قرأت ذات يوم مقولة كتب عليها : ﻣﻦ ﻣﺂﺳﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﻐﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻐﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ !
هو وصف صادق ومعبر لعقليتنا العربية بكل أسف، ان ما نراه هذه الفترة على وسائل التواصل الإجتماعي من التمجيد، والحسرة ، والندم، والتباكي على رحيل المخلوع علي عبدالله صالح بسبب مانعيشه من واقع ، ومايحدث لوطننا أقل ما يمكن وصفه بأنه " هو الغباء نفسه " للأسف ، نعم يا سادة نحن عاطفيون بشدة حد الغباء !
وهل نسينا أن علي عبدالله صالح هو سبب كل هذه الأوضاع التي نعيشها أصلا ً؟! وهل يمكننا أن ننسى أنه طيلة سنوات حكمه طبق شعار الملك الفرنسي لويس الرابع عشر : " الدولة أنا ، وأنا الدولة " وعندما أنقلب عليه في العام ٢٠١١ شركائه وحلفائه في احتلال الجنوب ، وحكم اليمن وخلعوه من " رأس الدولة " ، رفع شعار الملك الابن لويس الخامس عشر : " أنا ومن بعدي الطوفان " فأغرق البلاد كلها في طوفان تحالفه مع الحوثيين ، فسلمهم العاصمة ، ومحافظات واسعة من البلاد لا سيما في الشمال ، وأراد تسليمهم الوطن بأسره انتقاماً من خروجه من كرسي الحكم ، ورغبةً في العودة من جديد للسلطة ، وهل كان لهؤلاء الروافض الخبثاء أن يصلوا يوماً واحداً فقط للحكم لولا دعم ، وتسهيلات ، وخطط ، وأوامر المخلوع ، وهل كان يحق لأي دولة مهما كانت أن تتدخل في بلادنا لولا صالح ، وهل نحن نعيش بذاكرة الأسماك حتى ننسى أن تلك الوجوه الفاسدة التي تحكمنا اليوم ، ومن شقت علينا معيشتنا ، والتي أخر همها وأخر ماتفكر فيه "الشعب " هي من صنيعة عفاش ، بل وقال عنهم ذات مرة متفاخراً: " هؤلاء بضاعتي ، خبز يدي ، بضاعة عفاش" ، صالح لم يكن فاسداً فحسب ، صالح صنع كل الفاسدين !
فإن عشنا بالأمس في عهده الأمان ، فقد سلب منا أمان اليوم، وإن كنا نعيش في عهده شيئاً من رخص الأسعار ، فاننا كنا نستحق أن نكون أثرياء لما في بلادنا من ثروات ، وخيرات هائلة ، ومتنوعة ، وضخمة جداً لكنه ركز على تجميع الستون مليار دولار ، و قسم البلاد له، ولحاشيتة ، و للأفراد الأسرة الحاكمة " ال الأحمر " و ترك شعبه يعيش حياة الفقراء !
تذكروا دائماً خلف كل مصيبة توجد اليوم على هذه الأرض فتشوا عن صالح ، لذا أرجوكم توقفوا عن البكاء على من دمر حاضركم ، وأعادكم قرون إلى الوراء ، في عصر قفزت فيه شعوب مجاورة لنا لم تكن شيئا مذكوراً عقوداً إلى الأمام !