كنا نتمنى من الاخوة في الحراك الجنوبي ان يتركوا الرياضة ولا يقتربوا منها او يعرقلوا طريقها من خلال منعهم لإقامة مباريات الدوري العام ، وذلك لما للرياضة من دور في صناعة السلام ونشر المحبة بين المجتمع ، وان يتذكروا ان الرياضة كانت بوابة تحقيق الوحدة عندما كانت خطوات الوحدة تسير وكان الرياضيين قد اعلنوا وحدتهم قبل السياسيين .
واليوم تتعرض الرياضة للانتهاك والتوقيف المتعمد من قبل بعض عناصر الحراك الجنوبي الذي لن نخوض فيه او حوله لأننا نتكلم رياضة ولا نريد هنا الخلط ، ولكن ما تعرض له الصقر من تعز والشعب من اب مؤخراً هو رسالة مزعجة ورسالة تحمل مدلول سياسي مسيء لقادة الحراك انفسهم الذين سمحوا لبعض عناصرهم ان يتعرضوا للرياضيين في عدن وفي حضرموت ويعطلوا لقائين من لقاءات الدوري العام بل ويعتدون على اللاعبين كما حصل للاعبي الصقر في حضرموت .كنا نتمنى ان يظل اللاعبين يمارسون لقاءات الدوري بصورة طبيعية لان الرياضة تحمل معاني ومؤشرات الخير للجميع وهى باب من ابواب الترفيه والتسلية عن المواطن في ظل المنغصات والمكدرات التى يعيشها الجميع اليوم فلم تبقى امامه كنوع من انواع الترفية والتسلية والمتعة سوى الرياضة "كرة القدم" .
والكل يعرف ان الرياضيين في اليمن في الملاعب هم حملة مشاعل السلام المجتمعي وبالتالي فالجماهير تحب ان ترى المتعة واللعب النظيف وليس استعراض العضلات والاعتداء على شباب رياضيين لا يحملون السلاح او كانوا قد اعتدوا على احد حتى يكون الاعتداء عليهم ومنع اقامة المباريات .
نحن متأكدين ان هناك في قادة الحراك من لا يقبل بمثل تلك التصرفات ولا يرضون ان يحرم الشباب من متابعة الدوري العام وهم يؤمنون بحقيقة الرياضة ودورها في المجتمع ، لكننا في نفس الوقت متأكدين ان هناك حراكيين يتصرفون بصورة فردية وبنوع من الخبث لإجبار الاتحاد العام لاتخاذ قرار توقيف الدوري العام وتعطيل الرياضة في البلد ، وهو سلوك خطير يمارسه البعض كنوع من الرفض لان تكون الرياضة وسيلة لتقوية العلاقة بين ابناء الوطن .
وعليه نتمنى ان يخرج عقلاء الحراك بموقف واحد وهو الاعلان عن الرفض لمثل تلك التصرفات وترك الرياضيين يمارسون لقاءاتهم كما هي دون المساس بها وحتى تظل الرياضة مصدر امل لمزيد من الوحدة بين شباب اليمن .
وحتى لا يتوقف الدوري وتزداد العيون الخارجية رقابة للوضع الداخلي لليمن فانه بات الامر جد خطير على الرياضيين اذا استمر الحراك في موقفه المتعنت ورفضه لإقامة مباريات الدوري ان يسارع الاتحاد العام الى نقل مباريات الفرق الجنوبية الى اي محافظة قريبة لهم من الشمال فمثلاً ممكن تكون صنعاء ، ذمار ، او اب ، او تعز ملعب للأندية الجنوبية صحيح ستزداد التكاليف لكنها ليست افضل من توقيف الدوري العام وخسارة الكثير بالتوقيف .
في نفس الوقت هناك مهدد آخر للدوري العام وهو سياسي كذلك يتمثل في التفجيرات التى تتعرض لها كثير من التجمعات التى يقيمها "الحوثيين" والذين هم كذلك صار مهدد خطير لعدم اكتمال الدوري نظراً لمواقفهم المسبقة من الرياضة وعدم جديتها بالنسبة لهم ، لذلك بات الامر يحتم على وزارة الداخلية حماية الملاعب بصورة كبيرة والتفتيش الدقيق خوفاً مما قد يتعرض له الرياضيين والجماهير في الملاعب من اعتداءات قد تكون نتائجها مأساوية كما حصل في اب وذمار ...
عمق الهامش :
حتى الآن لم يرفع الحظر من قبل الفيفا على الملاعب اليمنية فيأتي الحراك وغيره لممارسة اعمال تسيء اكثر للكرة اليمنية .
alhadi68@gmail.com