بداية لا مشكلة عندي من تكرار الاعتراف أن دورينا الضعيف مازال غير قادر على إنتاج منتخب قوي، والسبب طبعا حالة التردي التي تعيشها الأندية الرياضية على كل المستويات إداريا وماليا، وفي البنية التحتية، وقبل ذلك ضعف أداء الكادر الفني والتدريبي في الأندية صعودا من فرق البراعم إلى الفريق الأول.
وتلك حقيقة يجب إدراكها عند التفكير ببناء منتخبات قوية، أو عندما نشطح ونطالب بنتائج إيجابية وإنجازات في المشاركات الخارجية للمنتخبات والأندية، فالحال عندنا مازال يحاكي العمى والظمى في كل الجوانب المرتبطة بالممارسة الكروية خاصة والرياضة بصفة عامة، وليس في النفق المظلم إلا بصيص أمل وحيد هو الرهان على موهبة اللاعب اليمني، واستعداده النفسي للتغلب على كثير من تلك المصاعب وتجاوز بعض تلك الصعوبات.
وهي حقيقة تذكرتها، بمرارة، خلال المدة الماضية، وتحديدا منذ بداية الموسم الكروي الحالي عندما تواصل معي بعض الأصدقاء من إحدى دول الخليج يبحثون عن لاعبين محترفين.. طلبات تقمصت لها دور وكيل اللاعبين المتطوع مجانا، الذي إن حصل على اللاعب فإنه يصطدم بالعرض الضعيف، وإن وفّق في الحصول على عرض جيد فوجئ بتعنت اللاعب أو إدارته لأسباب مقنعة وغير مقنعة.
ومن تجربتي الفاشلة تلك، وأتمنى أن لا يكون الفشل نهاية كل محاولة مماثلة لتسويق اللاعب اليمني خارجيا، أدركت صعوبة وربما استحالة حصول اللاعب اليمني على الفرصة الاحترافية المناسبة، وأقصد بالمناسبة هي فرصة اللعب في دوري وفريق جيد بمبلغ جيد ومناسب، كمعادلة تحقق الفائدة المتعددة للنادي وللاعب ولمنتخب بلاده.
ولأن التجربة خير معلم، فإنها أي تجربتي مع المحاولات - تلك- لإرسال لاعبين للاحتراف أوصلتني إلى خلاصة ثانية مفادها أنه لابد من آلية يمنية لدعم احتراف اللاعبين في البطولات الخارجية، لما لذلك من فائدة فنية للاعب وللمنتخب وللكرة اليمنية عموما، لأن التدريب هناك يختلف، والظروف هناك غير ما هي لدينا، ونظام التدريب وحتى الحياة يساعدان على التدريب واللعب.
وممكن اقتراح بعض الأشياء في هذه الآلية منها اعتماد مبالغ تشجيعية لكل لاعب محترف تعتمد على عدد المباريات التي سيلعبها هناك، والدرجة التي سيحترف بها، لتعويض أي تنازل يمكن أن يقدمه اللاعب في مقدم العقد والراتب بغرض الحصول على الاحتراف مثلا، وأشياء أخرى يمكن التفكير بها من قبل المختصين أو من خلال ورشة عمل تعقد لهذا الأمر.
الاحتراف مهم، خصوصا في الصغر، ومهم جدا أن يمارس اللاعب اليمني كرة القدم بعقلية احترافية، ولابأس من التدرج في مستوى الأندية والبطولات التي يحترف بها اللاعب صعودا طالما هو يبحث عن الأعلى في المستوى والأجر مستقبلا، لكن يظل السؤال المهم كيف ومتى وما هي الطريقة المساعدة للبدء بهذا الاحتراف؟
الموضوع مفتوح للنقاش، والقضية لابد وأن تطرح على أعلى مستوى كروي لأن نجاحها سيؤدي بلا شك إلى نجاح المنتخب.
نقلا عن اليمن اليوم الرياضي: