لو كان الأمر بيدي لاخترت المنتخب الوطني اليمني الفريق المثالي لبطولة خليجي 22 لكرة القدم المقامة حاليا بنجاح كبير في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية.
أولا .. لأنه الوحيد الذي ما يزال ينطوي تحت لواء العلم اليمني ممثلا لكل الشعب اليمني بكل فئاته ومشاربه وانتماءاته، رغم الانقسام والتمزق والاقتتال الذي يسود معظم مناطق اليمن، متجاوزا كل هذه الظروف المؤلمة القاسية رافعا راية بلاده إلى جانب 7 دول خليجية عربية أخرى، متحديا كل ظروف الشرذمة والتخلف والمآسي التي مزقت كيان اليمن وأصابته بالشلل.
ثانيا.. لأنه قدم عروضا جيدة ونتائج مقبولة نسبيا إذا ما قيست بظروف استعداداته وقلة إمكاناته أو لنقل انعدامها قياسا بالإمكانات الكبيرة المتاحة لكل الفرق المشاركة التي استعدت استعدادا كبيرا لهذه البطولة التي انطلقت في العام 1970 في البحرين وتعتبر حدثا رئيسا وأساسيا في كل منطقة الخليج العربي.
ثالثا .. كان سلوك الفريق ولاعبيه في المباريات الثلاث التي خاضها مع السعودية وقطر والبحرين كله روحا رياضية وتصرفا رياضيا سليما يترجم المسؤولية التي يحملها الفريق ليظهر صورة اليمن رياضيا بشكل أفضل بكثير لما يجري على أرض الواقع وليثبت أن الرياضة أهم وسيلة لتوحيد الشعوب وتنقية أجوائها وتجاوز خلافات مجتمعاتها.
رابعا ... الجمهور الكروي اليمني الذي آزر منتخبه بأعداد كبيرة جدا ووقف إلى جانبه ما أعطى مباريات اليمن الثلاث نكهة جماهيرية نحتاجها في كل بطولاتنا العربية ..
هذا من حيث المنتخب اليمني أما من حيث البطولة فهي من أنجح البطولات الكروية العربية حاليا والتي حافظت على استمرارها وألقها وجذبت اهتماما إعلاميا وجماهيريا واضحا خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعطيها اهتماما خاصا وتدعمها بقوة وتعتبرها ركيزة من ركائز العمل الخليجي المشترك.