ن ...والقلم : " الجمهورية العربية اليمنية " !!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 كان ذلك قبل الوحدة , فقد جاء إلي زميلي الاثير محمد المكي وهو من أجمل من أنجبت السودان , وكنا محررين في قسم التحقيقات , وأنا احرر (( بريد الثورة )) أجمل تجاربي في هذه الصحيفة , جاء إلي ضاحكا بلهجة السودانيين المحببة (( ديل أصحابنا يا زول ما دايرين يعرفوا ان اليمن جمهورية)) , قلت ضاحكا (( يا ابن المكي لا فرق )) , استفسرته عن ما يتحدث عنه , قال : شوف صديقي أرسل الي رسالة من (( ود مدني )) كاتب على الظرف (( إلى المملكة المتوكلية اليمنية)) .
قلت يومها جادا : لا إعلام خارجيا لهذا البلد , والمال الذي يصرف في بيروت (( للعاملين عليها )) , لنشاهد مهزلة طبيعية في فنلندا أيام المنتخب الأخضر الذي كان غلطة !! , باعتبار أن أي عمل حقيقي وجاد حولته منظومة الفساد إلى خطا حيث الغلط هو القاعدة والعمل الجاد هو الاستثناء , ولذلك يصبح الطلب بالمحاسبة نوعا من "غلاط" النفس , ألا لعنة الله على الفساد الذي قتل حتى قيمنا , منتخب الأمل أعطانا يومها املا بان في هذا البلد ثمة امكانات لو استخدمت بالشكل الصحيح لراينا ما يراه الناس في بلدان العمل شرف وكرامة , لكن ماذا تعمل لمنظومة الفساد فبعد أن رأت كأس اليمن قبل الوحدة يحقق نجاحا منقطع النظير أبت الأيدي العابثة إلا أن تحوله في العام التالي إلى المنتخب الابيض يواجه المنتخب الأسود !!!!!!! .
المهم في فنلندا عزف نشيد وطني لبلد من كوكب آخر , ولم يجد وفدنا الهمام الذي تكون من كل من هب ودب ((الجمهورية اليمنية)) !! , حزب الفساد غطى بانتصارات منتخب الأمل على ما حدث , والأصل الاّ يحاسب أحد احدا , لتتكرر النكته بالامس الأول في الرياض خليجي 22 حيث قدم هذا البلد على أنه ((الجمهورية العربية اليمنية )) , وهو ما في النفس !!! , لن نقول : أين إعلام بلادنا الخارجي ؟؟ باعتبار ان آخر عدد من مجلة (( أضواء اليمن )) صدر ووزع مؤخرا , ومقال في الحياة ل (( خير الله خير الله)) !!وتعليقات عابرة لفيصل جلول في الفيسبوك !! ,ما حصل مسأله طبيعية جدا .
وتوقعوا أن نسمع في الحفل الختامي أن يشار الينا هكذا (( والآن يمر أمامكم الوفد الرياضي لدولة سبأ )) !! , والسؤال يجر السؤال : ويشير إلى جرح كبير في جسد هذا البلد اسمه ((السفارات)) التي في كل واحدة منها مغضوب عليه لا يقدم شيئا , كونه مغضوباً عليه , ولو اعدتم النظر في سفارة القاهرة وحدها ستجدون الملحقيات شبيهة بوكلاء المحافظات !! , ولن ازيد , أما في أميركا فالعيال وعيال العيال كلهم ((ملاحق أو ملحقين )) لايفعلون شيئا , ولا عزاء لنا !!!, هذه السفارات لا علاقة لها باي نشاط ولا باي زيارات من الداخل إلى الخارج , وهي آخر من يعلم , والفعاليات الكروية يتحول الأمر إلى ديوان شيخ يدعى إليه الأهل والأصحاب والخلان والجيران ورفاق المدكأ , والأنساب والأخوال وأعضاء المجلسين الموقرين !! .
اتوجه بالأمر كله إلى الأخ رئيس الوزراء : هل بالإمكان إحداث ثورة في وزارة الخارجية تبدأ من تحريم تعيين المغضوب عليهم سفراء , واقتصار الأمر على الديبلوماسيين الحقيقيين , ثم هل بالإمكان مراجعة قوام كل سفارة حيث تحولت السفارات إلى ملاجئ للعجزة ؟؟ وإلغاء الملحقيات خاصة المضحك منها ((الإعلامية )) !!!!.
وهناك بلدان لا علاقة لنا بها غير الاعتراف المتبادل فالأوروبيون يعينون ممثلين لهم من البلدان ذاتها , وراجعوا الكشف ستجدون 99 % من سفرائنا لا عمل لهم , أما الإعلام الخارجي فلو فتحتم الكشف ورايتم المبالغ التي صرفت على إعلام ((خارجي )) لا وجود له إلاّ في كشوفات الصرف وبالدولار ستندهشون !؟ من يتحمل مسؤولية عدم علم الآخرين ومن الاعلاميين العرب أن الجمهورية العربية اليمنية لم يعد لها وجود ...إلاّ إذا ....
أما العلم والنشيد الوطني فركزوا على شفاه لاعبينا سترون أنهم لا يحفظونه , والذنب ليس ذنبهم , فالخبرة مشغولون بالتزاحم حول الشيخ ......

نقلا عن الثورة