هكذا هم وهكذا نحن!؟

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

حين أقلعت بنا الطائرة من مطار اتاتورك في اسطنبول التركية متوجهة إلى العاصمة الأوزبكية طشقند التي أزورها للمرة الأولى وذلك لغرض حضور فعاليات بطولة رياضية في أواخر شهر نوفمبر الماضي كان في خلدي حينها أنني ربما أواجه صعوبة فليس لدى علم بموقع السكن وكذلك ليس معي من اللغة الروسية سوى بضع كلمات من زمن الرفاق وكنت واضعاً آمالي على ما أملكه من إجادة بسيطة للغة الإنجليزية كمنقذ أخير في الوصول للهدف المراد ..لكن حين أن هبطت الطائرة التركية ووضعت رحالها قرابة الساعة الثالثة فجراً في مطار طشقند كنت أترقب ماذا سيكون أمامي من مشهد خاصة وأن الوقت متأخر وبيننا وبين طلوع أشعة الصباح ساعات ويقولون يأتي الصباح وتنقشع الغمة.

إلا أن كل ذلك تبدد حين تفاجأت بما ليس في الحسبان كان حاضرا لحظتها وبصورة أذهلتني قبل أن أغادر كرسي الطائرة حيث سمعت من ينادي باسمي من السماعة الداخلية للطائرة واسم شخصين آخرين من دول أخرى هم ضيوف أيضاً على البطولة ويرشدنا أن هناك من سوف يستقبلنا عند سلم الطائرة وساعتها شعرت بشيء من الطمأنينة وربما الفخر كوني لأول مرة أجد من يناديني بالاسم في الطائرة ويستقبلني بعدها بسيارة خاصة ويتم نقلي إلى صالة التشريفات بل ويأتي بعدها بأغراضي ويتم أخذ جواز سفري ومعاملته وسط ترحاب غير عادي بشخصي حقيقة من كثرة سعادتي بتلك الحفاوة التي لاقيتها من الأوزبك لم أشعر بدقائق تلك اللحظات الرائعة حتى وصولي للفندق .. حقيقة تذكرت حينها كثيراً كم هو الفرق بين هذه الحفاوة الرائعة وحفاوة إخواننا العرب في مثل هكذا بطولات حين يرضحوك لساعات في مطاراتهم وأحيانا ربما يقال لك أن اسمك مشابه لبعض منهم في (البلاك لست) وعليك بالانتظار حتى التأكد من هذا التشابه تخيلوا أن ذلك يحصل وإن كنت أتيت في إطار دعوة رسمية من أحد الاتحادات الرياضية لتلك البلد بل إنهم لا يرحمون حتى الرياضي المشارك كما حصل لأفراد المنتخب في خليجي 19 في عمان حين منعوا من الدخول بحجة غريبة عجيبة وهي أن هناك لاعبين لم يتم منحهم تأشيرة أليس هذا مخجلاً.؟


للأسف إنه كذلك ولهذا ظللنا محلك سر كوننا نتعالى على بعضنا البعض ونتناحر فيما بيننا البين بطباع غريبة ليس فيها من قيمنا وأخلاقنا وأعرافنا أكثر من أنها تختزل الشيء الكثير من التخلف الديني والحضاري وهو الأمر الذي جعلنا أمام أخلاق وتعامل الآخرين أقزاما فهل نتعظ ونستفيد من الدروس أم نظل نغرد عن سلوك وتنظيم الآخرين ومعاملتهم الراقية سوى مع ضيوفهم أو في حياتهم العامة.