المعاق : حقوق على الورق

Saturday 09 November 2019 3:43 am
----------

يستغرب البعض لدرجة عدم المبالاة والسخرية, عندما أحدهم يكتب ويعرض قضايا وهموم المعاقين, باعتبارهم مكون وفئه مهضومة ومسلوبة الحقوق والنصوص, التي كفلتها لهم اللوائح التشريعية والقانونية في المجتمع.

ومحتوى استغرابهم واحتجاجهم, أنه يتكلم وينادي بأمور ومطالب, ليس ذي أهمية وضرورة قصوى بمكان, خاصة وأن البلد تمر وتعيش أوضاع غير اعتيادية واستثنائه, بمعنى أن في اولويات واستحقاقات ملحة وهامة, يجب أن تسخرها وتقدمها الحكومة بمؤسساتها ومسوليها, لجهات واطراف أخرى.

نقول لهؤلاء أن مطالب واحتياجات المعاقين, لا ترتبط وتقاس بضرف أو زمان, او تعتبر صدقة واحسان يتكفل ويتبرع بها أحدهم عليهم, بل هي حقوق ملحة واساسية معتمدة في القانون, ولم يحصل عليها المعاق من قبل حتى يقال أنها خيالية وغير واقعية, وفي غير وقتها وزمانها, وبعيدة عن التحقيق لترفها وغلوها.

خاصة أن الذي ينادي وينشده المعاقين وبحت أصواتهم لأجله, يصل احيانا إلى الادنى ولو بنسبة 5 0\0 مما مع الاسوياء, في بعض المجالات, لكونها موجوده كفقرات وبنود خاصة بالمعاقين في القانون والدستور, ونسمع عنها ليلا نهار في وسائل الاعلام المختلفة, كمن الذي يسمع الى جعجعةً ولا يرى طحيناً, هذا هو الحال والواقع المعاش, لهذا طالما أن الحكومة قائمة بهيئاتها التنفيذية والتشريعية, وينالون ويتمتعون بكل ما أقروه وحصلوا عليه هم, ولا اعتراض او حسد من المعاقين لهم في ذلك, ولاكن يريدوا ويسعوا للمساواة والعدل كما هم أقروه وحددوه لهم وليس غيرهم, في فقرات مكتوبة على الورق ليس إلا, لهذا ستظل قضايا ومطالب المعاقين قائمة وثابتة, لحجتها ومشروعيتها, حتى تتحقق ولو بصورة جزئية وتدريجية, وما ضاع حق ووراه مطالب كما يقولون.

أن هذا الموقف والتفكير الناقص نحو المعاق, يتنافى مع القانون والاخلاق الانسانية, في حق الانسان أن يتمتع بحياة كريمة وآمنه, ومن ينظر غير ذلك فهو مخطي وبعيد كل البعد عن الواقع الإنساني, الذي ليس غريب على من تجرد من هذه القيم والمبادي, ولم يعاني او يتعايش مع الاعاقة عن قرب وما تسببه من ضروف والام, أن يحس بأهميتها ويتأثر لمعاناة أصحابها, فهذه القضية اجتماعية وانسانية من الدرجة الاولى, ولا يجب السكوت والحديث عنها, او دفنها كالمؤدة خجلا, أو استخفافا من وجودها وتأثيرها على نسبة عالية من سكان البلد, يجب النقاش فيها وايجاد الحلول المناسبة لها, مع اعطاءهم كل الحقوق المعتمدة لهم.

لهذا ستبقى صرخات وامنيات المعاق قائمة ومستمرة يقولها ويعلنها دائما حتى يسمع ويستجيب له البشر وينصفه القدر, وان كان هذا لا يعجب البعض من أفراد المجتمع.