عدائية اللوائح!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

في الحديث عن واقعة ملعب بارادم ومواجهة الشقيقين "الشعب والصقر" يطول الكلام ويتخذ مسارات عدة وفقا للسيناريو الذي ظهرت به قرارات لجنة المسابقات في اتحاد القدم خلال اجتماعها المراد منه إيجاد الحلول لمعضلة كبيرة تفرض نفسها في مشوار الدوري في المحافظات الجنوبية "عدن وحضرموت" بصفتهما تمتلكان ممثلين في دوري النخبة.
قرارات اللجنة كشفت كثيراً من الأمور وغيبت مثلها من الحيثيات التي رافقت الموعد الرياضي بين فريقي الصقر "الضيف" والشعب "المضيف" ووفقا لما سبقها من أحداث برز فيها تأجيل مواجهة الاتحاد في نفس الملعب بسبب رفض "الحراك" الجنوبي إقامة أي نشاط في الجنوب، وهذا ما كشفته الجولة السادسة عشرة التي غيبت مباريات الجولة بألوان الفرق الجنوبية، وهذا وحده يؤكد الوضع الصعب الذي مر من خلاله الصقر إلى حضرموت التي لا ينكر أحد احتضانها للضيوف ومرافقتهم لحظة بأخرى بأخلاقها وأعرافها وسلوكياتها التي يعرفها الجميع.
ما حصل من تبعات قرار لجنة المسابقات سينعكس في قادم المواعيد، مع تهديدات الصقر بالانسحاب، ولقائها بالجمعية العمومية وكشف حقائق مهمة، من بينها التزام أمين عام اتحاد كرة القدم للنادي بتقديم ضمانات منها عدم حدوث أي أمر، وإن إطلاق رصاصة سيكون كافيا لاحتساب النتيجة لصالح الفريق الضيف، فهل تناسى هؤلاء وعودهم والتزاماتهم وهم من يديرون دفة القرار الكروي ويفترض أن يكونوا أكثر حرصاً على الجميع بعيدا عن ألوان بعينها.
الأحداث المتتابعة ومن بينها سفر رئيس الاتحاد وأمينه العام إلى أستراليا وترك الموضوع على الطاولة وهو الذي يخص أطرافا أخرى، يؤكد سوء النية التي وضعها هؤلاء منذ لحظة الإصرار على سفر الصقر إلى حضرموت رغم المخاوف التي قدمتها مباراة الجولة التي سبقتها وكان طرفها "اتحاد إب" فصمت الشيباني وعدم مبالاة العيسي حتى بالتواصل مع الأطراف ذات العلاقة، كشف الوضعية "المهتزة" من قبل رؤوس الاتحاد الكبيرة وليست لجنة أبو علي غالب، التي اجتمعت واستمعت لما يريده صناع القرار بعيدا عن أي تقرير يتحدثون عنه بلغة "السوق" التي تتعرى فيها النعرة والعدوانية والخصومة المفرطة في حق نادٍ بعينه، أسميه عنها وبالصوت العالي صقر الحالمة تعز بطل ثنائية الموسم الماضي.. لأن معاقبة الصقر بالخسارة باعتباره منسحبا "في ظرف" ناري لعلعت فيه أصوات الرصاص، ثم معاقبة شعب حضرموت بثلاث مباريات بدون جمهور وغرامة، تفرض التناقض الصريح في صيغة قرار "مفضوح مفضوح" لا يمر بأخلاقيات التعامل مع المسئولية وأطرافها في مواقع رياضية وليست سياسية.
خسر اتحاد القدم الذي حول لجنة المسابقات لتتصدر المشهد، بما فعله وتناسى فيه وأهمل كثيراً من الأمور بقصد وتعمد.. ولم يخسر الصقر بالنقاط الثلاث، لأن كرة القدم والرياضة أخلاق ومبادئ وثوابت، كنا نتمنى أن نجدها في سلوك التعامل مع الأحداث برؤية مقنعة وليس بما ينتسب للغرف المغلقة التي تنتهج روح العداء لفرق وألوان محددة، بغرض إضعاف هممها والنيل من قدراتها.
الرياضة أيها السادة سلوك راقٍ وليست نقاط مباراة أو بطولة وفي هذا أصررتم على العبور في متاهة أردتم من خلالها المرور إلى غاية "مسيئة" رفضها الصقر بقوة وإرادة لا تنحني لن يكونوا فيها الخاسرين حتى بالانسحاب ومنحكم فرصة أكبر للنيل منه.
سقطت أقنعة هؤلاء وتكشفت حقيقة ما يحملوه، كان بالإمكان أفضل مما كان، بقرارات تلامس الطرفين بلا ضرر ولا ضرار، بعيدا عن ريحة الحقد الدفين ومواعيده المعتادة.
سيبقى الصقر والشعب حضرموت فريقين شقيقين متحابين بعيدا عن عفن من يصنعون قرارات اللعبة بمزاجية الأهواء.. وسيكون على الصقر -النادي الكبير- أن يواصل التحليق والنظر إلى هؤلاء وقراراتهم من العالي حيث لا يصلون.