زاوية حادة:
لن أقول: "سلام الله على أيام الخضر العزاني"، لأن أجمل أيام كرة السلة اليمنية لم تأتِ بعد، لكني سأترحم على حال اللعبة في عهده- خصوصا مدة عمل الخضر الأولى كرئيس منتخب –وقد كانت الأندية تشتكيزحمة النشاط، واللعبة تسير في منحنى بياني نحو التطور، مقارنة بما يجري اليوم للعبة الثانية، وربما الثالثة في اليمن بعد كرة القدم والكرة الطائرة - كرة السلة – من تراجع مخيف ومحزن، في ظل الرئيس الذي اعتقد بعدمشرعيته (عبدالستار الهمداني).
لن أتوقف كثيرا عند الشرعية التي أصبحت منعدمة عند غيره في كثير من الاتحادات والأندية التي تعمل قياداتها خارج شرعية الانتخاب أو اللوائح، لكن سيكون من واجبي الإشارة إلى ما تعانيه من وضع معقد كنتاجحتمي لحالة التخبط التي تعيشها الرياضة اليمنية عامة وكرة السلة بشكل خاص وقد تأثرت بعوامل عدة منها الظروف السياسية غير المستقرة التي تعيشها البلاد وقد فرضت نفسها سلبيا على الأوضاع الاقتصاديةوالاجتماعية والرياضية، ولاشك أيضا على الحد من مطالبات الأندية باستعادة الوضع الطبيعي للاتحاد اليمني لكرة السلة لوائحيا حتى يستقيم العود وظله.
ولن أغالي إذا قلت إن الانطلاقة المشوهة لدوري السلة تعتبر ثمرة لذلك الوضع الأعوج، كما أنها جريمة يرتكبها اتحاد السلة برئاسة عبدالستار الهمداني، وبموافقة وتعميد النائب الذي احتل الكرسي الأول في وزارة الرياضةالأستاذ عبدالله بهيان، أما لماذا هي كذلك فلأنها لن تحقق أيا من الأهداف المرجوة التي يسعى إليها أي دوري، تلك الأهداف الوطنية المتعلقة بخلق المزيد من فرص اللقاء والتعارف والتواصل بين فرق الوطن وشبابه عبرالانتقال واللعب بين ملاعب ومحافظات الوطن ما يساعد أيضا على انتشار اللعبة وزيادة مساحة ممارستها بين أوساط الشباب، وهو ليس قادرا على تحقيق الهدف الرياضي المتمثل بارتفاع المستوى– رأسيا –بشكليساعد على تطوير مستوى اللاعبين واكتشاف المواهب الجديدة لرفد الأندية والمنتخبات الوطنية.
وبعيدا عن أحاديث الإثارة المزعومة التي ربطها البعض بانطلاقة الدوري سيجد الناظر المتفحص إلى نقاط المباريات أنها تضمنت نتائج مخزية ومقارنتها بتلك الزحمة المرافقة سيكتشف أن ثمة عبثا يجري بأموال اللعبة، وأنهناك من يتعمد التدليس على الناس ببطولة مشوهة، وبمغالطة واضحة الهدف منها إقناع المتابع أن لليمن دوريا انطلق ومباريات تجري ومنافسات تكتسب الإثارة، ولو من وحي الخيال.
والحقيقة أن فريقا لا يقدر على تسجيل أكثر من 15 نقطة في مباراة زمنها الفعلي 40 دقيقة تعتبر نتيجة مثيرة، ليس للإعجاب ولكن للسخرية، خصوصا للمتابع العارف بمستوى اللعبة سابقا أو المتابع لنتائج فرق كرةالسلة التابعة لفرق البنات التي يشرف عليها اتحاد المرأة والتي تنتهي مبارياتها بنتائج مشابهة.
قد يقول أحدهم: يجب أن نشكر الاتحاد لأنه أقام بطولة في هذا التوقيت الصعب، لكن في الوقت نفسه ربما يقول آخر: ما الداعي لإقامة بطولة يفترض أنها الأهم في الموسم في هذا الوقت المبكر من العام؟!، هل منضغوطات سياسية تفرض ذلك التعجيل المشوه، أم أن الأمر مجرد تبكير في صرف مخصصات قد لا يستطيع الاتحاد صرفها لاحقا إن تعقدت أوضاع البلاد لاحقا؟!
شخصيا أجد أن ما يمكن اعتباره مجرد هدر للمال والوقت، والجهد على بطولة انطلقت في ظروف وتوقيت لا يضمن لها تحقيق الحد الأدنى من النجاح، خصوصا وهي تقام مضغوطة على شكل مجموعات، وتأتي بعدتوقف غير قصير.
اليمن اليوم: