ـ الجهاز الفني والتناقض الغريب
وعاد منتخبنا الوطني الأولمبي الأول لكرة القدم (سيان)، فجر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 10 فبراير 2015م، قادماً من مدينة أنطاليا التركية، بعد مسعكر إعدادي استمر أسبوعين، أي وبلغة الأرقام أن منتخبنا غادر اليمن بتاريخ 26 يناير الماضي، وذلك استعداداً لخوض تصفية المجموعة الرابعة لكأس آسيا، وهي المجموعة التي تضم منتخبنا، والتي تنطلق منافستها في 27 مارس القادم بإمارة الفجيرة.
إلى هنا وعرفنا الهدف الفني الذي من أجله غادر منتخبنا إلى تركيا، في معسكره الخارجي المبكر الذي كان محقاً فيه الجهاز الفني العام للمنتخب، حيث جاءت كل التصريحات الصحيفة التي أطلقها المدرب الوطني أمين السنيني، مساعد المدير الفني سكوب مدرب منتخبنا، هنا وهناك قبل رحيل المنتخب ومن قلب مدينة أنطاليا التركية مقر معسكرنا الخارجي قائلاً: هدفنا العام ومن الرحيل لإقامة هذا المعسكر الخارجي المبكر لإبعاد كل لاعبي المنتخب من الأجواء السياسية التي تعيشها بلادنا و.. و.. إلخ، ذلكم التصريح المنطقي.
كلنا يتفق مع منطق الجهاز الفني حول أوضاعنا السياسية التي أصبحت أكثر صعوبة، ونعتقد أن تجربة منتخبنا الأول ـ الأولمبي لا تفرق، إنما عامل خبرات لاعبي منتخبنا في مبارياته الخمس، وإن كانت الفرق الكروية التي لعب منتخبنا أمامها ليست بفرق ومنتخبات ذائعة المستوى، بل هي رديف فرق كبيرة وقد تكون الأدنى منها، إلا أننا نقول تجربة كرتنا اليمنية أحوج أن تلعب مع مدارس كروية أوروبية وآسيوية ذات تقنية فنية أكبر من خبراتنا المحلية، والدليل خسارة منتخبنا في أربع مباريات، ولم نفز إلا على سنغافورة المنتخب المتواضع بوزن منتخبنا، عكس طريقة (عمياء تخضب مجنونة)، ولهذا نؤكد للجهاز الفني لمنتخبنا أن تجربة معسكر تركيا كانت منطقية.
لكن ما لا نتفق عليه يا سادة الجهاز الفني لمنتخبنا عودة منتخبنا بحسب ما ذكرنا أعلاه إلى بلادنا، فجر الثلاثاء الماضي، وهي العودة التي تتناقض مع تصريحات أبرز زعماء الجهاز الفني التي كتبنا عنها سالف هذه السطور للكابتن أمين السنيني، ونعيد جزءاً هاماً هو الهدف الرئيس "لإبعاد لاعبي منتخبنا من الأجواء السياسية الصعبة التي تعيشها بلادنا، والتي بسببها غادر منتخبنا إلى معسكره الخارجي بتركيا"، والمصيبة تكمن بعودته.
وكأن منتخب أبو زيد ما غزا!
إذاً، لماذا أطلقنا على عودة منتخبنا من معسكره التمهيدي الخارجي في تركيا بـالمصيبة؟.
في حقيقة الأمر ونتيجة لأوضاعنا السياسية المضطربة والمقلقة، وغير السوية من كل النواحي الأمنية التي لا تساعد على عودة لاعبي منتخبنا والعيش بها لأسباب نفسية قبل أن تكون فنية، المنتخب سيشارك في أهم التصفيات الآسيوية التي ستُجرى في 27 مارس القادم بالفجيرة.
هذا الجانب الأول المتعلق بـمنتخبنا المشارك باسم المنتخب الأولمبي تحت سن 23 عاماً، والحقيقة هي أن الجهاز الفني سيشارك بالمنتخب الأول لكرة القدم، هذه الأساليب الملتوية لجهازنا الفني منحنا مؤشراً فنياً أن أعمال جهازنا الفني لمنتخبنا هو نفسه كان يعيش في إرباك نفسي أثر سلباً على برنامجه.
من هذا المنطق الفني دعونا نوجه بعض الأسئلة الفنية لنضعها على طاولة الجهاز الفني لمنتخبنا وباتحاد الكرة اليمنية، مفادها العام والهام هو الآتي:
هل تمتلكون رؤية فنية قبل الرؤى التكنيكية والتكتيكية، الرؤية الخططية في أولويات وضع البرامج الفصلية والسنوية لمشاركات منتخباتنا الكروية ناشئة/ شباب/ أولمبي/ كبار/ الخارجية، أعتقد أي عمل فني باطل لا يجني إلا فعلاً باطلاً، لأن في السرعة الندامة، وفي التأني السلامة.
إذاً، هل تعلمون أن أساليب سرعة أعمالكم الفنية كشفها معسكر منتخبنا الأول في تركيا، الذي حل محل المنتخب الأولمبي، الذي اغتالت أياديكم هويته؟ كيف، ولماذا؟ عليكم أن يكون جهازنا الفني يمتلك الجرأة والشجاعة على الرد، وإلا بماذا تفسرون عودة منتخبنا الكبير من معسكر تركيا؟ أعتقد أيها السادة أن الإجابة الحقيقية التي أربكت الجميع قرارات الاتحاد الآسيوي الجديدة بإجراء القرعة لتصفيات آسيا لكأس العالم، ونهائيات كأس آسيا.
لأن المنتخبين اليمنيين، الأول والأولمبي، قادمان على استحقاقين قويين في زمن متقارب، بمنتصف شهر مارس القادم، ولأننا نعشق الارتجال الفني جاءت حصيلة معسكرنا بتركيا قائلة: وكأنك يا بو زيد ما غزيت!!.
نشر في اليمن اليوم: