في المسموح:
شيء طيب ان يكون للعرب النصيب الأكبر في مقاعد نهائيات امم آسيا لمنتخبات الكبار، ورائع أن تُمثل الكرة العربية بتسعة منتخبات من أصل 16 منتخبا بدأت أمس تنافسها في استراليات 2015م، ما يوحي ان المنتخبات الناطقة بالعربية تملك حظوظا كبيرة للتتويج بنسبة تزيد عن النصف، هذا اذا قسنا الأمر اعتمادا على عدد المنتخبات المشاركة في بطولة لا تخلو مجموعاتها الأربع من متحدث للغة العربية بفصاحة.
وتسعة منتخبات من اصل 16 تعتبر نسبة حضور كبيرة، قد لا نحصل عليها في النسخ المقبلة التي من المقرر ان يرتفع عدد المنتخبات فيها الى 24 منتخبا، لكن يبقى الأهم من العدد المهم في مثله محفل هو قدرة هذه المنتخبات على العودة بالكأس من تلك القارة البعيدة – استراليا - التي التحقت بقارتنا كرويا لتحرم انديتنا والمنتخبات فرص التتويج، وحق العبور الى المونديال، مستفيدة من فارق القوة الجسمانية والثقافية الرياضية المعتمدة أساسا على ارتباط دولة استراليا بالتاج البريطاني الذي يمنح لاعبيها فرصا للتطور والاحتراف من غير تعقيد.
البطولة انطلقت امس باللقاء الوحيد الذي جمع البلد المستضيف بمنتخب الكويت، وفيه تجلت الفوارق واضحة في البنية الجسمانية، والاعداد النفسي والبدني، وحتى مستوى التجانس، فوق أرض الملعب التي اصابها المطر فلعبت مع اصحابها الذين فازوا بالأربعة تاركين للمدرب الكويتي - المؤقت - نبيل معلول، واعضاء الأزرق الكويتي ومن خلفهما الجمهور حق الاحتفال بشرف تسجيل الهدف الاول في البطولة، ليفوزوا - الاستراليون - بالأفضلية كلها على مستوى الأداء والنتيجة، واعلان ترشيحهم للتتويج بشكل مبكر.
وما لفت نظري في خسارة الكويت، ليس الخسارة بالأربعة، فالمنتخب الكويتي عائد للتو من خسارة اكبر في خليجي 22 وبالخمسة امام منتخب عربي اقل في قوته من استراليا، لكن اللافت بل والمحير هو محاولة البعض تحميل المدرب المؤقت نبيل معلول تبعات الخسارة من دون الإشارة الى مسألة في غاية الاهمية هي مرتبطة بالطريقة التي تعامل معها الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وهو يستغني عن المدرب فييرا الخبير بكأس آسيا وتعاقده مع معلول المدرب الافريقي المؤقت – معلول- الذي ربما يكون قريبا من الاحداث الآسيوية كرويا، لكنه لم يكن طرفا بالتأكيد في بطولاتها الكبرى من قبل، وبالتالي فان خبرته الميدانية بالمنتخبات والمنافسات الآسيوية ما تزال قاصرة.
وبالرغم من الحضور العربي المكثف في البطولة كإنجاز يبعث على الامل، الا ان عبارة المؤقت أو الجديد التي لازمت المدربين في العدد الاكبر للمنتخبات العربية المشاركة تظل سببا وجيها للخشية والخوف من تسرب الحلم العربي بالتتويج الآسيوي خصوصا للمنتخبات ذات تاريخ والحضور المؤثر آسيويا التي تراجعت واصبحت تحلم بالحضور المشرف.
آخر السطر: مباراة استراليا والكويت، خرجت عن تقاليد مباريات الافتتاح المتسمة دائما بالحذر والاهداف القليلة، واطلقت وعدا مبكرا من البطولة للجمهور مفاده ان استراليا 2015م ستكون بطولة اهداف غزيرة.. فهل يتحقق الوعد؟!
نقلا عن الايام البحرينية: