ذكريات أول “ماتش” وأيوب وسمعون!

Monday 30 November -1 12:00 am
ذكريات أول “ماتش” وأيوب وسمعون!
محمد بن عبدات
----------

كنت حينها صغيرا وربما هي أول مرة أذهب فيها لكي أشاهد مباراة في ملعب رسمي حين اصطحبني أبي أطال الله في عمره الى ملعب الشهيد جواس بمدينة سيئون وأعتقد ان ذلك المشهد كان في نهاية السبعينيات على ما اتذكر.. وطبعا الوالد رياضي من الطراز الاول وكان واحدا من ابرز نجوم نادي سلام الغرفة في الستينيات وبالتالي حدث كنهائي كاس حضرموت لن يفوته ولكن الشيء الجميل انني كنت حاضرا معه ومتلهفا لرؤية نجوم الكرة في ذلك الزمن خاصة وانني عرفت ان المباراة تجمع سمعون من الشحر والوحدة من تريم وكنا نسمع ونحن صغار عن الحارس العملاق (عدن) هكذا اسمه وعن المدافع الكبير (الشتوي) والاثنان من فريق برازيل الوادي وحدة تريم بينما كان من الطرف الآخر سمعون يبرز اسم نجم نجوم حضرموت حينها أيوب النوبي.
وحقيقه كنت منبهرا وسعيدا بمشاهدة تلك المباراه الكبيرة التي لازالت عالقة في ذاكرتي الى اليوم وحينها قدم الفريقان كل شيء في فنون الكرة وامتعوا الجماهير الغفيرة التي اكتظت بها المدرجات وفي حين غفلة من الزمن والمباراة تلفظ انفاسها يسرق الاسمراني ايوب هدفا رائعا وجميلا بلعبة فيها كل حرفنة النجوم الكبار حين استقبل كرة من على حافة خط الـ18 ويباشرها على الطائر لتتهاوى الى الشباك وسط ذهول لاعبي الوحدة وجماهيرهم وتحت انظار اسد الحراسة الاسمراني الآخر (عدن) الذي كان واحدا من نجوم تلك المباراة الرائعة في كل شيء وبعدها يعتلي نجوم سمعون المنصة ليرفعوا كاس حضرموت الذي لازلت ايضا اتذكر حجمه الكبير.
ولهذا وبعد سنوات طوال من ذلك الحدث غير العادي في حياتي اقول كم انا محظوظ وسعيد انني اول ما فتحت عيناي على نجوم كبار بحجم ايوب جمعه وناد كبير بحجم سمعون النادي الذي ظل بعد ذلك رقما صعبا في رياضة حضرموت والبلاد بصورة عامة ومن منا لا يتذكر سمعون في الثمانينيات ومطلع التسعينيات عندما كان فارسا لا يشق له غبار من خلال نجومه الكبار الذي يقف على راسهم افضل حارس مرمى مر على الكرة اليمنية من وجهة نظري ألا وهو الحارس الطائر عوض بن بكر وزميلاه عبده باحميش وعبده باخله وابوبكر قشمر والرائع عمر الهندي وغيرهم من نجوم تلك الحقبة من تاريخ الفريق الكروي لنادي سمعون.. طبعا اليوم سمعون ليس سمعون الامس وهناك عوامل ربما كثيرة هي من اوصلت سمعون ورياضة حضرموت الى هكذا وضع رغم كثرة المواهب ووجود الكادر الرياضي والكثير من نجوم اللعبة السابقين الذين يملكون الفكر والرؤية الجيدة لتطوير العمل الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص ولكن ما يحز في النفس اليوم ان من يفهم في معايير الرياضة اصبح خارج اسوارها! ولهذا كم انا سعيد عندما عرفت ان الاخ العزيز محمد سالم بن بريك هو من يحمل رئاسة النادي حاليا وهو الرياضي الذي يحمل فكرا وطموحا لتحقيق شيء يعيد من خلاله مياه وسيول سمعون المتدفقة التي كانت تروي عطش كل محبي الرياضة في مدينة الشحر وفي كل مكان من هذا البلد.. وحقيقة شيء طيب ان يتواجد مثل الاخ محمد بن بريك على راس هرم ادارة نادي سمعون بل انني اتمنى في قرارة نفسي ان ارى اغلب ادارات اندية حضرموت يديرونها ناس لهم علاقة بالرياضة ويعرفون متطلباتها وكيفية ادارتها.. ولهذا اجزم القول هنا ان سمعون قادم على مرحلة ستكون مميزة في تاريخه شريطة ان يقف الجميع الى جانب اداراته الحالية التي اتعشم فيها شخصيا خيرا خاصة وانني ادرك انها تمتلك الفكر الذي سيساعد على النهوض والارتقاع بواقع رياضة هذا النادي العريق..
أخيراً ليس معي من قول سوى انني اتمنى في قادم الايام ان اسمع جماهير سمعون تدندن بكلمات اغنية الشاعر الكبير ابن “سعاد” حسين المحضار: “سال سمعون وادينا وطابت مراعيه”.
وقفه:
*طلب مني رئيس نادي سمعون السابق الرائع محمد بن بريك ان اكتب مقال لكتيب يستعد لاصداره النادي فكان المقال بعاليه ..للاسف ابن بريك قدم استقالته بعد مشوار رائع مع سمعون رغم قصر مدته ولهذا سيكون ذلك الاصدار في خانة التوقف الاضطراري