أبين لاتحزني

Wednesday 19 August 2020 9:29 am
----------
المآسي والآلآم والأحلام والأحزان والإحساس بالغربة وهواجس الخوف من القادم المجهول والمصير المنتظر أشياء وأشياء تخفيها ملامح الرجال وعزتهم. تجسدها ملامح الأطفال والعجزة. 
مشاهد كثيرة بصور مختلفة وتفاصيل تعجز ريشة فنان محترف في تقديمها مكتملة الاجزاء والاهداف والبنيان. لان التعابير الدقيقة التي تحكي كل لمحة فبها حكاية مآساة أسرة ودموع تنتحب. تنحت في الخدود ضياع حلم والبحث عن آمال بين ركام البيوت وقرى تحترق وتبكي انينا على ماتبقى من اطلال فيها . دكت دون رحمة وكأنهم يسعون عمدا الى طمس ملامح ببت او شارع أو حي أو مزرعة أو مدينة.. بل أبين كلها ..
هي ابين وهكذا عرفناها معطاءة ودودة رقيقة كرقة أهلها الطيبين. . اليوم اهلها ( غرباء) في وطنهم مشردين يلتحفون العرإء ويقتاتون الشقاء . ويستنطقهم عناء الغربة أهلهم وديارهم.
بالأمس القريب إستوقفتني حكاية صديق أبيني عماجرى لأبين وأهلها . هزني من الأعماق كل مارواه بصوت مبحوح مذبوح والدموع تتراقص في عينيه.  يالهول الفاجعة . كلماته الحزينة الصادقة وتلك السهام الغادرة التي إخترقت قلبه وصادرت مفردات الفرح في دروب خطواته ..
أبين لاتسأليهم عما فعلوا بأرضك وأهلك وزرعك. فالأسئلة والاتهامات ستلاحقهم وسترمي بهم في مزبلة التاريخ وأين ماحلوا وإرتحلوا. هم شدوا عن القاعدة وتناسوا مفردات الإنسانية ومارسوا حقدهم وغلهم وكل صنوف شرورهم. ..
قال لي : صديقي ذهبت الى أبين لحظة تحريرها من هؤلاء الأشرار لعلي أجد شيئا من بقايا الذكريات فأهالني مإرآيت من خراب وذمار لم تعد ابين تلك التي أعرفها. رائحة الموت والذمار في كل الأمكنة . عدت ادراجي من حيث أتيت لاأدري بماذا أحدثك وعن ماذا أحكي ..
هكذا هم أهلها البسطاء تفرقت بهم السبل ونزحوا من بيوتهم مفزوعين مكلومين توزعوا هنا وهناك لايحملون معهم سوى أحلامهم وذكريات وآمال منقوصة زمن اللاوفاء..
هم ذبحوها بخنجر تنظيمات ومتطرفين ومدفوعين أفرغوا في كل شبر من ترابها سموم إجرامهم وحقدهم الدفين لأن الوفاء عنوانها والنقاء سكانها والعشق حسانها..
ستنقشع الغمة وستعودون للديار وستقبلون تراب أرضها الطاهر وستتأملون الأماكن كلها وقسوة من إستباحوها وعاثوا فيها فسادا وخرابا وحقدا..
ستعمرون كل مادمر وترسمون لوحة المستقبل المشرق .
فعذرا أهل أبين أهل النقاء . أعترف بتيه كلماتي في وصف كل ماسمعت ورآيت ولكن ماذا عساي أقول غير . حسبي الله ونعم الوكيل ...