كنت وما زلت أعتقد أن نظام المسابقات في الاتحاد الآسيوي نظام ظالم ولا يراعي مصالح كل الاتحادات الوطنية المنضوية تحت رايته، كما أنه نظام لا يحرص على العدالة أو إعطاء الفرص المتساوية للاتحادات الوطنية المشاركة في بطولاته على مستوى الأندية والمنتخبات بشكل عام.
وتلك قناعة خاصة، كنت نقلتها إلى رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم فور فوزه بالمنصب المهم على مستوى القارة منتصف 2013م، وقلت له بالنص: "العدالة هي أولى مراحل النجاح، والدول الصغيرة في القارة تنتظر من معاليك الانتصار لحقوقها"، وبصراحة وجدت تفهما كبيرا عند الرئيس المنتخب لكنه قال لي وبالنص أيضا: "تونا بادئين الآن"، لكن وبعد مرور عام ونصف أعتقد أن الوضع لم يتغير أو أن ما طلبته من الرئيس لم يتحقق بعد!!، وأعتقد أن الأمل مازال موجودا بقدرة الرجل على توحيد أسرة الكرة الآسيوية، وأمامه أربع سنوات أخرى للوفاء بذلك الوعد، فهو إلى الآن المرشح التوافقي الوحيد للمنصب في الانتخابات التي ستجري قريبا.
وفي معرض حديثي عن ظلم النظام وتخلف الآلية الآسيوي، لن أتحدث في تفاصيل فنية بحتة يجب أن تتصدى لها الاتحادات الوطنية لأنها المعنية بالأمر، ولكني سأسوق مثالا بسيطا وهو حالة التمييز بين الدول من خلال حصر حق المشاركة في دوري الأبطال بدول ومنح فرصة المشاركة في دوري الاتحاد لدول أخرى بخلاف الموجود في الاتحادين الأوروبي والأفريقي، إذ تسمح الأنظمة للدول كلها بالمشاركة ولكن وفق نظام وقواعد يتم الاتفاق عليها وتهدف إلى تحقيق مصلحة اللعبة على مستوى القارتين.. فكيف نقول دوري أبطال آسيا - مثلا- وكل الأبطال من الدول الأعضاء في الاتحاد الآسيوي لا يشاركون فيه؟!، ثم كيف يسمح الاتحاد الآسيوي لنفسه بتفصيل وتقسيم المقاعد كل سنة وفقا للأمزجة والرغبات والمتغيرات التي تضر دول وتفيد أخرى؟!
إنها بحق مهزلة وظلم ليس بعده ظلم يجب التصدي له وتغييره لما فيه صالح اللعبة في كل البلدان المنضوية تحت مظلة الاتحاد بشكل عام، وليس تركيز الاهتمام والتطور في البلدان التي تملك النفوذ والمال، وإهمال الدول الفقيرة التي يمكن القول إنها القاعدة المستقبلية الحقيقية للعبة.
وما دمنا في مقام الحديث عن نظام البطولات الآسيوية الظالم والمتخلف لا بأس من تكرار الاعتراف بضعف تأثير الاتحاد اليمني لكرة القدم على القرار الآسيوي، وإلا ما كان نصيبنا انحصر في ربع بطاقة آسيوية بكأس الاتحاد، فنحن عضو كامل الأهلية في الاتحاد الآسيوي، وكان علينا والدول التي في مستوانا أن ندافع عن حقنا في بطاقة كاملة دائمة تزيد بارتفاع المستوى وتظل كما هي عند انخفاضه لأن الانخفاض في التصنيف يمكن يؤثر على ترتيبنا في المجموعة لكن يجب أن لا يخرجنا من اللعبة تماما لأن ذلك يعتبر خروجا من الاتحاد الذي من دون الاشتراك في بطولاته ليس لنا فيه لا ناقة ولا جمل.
أخيراً: أصدق القول أن فشل اتحادنا الكروي، وضعف نتائج فرقنا في المشاركات الماضية، وتخلف تنصيف منتخبنا، وتأثير حظر ملاعبنا دوليا، وغياب اهتمام دولتنا وتجارنا بالرياضة، هم السبب في أننا صرنا من أصحاب الربع الآسيوي!!، لكن ستظل الحقيقة الغائبة عن الكل هي أن نظام البطولات الآسيوية إن لم يكن نظاما مختلا، فإنه نظام ظالم متهالك ويجب إصلاحه.
ينشر اليوم في اليمن اليوم الرياضي: