صورة: ناصر هادي " النجومية" التي لامست السماء .. لولا فخامة الرئيس لظل حبيس جدران وفرش ومرض ومعاناة !!

Monday 30 November -1 12:00 am
صورة: ناصر هادي " النجومية" التي لامست السماء .. لولا فخامة الرئيس لظل حبيس جدران وفرش ومرض ومعاناة !!

- هادي على فراش المرض

مآساة يكتبها خالد هيثم
----------


اسما آخر تناسوا سنوات عطاءه وشبابا اهدره في حب وطنه
لم اشاهد النجم الكروي السابق ، لاعب أندية الواي ووحدة عدن والميناء والمنتخبات الوطنية ، الا في مواعيده الاخيرة مع اللعبة في ملعب الشهيد الحبيشي في منتصف الثمانينات تقريبا ، ووفقا لما رايت وما سمعت عنه بعد ذلك ، فان هذا " الناصر" هو واحد من افضل من انجبتهم عدن " عاصمة الجنوب" قبل العام 90م حين كان الموعد للاندماج الذي شكل وحدة الوطن اليمني بشطريه الشمالي والجنوبي.
يتحدث عنه من زاملوه ورافقوه وشاهدوه ، بخصوصية ليس لها مثيل الا في باتجاه بعض الاسماء التي ارتقت بادائها وتكتيكها وقرداتها مع اللعبة ، حتى ان احد من النجوم الكبيرة التي ارتبط بها بعلاقة حب واخوة وصداقة ، قالت لي يوما ان " ناصر هادي" اسما كبيرا ظلم في مشاوره وطكان يستحق اكثر بكثير مما نال لانه لاعب خارق واستحق ان يغرد خارج الوطن باداءه الخلاب وفنياته العالية ونظرته وحضوره في الملعب.
هو نجم خارق للعادة ،اذا صنف بين لاعبي جيله لكان بين افضل ثلاثة نجوم صنعوا الابداع والتاريخ والامجاد في حلقة من العطاء النادر مع لعبة تستهوي الجميع وكانت حيناها في ذلك التوقيت " هواء يتنفسوه" لانهها تتجمل بروح هولاء وعطاءاتهم وقدراتهم اليت لاتقل عن قدرات لاعبون في مواطن اخرى قريبة وبعيدة ، رغم الظرف الصعب وهزيل الذي تعيش عليه اللعبة ولاعبيها.. ناصر هادي الذي غادر قبل ايام الى جمهورية الهند الصديقة ، في رحلة علاجية تكرم بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، بعد سنوات من الوجع - الالم - الحسرة - الشتات - الحاجة - الانتظار .. عانى وعانى الويلات وظل بين جدران منزله البسيط في احد ازقة الشيخ عثمان ، منتظرا موعده مع الله سبحانه وتعالى بعدما تركه الجميع ، وبالكاد وجد بعض " الخيرين" يطرقون بابه بين حين واخر ، ليحاكوه للتخفيف عن الامه واحزانه بما يعيشه في عزلة مع المرض الى انهكه واعاقه واجلسة على فراشه لفترات طويلة.
ناصر هادي .. حكاية كاملة للاعب كرة القدم تحت عنوان النجومية التي اُفرزت في مشوار طويلا بالوان فرق عريقة في حقبات لم يعد التريخ ياتي بما يشبهها ، لانها من صلب اللعبة وباقدام الموهوبين الذي كان " هادي" واحدا منهم في جيل متميز لديه الكثير من العطاء والحضور والاخلاق والسلوكيات التي ارتبط بحضورهم لاعبون ومعتزلون .. ناصر هادي " الذي انطلق بمشواره بالوان الهلال في ازهى فترات كرة القدم في عدن ، ليكون له حضور في المنتخبات مع ابرز النجوم واجودهم ، كان ايضا عنصرا مهما في وحدة عدن ما بعد الدمج حين توج هدافا للدوري برصيد 22 هدفا ويضع فريقه بطلا للدوري بدون خسارة ، برفقة لاعبون كبار خاضوا مشوار مازال في ذاكرة العشاق والمحبون لنادي لم يعد مثلما كان وبالكاد يرتدي الالوان فقط .
ناصر بمشواره الطويل والجميل مع اللعبة المنتسبة لرياضة الوطن ، غاب عن المشهد وفرض عليه المرض ان يبقى لشهور بل لسنوات بين جدران احد غرف منزله المتواضع ، بعيدا عن الناس والاصحاب والاصدقاء ، لان الله سبحانه وتعالى ابتلاه بالام العمود الفقري ، بعد سنوات الراحة والابتعاد عن ملاعب كرة القدم ومرو سنوات العمر ، الكل ادار ظهره ، الا القليلون الذين كانوا يؤدون واجب الزيارة بين حين واخر ، دون قدرة تقديم اكثر من ذلك ، لاخراج النجم والاسطورة من قوقعة الظرف والمحنة ، فلا وزارة معتمة لما كتب في الاعلام ولا محافظ يدرك ان قيمة الرجل تستحق لفتة انسانية واجبة ولا مكتب الشباب بمن يحكمه ، يظهر ليحاكي مشوار نجم كبير بتقديم ما يستحق ولو بايال الرسالة الى مواعق القدرة على تحريك الامور .. لهذا ظل الرجل يعاني وحده ويسكب دموعه على خديه للحظات حين يتذكر مشواره مع اللعبة حين كانت الحناجر والاكف والقلوب تجتمع لتعزف نشيد الاعجاب ، وان كان الكثيرين يتمنون التقط صوره معه .ناصر هادي الذي لا يعرفه الوزير ولم يره يوما ، ظل حبيسا برفقة الالم ، صابرا لقضاء الله وحكمته ، الا جاء ظرف مختلف بفضل الله والخيرين " ابرزهم "فضل الكحلاني مدير مكتب الرئاسة الذي تغم الدور المهم بديلا عن منتسبي القرار الرياضي في عدن ، ليحمل الرسالة " الانسانية" صوب مكتب رئيس الجمهورية - المشير عبدربه منصور هادي ، الذي لم يتاخر لتقديم ما يلزم " لهادي النجم والاسطورة الرياضية " بتوفير مسلتزمات رحلة علاج صوب الهند ، اعادة له روح الحياة وانهت حالة احباط استمرت طويلا ، وانستة ويلات عذاب الالم التي عاش معها بين جدران منزله وعلى فراش المرض ايام وايام .. غادر هادي النجم بامال العودة لحياة افضل مما كانت في الفترة الماضية ، حياة يكون فيها قادرا على العودة الرفاق والزملاء والاهل والحارة ، دون الم ووجع .
النجم الكبير الذي قدم شكره لرئيس الجمهورية لموقفه الانساني ولمدير مكتب الرئاسة في عدن ، غادر عليلا بالام عموده الفقري ، راجيا من الله بان يمن عليه بالشفاء - وننحن ايضا نامل في ذلك لنرى " نار هادي" بيناا مرة اخرى بروحه وتاريخه وامجاده التي يلامس فيها سماء النجومية من اعلى مراتبها .
اخيرا "ناصر هادي" ليست الاول ولا الاخير في طابور النجوم الذين يتركوا لمعاناتهم رغم وفرة الاموال التي تتوفر لوزراة الشباب والصندوق ، لهذا علينا ان لا ناسف مادام تلك العقليات تدير رياضة الوطن .. لكن علينا ان نساهم في ايصال الرسالة للتاريخ .

 

ناصر هادي ايام مجده الكروي