فؤاد باضاوي
.ايش الذي خلاك * تترك حبك الاول * وترمي به بلا اسباب
من ذا الذي غراك* خلئ قلبك اتحول* وبيدك قفلت الباب
وتقول انك انت حاسس بالندم
جرعت من حبوك كاسات الالم
بعت المحبه في اختيار
لاتقول انا آسف لان الجرح مايداويه
اسف والا اعتذار...
كلمات تقطر عذوبة وزادها جمالا ذلك اللحن البديع لطيب الذكر الموسيقار ( أحمد مفتاح ) قيلت كلماتها ذات يوم لقصة حقيقية عايشها المبدع الفنان (محمد صالح بن حميد ) وأعطاها لأحمد مفتاح لتلحينها وكان وقت تلحينها قياسيا لجمال كلماتها وللمقدرة اللحنية لعزيزنا ( أحمد مفتاح ) وصادف أن سجل اللحن على شريط كاسيت ، وسجل موسيقى لحنية أخرى لأحد أغنيات الزواجات للفنان الراحل ( كرامة مرسال) ولطبيعة المرسال سماع كل مافي الشريط إستمع للحن أغنية لاتقول أنا آسف فأعجبه اللحن وكلمات الأغنية فرفع سماعة الهاتف للفنان أحمد مفتاح وسأله لمن هذه الأغنية فقال له : الكلمات لإبنك الفنان بن حميد واللحن لي ، قال مرسال أبغى أغنيها ، فأتصل بالفنان محمد بن حميد وقاله الأغنية أعجبتني وأبغاها فقال يابوصبري مايترد لك طلب ، وأذكر إن مرسال غناها في مخدرة زواج في حي السلام وتألق في أدائها وأبكى الفنان بن حميد الذي كان متواجدا الى جانبي في المخدرة .. وإشتهرت وذاع صيتها وغناها العديد من الفنانين ..
وأقول إنه في زواج بنات الفنان كرامة مرسال كان يستدعى الفنان محمد صالح لإحياء حفلات خاصة لهن أمام بيت مرسال وإستمر مرسال على هذا المنوال ..
فقلت لبن حميد ذات يوم الا يعنيلك هذا شيئا .. قال لا عادي فقلت له مرسال يحبك ويشوف فيك بداياته وأنا سوف أؤكد لك كلامي .. وقررنا أنا والعزيز الأستاذ ( خالد القحوم ) أن نجري مقابلة مع الفنان كرامة مرسال بمناسبة عودته من رحلة العلاج الثانية من مصر وخلال اللقاء طرحنا العديد من الأسئلة وطرحت أنا من بينها هذا السؤال على الفنان ( كرامة ) من هو الفنان الذي ترى فيه بدايتك الفنية أو بمعنى أوضح من هو خليفتك فنيا ؟ فذكر العديد من الأسماء الشابة فأصريت على ذكر أسم محدد من الفنان مرسال فقال لي : إنه الفنان ( محمد بن حميد)
هذه شهادة من هرم من أهرامات الفن الحضرمي ، نقلتها للفنان بن ( حميد) وللتاريخ ..
وبن حميد بدأ فنانا راسخا رزينا متشبعا بالفن الحضرمي من الدان للعوادي للشرح والموشح وإنطلق مغردا في ساحة الفن وأذكر إنه أحياء مخدرة زواجي في منطقة الشرج كأول مخدرة له خارج فوة وتألق فيها وشكلت إنطلاقته القوية في حفلات الزواج ..
صوت قوي وإحساس رائع تملكه فأتقن أغنيات الراحل محمد جمعة وتشبع بأصوات العدة والدان من المرحوم والده وعمل ألحانا للأوبريت الراقص " ذرة الأوطان " وخاصة رقصة ( الحطابات ) التي كانت تؤدى في زيارة محمود بمنطقة ( الطويلة ) بفوة وتختتم بزفة الحطابات من النسوة في فوة اللاتي ينطلقن من الطويلة الى ضريح الشيخة " محسنة " بوسط فوة على إيقاع راقص جميل وحركات راقصة متناغمة ..
الفنان ( محمد صالح ) طاقة فنية كبيرة لم يفصح عن مكنونه بعد فمازال يمتلك الكثير من الإبداعات غناءا ولحنا وكلماتا .. إعترضة مسيرته الفنية عراقيل كثيرة أسهمت في إعاقة إنطلاقته لعل أبرزها عدم حصوله على وضيفة تقيه غدر الزمان بعد أن أصبح أبا ومسئول عن بيت وأسرة ...
له مشاركات خارجية في قطر وعمان حقق خلالها نجاحات كبيرة ومازال يحرث في أرض الفن وينتج ذررا من كلمات شعرية ولحنية وغنائية وتحلق به الأيام في فضاءات ومساحات واسعة من التألق والإبداع .
هو حكاية ورواية تستحق أن تقرأ ، عايشت بداياته الفنية وكان يجري بروفاته في بيت عمتي بفوة بصحبة يسلم بامرزوق وضارب الدف ( عبدالله رزحان ) والإيقاعي عبدالله باهادي وعازف الكمنجة محمد بايعشوت وطعمت فرقته بعازف الكمان الراحل ( حاج بروق ) وبعده عوض باطرفي وأحمد مفتاح والكثير من العازفين وبدأ يتلمس خطواته في عالم الفن ويحيي الحفلات هنا وهناك حتى صار إسما معروفا ..
وياهلال وياشمس وياقمر
وياحديثا من الياقوت والماس !!
