إلى متى رياضة «كلع»؟

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

هامش حر:


 تظل مشاكل الرياضة والأندية والاتحادات وفروعها هي نفسها التى تعاني منها منذ الثمانينيات والتي تتمثل في الموارد المالية وقلتها بل وندرتها، والمال هو عصب حياة الشعوب، فمن لا يجد المال يقف في مكانه ويتعثر كثيراً في حياته، وعلى مستوى الرياضة نجد أن المال هو المحرك الرئيس لكثير من الفعاليات والأنشطة التي تنفذها الأطر الرياضية المختلفة «أندية – اتحادات – لاعبون».
الأندية اليوم تتخوف من استمرار الوضع السياسي على ما هو عليه في البلد وبوجهه المرعب للجميع بما فيهم الرياضيون الذين يرون أن بقاء الأمور بسلبياتها سيؤثر على أنشطتهم ومشاركاتهم، ويرون أن التعثرات في الانتهاء من تلك الأنشطة خاصة الدوري العام لكرة القدم سيضاعف أعباء الاستمرار على الأندية المشاركة في الدوري، ناهيك عن الخوف من الانتقال لمحافظات ومناطق الصراعات.
وهنا من يقول إنه حريص على إقامة مباريات الدوري في تلك المناطق من باب عدم استمرار الحظر على الملاعب فهو يقرأ الواقع بصورة مقلوبة، فاستمرار الحظر سيستمر؛ لأنه مهما حاول الاتحاد العمل من تجميل الصورة لدى الفيفا فإن ما ينقله الإعلام لن يشفع له في إقناع الفيفا بوجود أمن في ملاعبنا خاصة وأن هناك سيطرة على ملاعب بعض الأندية وهناك هجوم تتعرض له شخصيات رياضية كما حصل لمنزل رئيس الاتحاد في الحديدة من قبل أحد أطراف الصراع السياسي في البلد والذين أوصلونا إلى الخوف حتى من المجهول.
هذا فيما يتعلق بالدوري العام لأندية الأولى التي لم يتبق له سوى أسابيع ويختتم لو سار على نفس «الزرة» دون توقف، وهناك تصفيات الدرجة الثالثة التي من بعدها يفترض إقامة دوري الدرجة الثانية بعد تحديد المتأهلين للثانية، ففي هذا الجانب الأندية استعدت منذ فترة وبظروف مالية صعبة وأكثرها يقوم على «السلف» و«الدّين» و«الشحت» بل حتى الأندية صارت مديونة للاعبيها برواتب لأشهر منذ بداية الإعداد وخاصة الثانية التي مواردها أقل بكثير من الأولى.
والأندية التي تحترم نفسها وتحترم لاعبيها فقد صارحتهم بوضعها المالي وأطلعتهم على الصورة المالية فيها فوضعتهم في المشهد، ومن تلك الأندية إدارة نادي الرشيد بتعز التي التقت بلاعبي الفريق الأول لكرة القدم الذي ترعاه الشركة اليمنية للصناعة والتجارة مقابل خدمات إعلانية تستفيد منها الشركة خلال الدوري، فالرشيد وقع عقد الرعاية مقابل استحقاق مالي يمنح للنادي نظير ارتداء شعار الداعم وما يحدده من منتج يكون على ملابس فرق الرشيد، ومنها فريق كرة القدم، مع أنه كنا نتمنى أن ترتقي الرعاية إلى رعاية أكبر من ارتداء الشعار والترويج فقط، كنا نتمنى أن تشمل الرعاية فترة الاستعداد والتجهيز وتتولى صرف مرتبات اللاعبين والجهاز الفني كرعاية حقيقية من الألف إلى الياء، أما في المفهوم الحالي للرعاية فإن الشركة الداعمة من حقها الإمساك عن الصرف وتنفيذ بنود العقد حتى إقامة الدوري، ونتمنى أن تدرس الشركة فكرة تبني الرشيد كفريق للشركة يمثلها في كل المنافسات والمشاركات ويوضع له آلية في الإشراف والمتابعة بما لا يخل بمشاركته ومنافسته في الفعاليات الرسمية.
وأمام الأمر هذا التقت الإدارة الرشداوية بلاعبي الفريق الأول ووضعتهم في الصورة وأمام الخيارات كل واحد أمرّ من الآخر، وقد تفهم اللاعبون الوضع وقبلوا بما طرحت من مقترحات عليهم، والأصعب أن يواصلوا التمارين في ظل الظروف الحالية للنادي وبما طرح عليهم بالآجل «الكلع» إلى حين توفر موارد مالية تدخل حساب النادي، وهذا موقف يحسب للاعبين وموقف تسجله إدارة الرشيد أمام لاعبيها في مصارحتهم ومكاشفتهم للفريق بوضعها، وفي نفس الوقت رسالة توجهها للداعمين والممولين للرياضة أن يغيروا من أهداف الدعم للأندية في أن تكون الرعاية شاملة استعداد ورواتب ومستلزمات الفترة.
عمق الهامش:
التعثرات التي تعيشها الأندية وتمر بها الكرة اليمنية اليوم تضع الوزارة واللجنة الأولمبية اليمنية أمام مسؤوليات وواجبات في الإسراع برسم سياسة جديدة للرياضة تكون خالية من السياسة التي تتسبب في تراجع الرياضة بما فيها الكرة إلى الوراء لسنوات طويلة.
كما أن الوضع المالي للأندية يستلزم من وزارة الشباب أن تعيد النظر في الدعم الممنوح للأندية من موارد صندوق النشء والشباب والرياضة، بحيث يكون الدعم مقارباً ومماثلاً ومحاكياً للواقع الذي تعيشه الأندية لا كما هو ملموس وضع سيىء في دعم سيئ، وفي النهاية لن يكون هناك إبداع وتقدم للرياضة.