تتجه الأنظار صوب العاصمة الفرنسية "باريس" خلال الأيام المقبلة، لمتابعة منافسات دورة الألعاب الأولمبية في مختلف الرياضات.
وتشهد أولمبياد باريس المرتقبة، مشاركة أكثر من 10 آلاف رياضي بمختلف الألعاب، وذلك بين يومي 26 يوليو/ تموز الجاري و11 أغسطس/ آب المقبل.
وعلى مدار التاريخ، شهدت الأولمبياد أحداثا مثيرة وأخرى غريبة، ما جعلها محفورة في أذهان كثير من المتابعين.
ويلقي كووورة الضوء على واحدة من أغرب وقائع دورة الألعاب الأولمبية على مدار تاريخها.
ضحايا الطقس
في عام 1912، احتضنت العاصمة السويدية "ستوكهولم" دورة الألعاب الأولمبية بمشاركة 28 دولة وأكثر من 2400 رياضي.
وشهد ذلك العام أحداثا غريبة بسبب درجة الحرارة المرتفعة، التي أودت بحياة العداء البرتغالي فرانشيسكو لازارو بعمر 21 عاما، بعد نقله للمستشفى ووفاته في اليوم التالي.
وعانى عداء آخر من ارتفاع درجة الحرارة لدى وصوله إلى السويد بعد رحلة شاقة، هو الياباني شيزو كاناكوري.
العداء الياباني كان يبلغ من العمر حينها 20 عاما، وقد وصل إلى السويد بعد رحلة محفوفة بالمتاعب بسبب التنقل عبر السفن والقطارات تحت الشمس الحارقة.
وبينما اعتذر العديد من الرياضيين عن عدم المشاركة، أصر كاناكوري على مواصلة مشواره، رغم عدم قدرته على التأقلم مع الأجواء في السويد، فضلا عن الضغوط والأحداث التي صاحبت رحلته، ومن بينها رعايته لزميله المريض.
استسلام غامض
انخرط العداء الياباني المرهق في الماراثون، رغم حالة الإرهاق الشديدة، لكنه قرر بشكل مفاجئ الانسحاب في منتصف الطريق، وذلك بعدما فقد وعيه.
وعاد كاناكوري إلى اليابان دون إبلاغ أحد، خوفا من التصاق الفشل به طيلة حياته، لتعلن الحكومة السويدية فقدانه، قبل أن تبدأ عملية البحث عنه في كافة أنحاء البلاد دون جدوى.
المثير أنه رغم مرور السنوات، إلا أن الحكومة السويدية لم تستطع الكشف عن حقيقة ما حدث سوى عام 1967 بسبب جهود إعلامية لقناة تليفزيونية سويدية.
وبعد الوصول إلى العداء الياباني، وهو بعمر 75 عاما، تلقى كاناكوري عرضا غريبا، عبر منحه فرصة شرفية لاستكمال الماراثون الذي بدأه في البلاد قبل أكثر من نصف قرن.
وقبل كاناكوري العرض الغريب، ليتمكن من استكمال الماراثون وتجاوز خط النهاية بعد 54 عاما و8 أشهر و6 أيام و8 ساعات و32 دقيقة و20 ثانية، ليتحول إلى بطل إحدى أغرب القصص الأولمبية على الإطلاق.