الوصيف من زاوية أخرى

Tuesday 08 November 2022 5:32 pm
----------

من الأشياء السوداوية، ومن الجوانب المظلمة والظالمة لكرة القدم بشكلٍ خاص- بالنسبة لي- وهو مركز " الوصيف "خصوصًا في البطولات القارية والعالمية. 
الوصيف هو أن تعارك وتصارع الجميع، وتنتصر الجولة تلوى الأخرى، ثمّ تهزم في الرمق الأخير! الوصيف أن تضيع كل الجهود هباءً منثورًا في مباراةٍ أخيرة قد يخونك فيها عامل التوفيق، الوصيف أن لا تكون بطلًا رغم كل ما فعلته حتى تصل إلى النهاية إنما تأرشف على هوامش التاريخ أنك كنت منافسًا عابرًا كالآخرين في مشوار البطل! 

والوصيف يدرك أكثر من غيره أن محاولة الربت على صدره بميداليةٍ فضية، وبعض المزايا المالية لا تواسيه عن حسرته وفجيعته لذا غالبًا لا يخلو ختام نهائي من حرقة قلب الوصيف ودموع عينيه!

تخيلوا معي لو أن منتخب الناشئين لم يتفوقَ في ركلات الترجيح ولم يتألقَ الحارس وضاح أنور وخسرنا كأس بطولة غرب آسيا هل كنا سنعيش ربع تلك الفرحة؟! أم ستنقلب مشاعرنا تلقائيًا إلى الخيبة والأسى، وبلدٌ مثل هولندا له فضلٌ كبيرٌ على كرة القدم من كرة جميلة ابتكرها ونشرها ومواهب رائعة أخرجها للعالم ولاعبين كبار مروا منه إلى العالمية أمثال الظاهرة رونالدو وروماريو وإبراهيموفيتش، لا يمتلك حتى كأس عالم واحد لأنه خسر ثلاثة نهائيات! 

ظلّ رانييري يعير بمركز الوصيف وينعت به، وحين تلمس في أبريل" 2016م" حلم التتويج يدنو منه لم يتمالك دموعه وانهمرت بالرغم عنه، وبالفعل ابتسم له القدر في معجزة ليستر سيتي الشهيرة، فماذا لو حل وصيفًا هذه المرة أيضًا؟! لكان مشجعي كرة القدم حول العالم حزينون لأجله. 

حتى في الجوائز الفردية دائمًا ما ينسى اسم الذي جاء ثانيًا في ترتيب الكرة الذهبية رغم أنه أحيانًا ما يكون الأحق والأجدر بها من صاحب المركز الأول! تسمية " الوصيف " مؤلمة حتى لغويًا، يقال عنها انها في اللغة العربية تعني الخادم التابع أو الغلام الذي يرافق العريس وكأنما كل ذلك الطريق الذي قطعته لتكون هكذا حرفيًا!