من غير شك يمكن القول ان تقصيرنا المستمر في اهتممنا بالمنتخب الوطني الأول هو سبب تلك الهموم التي تسيطر على المشهد الكروي كلما جاء وقت الحديث عن المنتخب، والهم الأول الذي سيظل محافظا على حضوره باستمرار في كل مرة نشكل فيها منتخبا يمنيا هو هم اللياقة البدنية، واللياقة البنية تعني وبشكل مبسط القدرة على خوض المباريات بعيدا عن التعب والإعياء المؤثرين سلبا على الحضور الذهني، ومن بعده تأتي هموم أخرى مثل اختيار العناصر ومعسكرات ومباريات الإعداد، ناهيك عن المسائل المتعلقة بالتكتيك وطرق اللعب وأساليب الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ومشكلة الفشل المستعصي على الحل بحثا عن طرق ناجعة للتعامل مع الكرات العرضية، وغيرها من المعضلات ذات العلاقة بالتركيز الذهني، والخبث الكروي المحمود، ومن ثم القدرة على التحكم بالمباراة وبإيقاع اللعب وفرض الأسلوب الخاص، وصولا إلى امتلاك زمام المبادرة واللعب لأجل الفوز وليس الخوف من الخسارة الكبيرة.
طبعا ما سبق ذكره ربما تكون أهم الأشياء المطلوب توفرها في أي منتخب، بعد موهبة اللاعبين وقدرتهم على اللعب وحرصهم على تمثيل بلادهم التمثيل المناسب، تلك القدرة التي يتطلب الوصول إليها توفر مقومات كثيرة منها الإخلاص في التمارين والانضباط للحصص التدريبية، وقبل ذلك ما يمكن تسميته بالحالة العامة للمنتخب بكل عناصره الباعثة على الاطمئنان والقادرة على تحقيق الانجاز المستندة إلى تاريخ إيجابي من الممارسة الكروية، الواثقة بخبرة مستمدة من بطولة مشهود لها بالقوة والانتظام والإثارة وتقوم منافساتها على مبدئي النزاهة والعدالة والفرص المتكافئة، وكل ذلك يظل بحاجة إلى اتحاد كروي مؤسسي نزيه وذلك ما نفتقده.
وعود إلى بدء استطيع أن اعتبر ما قاله السوري محمد ختام مدرب أهلي صنعاء المتصدر للدوري اليمني، في لقاءه الصحفي المنشور يوم أمس الاثنين بملحق الهدف الرياضي عن منتخبنا الوطني الذي يستعد لبطولة خليجي 22 بالسعودية بمثابة صافرة الإنذار التي تحذر من ضعف إعداد المنتخب للبطولة المقبلة خصوصا في الجانب البدني، وهو القائل (ختام): "من الناحية البدنية أضعف اللاعبين في الفريق عندي لاعبو المنتخب، أناشد اليمنيين المتواجدين مع الجهاز الفني للمنتخب أن ينظروا إلى وضع الدوري إذا أرادوا منتخب قوي عليهم أن يبنوا دوري قوي".
زمان كنا نغفر للمدربين ضعف لياقة المنتخب، ولأجل ذلك نطالب بالتعاقد مع مدرب لياقة، أما اليوم فان سكوب له مساعد متخصص في اللياقة، ونستغرب كيف أن لياقة اللاعبين ضعيفة رغم حصولهم على حصص تدريبية أكثر من لاعبي الأندية(!!).
من وجهة نظري المسالة لابد أن تطرح بقوة على طاولة لجنة المنتخبات للجلوس مع المدرب ومساعديه، فإما أن يراجع طريقة عملة في إعداد المنتخب –بدنيا– إن كان هناك ثمة خطأ بالفعل، أو أن يرد على ما يطرحه المدرب السوري ختام وهو المتخصص في تدريب اللياقة البدنية إضافة إلى التكتيك.
الوقت يمر وخليجي 22 على الأبواب، والموضوع ملح ولا يحتمل الانتظار.
نقلا عن اليمن اليوم