المشاكسات البحرية بين إيران واسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن تثير السخرية والاستفزاز في نفس الوقت .
السخرية كونها مجرد ضربات متبادلة تشبه صراع الديكة ، لا أحد يستطيع أن يحدد مقدار الضرر الذي يحدثه كل منهما بالآخر لأن الاثنين يخرجان من الحلبة منفوشي الشعر . والاستفزاز لأن البلدين يريدان تحويل المياه العربية إلى مكان لتصفية حسابات ظاهرها الخصومة وباطنها الاتفاق على الهيمنة البحرية على هذه المنطقة الهامة التي تتوسط العالم والتي تمر من خلالها ما يزيد على ثلث التجارة الدولية .
التفجيرات المتبادلة محسوبة بعناية لدرجة لم نسمع حتى الان إلا عن أضرار بسيطة تصيب هذه السفينة أو تلك ، مما يوحي بأن المسألة عبارة عن توليد أسباب متزايدة لشحن المياه العربية بالمزيد من سفن الحماية العسكرية للبلدين .
لو أن هذا الذي يحدث هنا حدث في البحر الاسود ، أو في الادرياتيك أو في خليج المكسيك أو في بحر الصين أو في أي مكان آخر لرأينا صوت البلدان المطلة على هذه البحار قد شغل العالم مندداً بما يسببه ذلك من ضرر وخطورة على أمن هذه البلدان .
وفي نفس السياق المتسق مع هذه الأحداث لا بد من الاشارة إلى أن خزان صافر هو لغم خطير تلعب به ايران كجزء من معاركها التي تتسع مساحتها بالقدر الذي تمتد أذرعتها فيها .