آباء النجاح اليمني

Monday 30 November -1 12:00 am
آباء النجاح اليمني

معين السواري

----------

أخشى على المنتخب اليمني من الإهتمام الكبير الذي حظي به بعد مشاركته في خليجي 22 ... فلا يختلف اثنان على أن المشاركة - قياسا بواقع الكرة اليمنية - ناجحة بكل المقاييس وما قدمه " الأحمر" في الرياض فرض الإحترام من الجميع للمجهود الذي قدمه اللاعبون لكن المشكلة تكمن في استغلال هذا النجاح والاهتمام الجماهيري الكبير من قبل فرقاء السياسة في اليمن الذين قد يسعون لتوظيفه في معاركهم السياسية كورقة رابحة تقدم هذا الطرف أو ذاك في " ثوب الوطنية " بعد أن اشبعوه تمزيقا خلال فترة الخلافات التي أتت على الأخضر واليابس في بلد لم يكن يحتاج أصلا لكل ذلك .

تكريم المنتخب والاهتمام الكبير به قد يكون " تكريم حق يراد به باطل " ، وطالما قرر كبار البلاد من رجال السياسة والمال والاعمال الوقوف مع هذا المنتخب أليس من الافضل لهم التفكير في شباب البلد بأكمله ومنحهم الفرصة للعيش بسلام وأمان وممارسة الرياضة بعيدا عن الخلافات التي تعصف بالبلاد والعباد .

اتركوا المنتخب وشأنه لاتربطوه بطرف أو بأخر فهو لم يردد " صرخة الحوثيين " في الملعب ولم يرتدِ لاعبوه قميصا يحمل صورة الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو الحالي عبد ربه منصور هادي .. بل هو منتخب كل اليمن فلم يردد لاعبوه سوى النشيد الوطني للجمهورية اليمنية ولم يرتدوا سوى قمصانا تحمل علم اليمن ، في المدرجات حملت الجماهير اعلام اليمن فقط وأنتم استقبلتموهم براياتكم السياسية المختلفه وكأن كل طرف يريد أن يقول نحن هنا ..بوجودكم اختلطت الشعارات وحابل البلاد بنابله فاتركوه وشأنه ليظل منتخب كل اليمن بدلا من محاولة الزج به في صراعاتكم لأن هؤلاء الشباب يلعبون بقواعد اللعب النظيف التي - مع الأسف - لايعرفها رجال السياسة في اليمن .

لابأس من اظهار الشكر والتقدير للاعبين والجهاز الفني على جهودهم فهم صناع النجاح لكن " سرقة " هذا النجاح هو مايسعى له البعض بعد أن تسابق الكثيرون لينسبوه اليهم .. حتى اتحاد الكرة لا أعتقد أن له يد فيما حدث ، وإن كان هناك ما يحسب لاتحاد ( أحمد العيسي ) فهو رفع اليد - هذه المرة - عن التشكيلة ومنح المدرب الصلاحيات الكاملة للاختيار بعيدا عن التدخلات .

أعتقد أن مشاركة المنتخب في خليجي 22 كان يعد لها العدة لاستغلالها ايضا حتى في حال الفشل الذريع فكل طرف كان سيلقي باللائمة على الطرف الآخر في ما وصل اليه حال الرياضة في البلاد وحينها سيتبرأ الجميع من هذا المنتخب ، لكن النجاح غير المتوقع لهذه المشاركة غير من خطط أطراف الصراع وجعل الجميع يبحث عن مكان له أمام عدسات الكاميرا وفي الصور التذكارية وهم لا يعلمون أن كل ذلك لن يجعل منهم ( أباء النجاح ) .

 

العربية نت