• الرياضة اليمنية لا أنسى مقولة زاجالو: أعطوني الجمهور اليمني وسأصل إلى كأس العالم
لو سألت أي شخص يمني عن رئيس حزب أو وزير ما، فقد لايجيبك، لكن لو سألته عن علي العصري، فسيجيب بالإيجاب. صولاته وجولاته على الشاشة الصغيرة خلال المباريات والأحداث الرياضية لازالت عالقة في أذهان الكثير، وصوته بتعليقه الرائع على المباريات دخل كل بيت. المعلق اليمني الشهير تحدث عن ذكريات الزمن الجميل، ولم ينس تقييم الوضع الراهن لرياضتنا، وتحدث عن أشياء كثيرة جلعتنا نضطر إلى أن نقسم لقاءنا به إلى جزءين نعرض الأول في هذا العدد وانتظروا الجزء الثاني الأكثر سخونة في ملحق "اليمن اليوم الرياضي" الخميس المقبل بإذن الله.
- البداية كرياضي عام 1965 في نادي وحدة صنعاء عندما انتقلت للدراسة في مدرسة الوحدة وكان هناك نادي الوحدة، ولأن كل الطلاب كانوا يأتون من المحافظات ومن القرى، كان هناك القسم الداخلي الذي يجمع كل الطلاب ومنهم الرياضيون.. بعد أن تخرجت من الثانوية كان هناك طلب من القوة الجوية لطيارين، فذهبت للالتحاق بالقوة الجوية لأكون ضابط طيار، قضيت سنتين، إلى عام 1972 في مطار الجوية، بعدها حصلت ظروف أجبرتني على إنهاء علاقتي بالقوة الجوية، وذهبت بعدها والتقيت إبراهيم الحمدي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، وسألني لماذا تركت الجوية؟، وذكرت له الأسباب، فأعطاني ورقة إلى أحمد دهمش وزير الإعلام ليبحث لي عن وظيفة ودهمش وجه رسالة إلى الإذاعة فذهبت إليها ووجدت القائمين عليها فقاموا بامتحاني وتم قبولي.
في الإذاعة كانت بدايتي في برنامج الزراعة، لكني استطعت إقناعهم بضرورة وجود برنامج رياضي، وأقنعتهم بضرورة نقل المباريات، وكانت البداية في النقل الإذاعي للمباريات من المهرجان الرياضي لجامعة صنعاء، وكان معظم لاعبي وحدة وأهلي صنعاء طلاب في الجامعة، فكنت لاعبا ومعلقا في آن، وكنت بالتعاون مع زميلي أحمد يحيى ألعب مع فريقي وهو يعلق، وعندما لا توجد معي مباراة أعود للتعليق.بعد ذلك تم استحداث وطلبوا مني نقل الدوري فأقنعتهم بضرورة إيجاد هاتف ليكون النقل عبره وهو موجود حتى الآن وهذا من إنجازاتي.
ولأني رياضي ولاعب كنت أقدم برنامجاً رياضياً استمر من عام 1974 إلى عام 1990، وكنت أعمل في الإذاعة والتلفزيون أيضاً.
عندما جاءت فكرة افتتاح التلفزيون ذهبوا بمجموعة من العاملين في الإذاعة إلى إيران ومجموعة أخرى إلى قطر وكنت ضمن المجموعة الثالثة التي ذهبت إلى السعودية، وهناك طلبوا مني كي أظهر على شاشة التلفزيون أن أرتدي "العقال" فرفضت...
- لقناعتي بضرورة الاحتفاظ بعاداتي وتقاليدي اليمنية، رغم أن لبنانيين كانوا يرتدون العقال، وعندما جاء وزير الإعلام اليمني أخبرته أنهم طلبوا مني هذا، فقال لي عادي اقبل، لكن الموافقة جاءت متأخرة.
عندما ذهبت إلى إذاعة جدة وجدت مبتغاي، إذ وجدت بدر الكريم الذي كان من أفضل المذيعين في السعودية فاستفدت منه، ووجدت أيضا المعلق الرياضي علي داوود الذي كان يعلق أيضا في تلفزيون إيه آر تي.
استمريت في إذاعة صنعاء حتى افتتح التلفزيون فكنت أول من ذهب إلى التلفزيون كمذيع، ومعي أيضا الأخت والزميلة فاتن اليوسفي استمرينا فيه رغم الإمكانيات الصعبة، بعدها بدأت إحدى الشركات الألمانية تعطينا حقيبة للأخبار الرياضية عبارة عن علب سينمائية لأنشطة رياضية أوروبية نقوم بربطها ومن ثم الذهاب إلى الأستوديو والتعليق عليها.
• من خلال مشوارك الرياضي والإعلامي الطويل، ما هي أفضل فترة مرت بها الرياضة والإعلام الرياضي؟
- يمكن القول إن الفترة من السبعينات وحتى بداية الثمانينات هي أفضل فترة من حيث المستوى الرياضي والإعلامي وحتى على مستوى التشجيع، فكانت هناك أخلاق رياضية وحب للرياضة هذا من ناحية، أما الناحية الثانية تتعلق بالاهتمام بالرياضة إذ كان اللاعب يجمع بين الرياضة والمستقبل في آن واحد والدليل أن أغلب من كانوا رياضيين أصبحوا الآن في مراكز قيادية مرموقة ومن بينهم كان هناك زميل اسمه عبدالوهاب هواش هو الآن دكتور جراح في إيطاليا حيث كان يعلب المباريات أثناء امتحانات الثانوية العامة وجاء ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية العربية اليمنية آنذاك، وتم إرساله في منحة دراسية إلى إيطاليا وهناك وجد نفسه وأصبح ما أصبح عليه الآن لأنه كان يؤمن بأن العقل السليم في الجسم السليم، وفي فترة السبعينات وحتى مطلع الثمانينات كان أغلب اللاعبين يجيدون معظم الألعاب ولم تكن هناك ضوابط ملزمة لممارسة لعبة واحدة فقط، ولهذا كان محمد مطهر لاعب كرة القدم وفي نفس الوقت لاعباً في كرة الطاولة، أحمد العذري كان لاعب كرة قدم وهداف الدوري ولاعب كرة سلة، وعلي الأشول أيضا لم يكن هناك تخصص، فالرياضة كانت في أفضل مستوياتها رغم شحة الإمكانيات في تلك الفترة.
- كان الجمهور الرياضي محبا عاشقا للرياضة، وأتذكر العملاق البرازيلي زجالو عندما كان يدرب المنتخب السعودي وقال كلمته الشهيرة "أعطوني الجمهور اليمني ليشجع السعودية وسأوصل منتخبكم إلى كأس العالم"، فقد كان هناك تفاعل جماهيري كبير جداً ومستوى متقدم، وأتذكر فوز منتخب الشطر الجنوبي وكان يدربه الكابتن علي محسن مريسي على المنتخب السعودي في السعودية الذي كان يقوده مدرب مجري، كما أن علي محسن لعب للشمال وللجنوب، وعندما جاء من مصر وهو خريج الكلية الحربية شكل فريقاً من الكلية، وكان حسين المسوري يرأس الأهلي، أحمد الغشمي كان يرأس الوحدة وكان هناك تنافس قوي بينهما.
- نعم حسين المسوري وجد لاعبين في الأهلي بدون وظائف فعمل على إدخالهم كطلاب في الكلية الحربية، والكثير من النجوم الذين كانوا في الأهلي تخرجوا من الكلية الحربية وأصبحوا ضباطاً، وعندما شكل علي محسن مريسي فريق الكلية الحربية بصنعاء نافس في الدوري ووصل إلى النهائي أمام نادي الوحدة الذي فاز بصعوبة على فريق الكلية بهدف وحيد.
- كرة القدم للأسف انتظمت وشكلنا أول اتحاد رسمي بقيادة الأستاذ علي الصباحي وهو من المؤسسين للحركة الرياضية في اليمن مع الكثير من الزملاء حتى في الشطر الجنوبي آنذاك والتقينا سويا، وكان الجميع يخدم الرياضة أول ما بدأ اتحاد كرة القدم.
- الانتخابات جاءت من بعد وهي شيء ديمقراطي، لكن للأسف في الآونة الأخيرة اختزلت إلى مجموعة عصابات لأنها لم تأت من البيئة الرياضية ولا من الأندية وإنما استحوذت بالمال على أشخاص في الأندية بطريقة البيع والشراء فامتلكت الاتحاد وهذه هي المشكلة.
- للأسف ما يحسب على القاضي أنه لم يستفد من الأشول رغم علاقاته الخارجية خصوصا مع رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، لكن للأسف دخل القاضي بدون معرفة وتسببت البطانة السيئة في إخراجه من الاتحاد.
• ألا ترى بأن هذه المناكفات والشللية أثرت على لعبة كرة القدم والرياضة بشكل عام؟
- للأسف جاء هؤلاء من أجل المال، وأراهن بأنهم جاءوا من أجل أموال اتحاد القدم التي بدأت تأتي من الدوري، من الاتحاد الآسيوي، من صندوق النشء، والفضل بعد الله سبحانه يعود إلى الدكتور عبدالوهاب راوح الوزير السابق الذي لو بقي في وزارة الشباب لكنا تطورنا كثيرا كما وكيفا، فالصندوق هو ما دفع الكثير للتكالب على الرياضة، فلم نكن نعرف العيسي ولا الشيباني الذي ترك الدبلوماسية والسياسة وجاء إلى كرة القدم.
- لأنه يعلم أن فيها مالاً، فهو يعرف أنه لو صرف مليوناً سوف يعود عشرة ملايين.