، ربما تحسبا لكسب أصوات (كبار القوم) عندما يحمى وطيس الانتخابات ..
لم يقل لنا رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي : لماذا لم يتم اللجوء لتقنية (الفار) في الدور الأول ..؟ إذا كانت المشكلة تكمن في تقنية الملاعب، فكيف يتم تطبيقها في الأدوار الإقصائية دون مبرر مقبول أو سبب معقول ..؟
ولأن (الفأر) يلعب في عبي من زمان الوصل، فلا مبرر لحدوث تلك المفارقة إلا إذا كان (حاطب ليل) الاتحاد الآسيوي يرغب في تقليم أظافر (الصغار)، عقابا لهم لأنهم تجرأوا على أسياد (الغابة) – عفوا أسياد القارة- ، وهو ما يعني بالتبعية الاجتهادية أن نتائج المباريات تحددها الغرف المغلقة، وليست ملاعب كرة القدم ..
الجديد خالص ويمكن (خالص مالص بالص) على رأي الفنانة (شويكار) في فيلم (العتبة جزاز)، والذي لا يخطر على بال البشر أو عباطة الحجر، أن يصل تفكير الاتحاد الآسيوي في بطولة كبرى إلى حد اعتبار مباريات الدور الأول مجرد (تسخين) وإسقاط واجب، على أساس أن منتخبات (اللي فوق) لن تجد أدنى مشكلة في التأهل وإزاحة (الصغير والنص نص) من الطريق، حتى لو تم تشفير تقنية (الفار) كي تبقى تلك القوى التقليدية مهيمنة على المشهد دون منافس أو مناجز ..
أدري مسبقا أن لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي ستنبري للدفاع عن مواقفها الرمادية، ودون شك ستفتح علينا (مزيكة) الوقت الذي يقطع كالسيف، لكن هذا المبرر الأوهن من بيت العنكبوت يتبخر في هواء ملاعب إماراتية عالمية جاهزة من مجاميعه، على أساس أن تقنية (الفار) تطبق أسبوعيا في الدوري الإماراتي، وعليه العبوا غيرها، ولا تذروا الرماد في عيون مستبشرة بتقنية (الفار) كل أسبوع ..
ليس عندي من التفاصيل أكثر من ذلك الظلم المزدوج الذي تعرض له منتخب (سلطنة عمان) أمام منتخب (اليابان)، فحتى لو كان حكم المباراة يرتدي نظارة ماركة (بشار بن برد)، لرأى تلك الأخطاء التي أجهضت حلم منتخب كان متفوقا في الملعب، في حين كانت المباراة قد حسمها الحكام في الغرف المغلقة ..
تمادى الحكام في غيهم، وأصبح الحكم كالإنسان الذي يطغى، وهو يحرم منتخب (لبنان) من هدف صحيح لا غبار عليه في مرمى (قطر)، ثم جاء الدور على المنتخب السوري ليدفع ثمن تلك الأخطاء أمام الغول الأسترالي ..
وفي مباراة اليمن وإيران، كان على الحكم طرد لاعب إيراني، بعد مخاشنة مقصودة على لاعب يمني في وضح النهار، وغيرها من الأخطاء (العبيطة) التي لا تندرج تحت بند أخطاء اللعبة التقليدية ..
بصراحة لن يعدم أي خبير ترجمتها للاتحاد الآسيوي إلى أية لغة، من يرى تلك الأخطاء المكشوفة والمفضوحة على الهواء علينا جميعا أن نعذره إن هو شيب وعاده شباب، فتلك الأخطاء التي يتداولها الحكام بفعل فاعل تؤكد أن حال الكرة في كبرى قارات العالم، سيبقى متخلفا لا يغادر (حيص وبيص) الحكام، طالما ظل قانون (القوة) هو المتسيد لملاعبنا الخضراء والغبراء ..
وفي الختام يا حبذا لو يتكرم علينا رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي بتقديم كشف بالحكام الذين أثبتوا لي ولكم أن العدالة في آسيا عمياء وطرشاء، ليس طعما في نصب المشانق لهؤلاء الحكام، ولكن حتى تتاح لنا فرصة الموت من الضحك ..!
tooofa