مقلب لملس

Monday 28 March 2022 8:06 pm
----------

لم تكن الخيمة الرمضانية التي أعلنت عنها السلطة المحلية في محافظة عدن برئاسة أحمد لملس، إلا مقلبًا كبيرًا وفخًا وقع فيه الآلاف من أبناء المدينة الباحثين عن بصيص أمل في الحياة الكريمة، في ظل الارتفاع المهول للأسعار وغلاء المعيشة.

لم يكن "أحمد لملس" بحاجة إلى المزيد من دعاء كبار السن عليه وغضبهم، بعد أن اشتد على غالبيتهم وجع الحياة وشظف العيش، في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتردي خدمات (الكهرباء، والمياه)، وطفح المجاري وتدهور الأمن، حتى يفتح على نفسه بابًا آخر، تلاحقه عبره لعنات المئات، بعد أن شربوا مقلبه المسمى بـ (الخيمة الرمضانية)، التي لا فرق بين الأسعار فيها وباقي أماكن بيع المواد الغذائية، إلا نسبة ضئيلة جدًا، لا تتجاوز الـ (ألف) الريال وربما أقل تحديدًا في السلع الرئيسية (الدقيق، الأرز، السكر، الزيت)، وهي التي قد يخسر الزائر لها أضعاف ما سيخسره عند شرائه لتلك المواد من أقرب مكان لمنزله.

أتمنى من لملس أن تأخذه قدماه إلى الصالة الرياضية المغلقة بمدينة الشيخ عثمان، حيث تقع (الخيمة الرمضانية)، ليكتشف كمية الظلم الذي أوقع فيه نفسه ومعه آلاف المواطنين، وحجم العبث الذي ارتكبه في حق الناس والصالة الرياضية التي بذلت وزارة الشباب والرياضة بقيادة معالي الوزير نايف البكري جهودًا جبارة لإعادتها إلى الواجهة، خدمة للشباب والرياضيين في عدن وغيرها.

كان بمقدور لملس، إلزام التجار بوضع أسعار محددة تراعي حياة الناس المعيشية وظروفهم الصعبة خاصة في السلع الرئيسية ومحاسبة المخالفين، حتى لا يضع نفسه في مرمى (سخط وغضب) الشارع في إقامة مثل هكذا مشاريع فاشلة وغير مجدية لا تقدم نفعًا ولا تُذهب همًا، بقدر ما تزيد من حدة الغضب وترفع من ترمومتر الحنق في مدينة لا تحتاج دون شك إلى المزيد الاحتقان.

لقد تجشم الناس في عدن خيرًا بقدوم لملس، وهو البدوي الأصيل الذي عركته حياة الريف حيث تسمو (القيم) وترتفع معاني الشهامة والطيبة، اعتقادًا منهم، أنه ملاذهم الأخير وحامل لواء رفع الظلم عنهم والعبث بحياتهم، لكن ذلك لم يكن إلا سرابًا بقيعة، وحتى لا يرددوا قول القائل: "ستعلم حين ينجلي الغبارُ ... أفرسٌ تحتكَ أم حمار".