وقفة.. عبد الخالق بحول: الإعلامي الذي لم يُنصفه أحد

Monday 20 October 2025 4:53 pm
وقفة..  عبد الخالق بحول: الإعلامي الذي لم يُنصفه أحد

بحول

يمني سبورت
----------

 

في زمنٍ أصبح فيه الإعلام منصّة للكسب السريع والشهرة المجانية، ما زال في الذاكرة نماذج نادرة لإعلاميين حملوا الرسالة بإخلاص، ووهبوا حياتهم للكلمة الصادقة دون انتظار مقابل.
أحد هؤلاء، بل من أبرزهم، الزميل عبد الخالق بحول، الإعلامي الرياضي المخضرم، الذي أفنى أكثر من عشرين عامًا من عمره في ميدان الرياضة اليمنية، متنقلاً بين الملاعب والصالات والمهرجانات والفعاليات، دون أن يحمل في قلبه سوى حب الرياضة، وحب المهنة.

عبد الخالق لم يكن ينتظر "حق التغطية"، ولا يسأل عن "بدل المواصلات"، بل كان يتحرك بدافع داخلي لا يعرف التراجع. يقتطع من مصروفه اليومي ليكون في قلب الحدث، ليقدّم للقارئ مادة دسمة شاملة:
خبرًا وتحليلًا وحوارًا وتوثيقًا.

عرفه الجميع في أروقة الصحف والمجلات، الرسمية والأهلية، كمصدر موثوق للأخبار والتقارير، يمدهم بالمحتوى بلا مقابل، فقط إيمانًا منه بأن المهنة أكبر من المكاسب.

مرتادو مقهى عبد الناصر في قلب العاصمة صنعاء، لا ينسون حضوره الهادئ، ونقاشاته العميقة. هو الإعلامي الذي لم يُرافق في مسيرته الطويلة منتخبًا وطنيًا، ولا نادٍ رياضي، ولا بعثة سفرية – ليس لأنه لا يستحق، بل لأنه لم يعرف يومًا أبواب المسؤولين أو مقايل الشيوخ، ولم يتوسل لأحد ليأخذ ما كان يجب أن يُعطى له.

ورغم كل ما قدّمه، قرر عبد الخالق أخيرًا أن ينسحب بصمت، ليقضي بقية عمره مع أسرته بعيدًا عن الإعلام، مكتفيًا ببعض المشاركات المتقطعة عبر إذاعة سيئون.

وكأنه يقول:

> "ماذا أعطاني الإعلام؟
أكلني لحم.. ورماني عظم!"

أيها الزملاء..
ليس كل من اعتزل الإعلام فشل، وبعض الانسحابات هي أعلى مراتب الكرامة.

رسالتنا اليوم لكل إعلاميٍ شريف:
الإعلام مهنة ورسالة.. لا وسيلة للارتزاق والشهرة.

أما أنت يا عبد الخالق..
فمعذرة، لأننا خذلناك
#علي_باسعيدة