مهيم مع الحميدي:
عشت برفقته ايام من المتعة والمرح واوقات لا تنسى في الرياض قبل ان ترفض "كبده" استمرار تلك المتعة وتحول ايامي الى قلق .
الاخ والصديق والحبيب صالح الحميدي اضطر الى مغادرة السعودية مكرها بعد ان اشتد عليه المرض واجبره الى الرحيل صوب قاهرة المعز والرقود في احدى مستشفياتها الخاصة بأمراض الكبد .
بالأمس اتصلت للاطمئنان عليه فكان الصوت غير الصوت الذي اعرفه.. كان مجهدا جدا .. وقال لي ان الاطباء اخبروه ان حالته وصلت الى مرحلة متأخرة وان مكوثه بالمستشفى قد يطول وهو ما يجعل فاتورة العلاج تصل الى مبالغ كبيره كما هو معروف في المستشفيات الخاصة .
لم استطع حبس دموعي وانا اسمعه يقول لي : يبدو ان موعد الرحيل قد حان يا صديقي .. لست حزينا على فراق الدنيا الامر الذي لا مفر منه لكن كل ما افكر فيه هو مستقبل اولادي من بعدي .
اصدقكم القول اني فقدت القدرة على الكلام بعد كلماته المؤثرة ولم يستطع لساني الا نطق كلمة واحدة " ثق ان الله معك يا صديقي " .
يؤسفني احبائي واصدقائي ان اخبركم ان صالح الحميدي .. القلم المتميز .. والصحفي المحترم التفاؤل.. الفرح ومبعث التفاؤل .. ومنبع الابتسامة الذي لا ينضب .. قد انهك جسمه المرض وعاودت له اوجاع الكبد اكثر من السابق وهو يقاوم كعادته بشموخ كأشجار النخيل .
كل ما امله ان تتحرك الدولة والجهات ذات العلاقة وتقف الى جانب احد المبدعين حيث ان تقارير الحالة تؤكد ان فترة العلاج ستطول وتحتاج الى تكاليف باهظة وكما اعرف صديقي فهو يفضل الرحيل على ان يستجدي احدا .
اخيرا .. اعرف ان اخي ابوخلدون سوف يغضب مني على نشر هذا المنشور لكنني لم استطع ان اتحمل هذا الظرف العصيب بمفردي واحببت ان تشاركوني اقل شيء بدعائكم خصوصا وصاحب الابتسامة الدائمة ملكنا جميعا وليس ملكا لأسرته فقط .