الرياضة اليمنية ..فضائح عابرة للقارات

Monday 30 November -1 12:00 am
الرياضة اليمنية ..فضائح عابرة للقارات

- الصورة تعبيرية

رصد خاص: عبدالملك الجرموزي M733434485@gmail.com
----------

«المال العام يُهدَر في بطولات «وهمية» ونجاحات «مزورة» والرياضة اليمنية غالباً ما تعود من المشاركات الخارجية مثقلة «بالعار»..

فضائح الرياضة اليمنية لها أول وليس لها آخر.. المتسببون في حدوثها معروفون، ولا تُعرف جهة ما لمحاسبتهم.. وحين يلطّخ فاسدون سمعة البلد في المحافل الدولية، لا يبدو أحد مكترثاً لذلك.. ما يوحي بأن تدميراً ممنهجاً تتعرض له رياضتنا، من خلال استهداف ناشئينا، كما حصل في كوريا الجنوبية للبراعم والمنتخب المدرسي «مؤخراً»، وأيضاً بضرب سمعتها خارجياً بأفعال مخجلة ومن المعيب جداً عدم محاسبة المتسببين فيها..

لم نسمع يوماً عن محاسبة فاسدين، لكننا نسمع دائماً ونشاهد خيبات رياضتنا المتوالية، وفضائحها التي أضحكت «العالم» وجعلتهم يتحدثون عنها بسخرية: هل يتعمّد المسئولون اليمنيون الإساءة لبلدهم؟. ولا أحد يجيبهم، ربما لأن قيادات «اليمن» الرياضية لا تحب اليمن، أو لأنها شريك أساسي ولاعب مؤثر في كل هذا الفساد الذي تجاوز حدود البلد الداخلية وأصبح عابراً للقارات.. وكيف لا تكون عابرة للقارات واتحاداتنا تنقلها معها أينما ذهبت، في بطولات الخليج والفعاليات الآسيوية والاستحقاقات الرياضية الدولية المختلفة..؟.. هنا نحاول أن ننبّه المسئولين عن رياضتنا إلى فداحة «الجُرم» الذي ألحقوه برياضتنا، سواءً كشركاء أو «متواطئين».. وفي كل الحالات اليمن تخسر بأيدي أبنائها «العصاة»..
«ماتش» تستعرض في الأسطر التالية فيضاً من غيض فضائحنا الرياضية، وتأمل تحرك الجهات المعنية لإيقاف تلك الفضائح التي يجب تقديم المتسببين فيها إلى المساءلة القانونية باعتبارهم فاسدين وخونة..

قال إنه سيرفع برسالة إلى رئيس الجمهورية للإفراج عن مستحقات المشاركات الخارجية..
لماذا لا يحاسب «الإرياني» الاتحادات؟
الأربعاء الفائت قال معمر الإرياني وزير الشباب والرياضة في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس اتحاد الكرة إنه سيرفع رسالة إلى رئيس الجمهورية يطالبه فيها الإفراج عن المستحقات المالية الخاصة بالمشاركات الخارجية..
ماذا لو أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي طالب بالمقابل بمحاسبة المتسببين في فضائح مشاركات اتحادات الرياضية الخارجية؟ وماذا لو أنه اشترط الإفراج عن مستحقات الخارجية بشرط أن لا تمنح للاتحادات التي رافقت مشاركتها فضائح أساءت للوطن وشوّهت سمعته..؟
هل سيدافع الإرياني عن تلك الاتحادات، أما سيفتح تحقيقاً جاداً معها، ويقدم “الفاسدين” إلى القضاء..؟
تحتاج رياضتنا إلى قيادات تحترم البلد، وتجعله فوق مصالحها الشخصية.. ويبدو الوزير معمر الإرياني متحمساً لإحداث تغيير حقيقي في المنظومة الرياضية، من خلال حرصه على إيجاد شراكة حقيقية وفاعلة بين الاتحادات الرياضية والوزارة، شراكة تقوم على المصداقية وشرف التنافس، لكن الوزير الشاب اصطدم بحيتان فساد، ولم يقوَ أو لم يمتلك إرادة إيقاف عبثهم برياضتنا.
ووسط كل المشكلات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالوطن، ستبدو مطالبة “الإرياني” الإفراج عن مستحقات المشاركات الخارجية مطالب عبثية لا أكثر، كون البلد لم يعد يحتمل مزيداً من الأعباء المالية خاصة تلك التي لا يجني منها سوى ميداليات ذهبية وفضية “وهمية” تفوح منها روائح التزوير في السجلات واستغفال الجميع بما فيهم الوزير نفسه، فضلاً عن تحقيق مراكز متأخرة في التصنيفات الدولية.. وقائمة طويلة من المشاركات الخارجية أنفقت عليها الدولة مبالغ طائلة وخرجت منها رياضتنا تجر أذيال الخيبة ويلاحقها عار الفساد.

«جنون العظمة» المسيطر على رئيسة اتحاد رياضة المرأة يجعلها تبحث عن نجاح «وهمي» في بطولات «ودية»..نظمية غلبت «الرجال» ولكن..!!
ثمة من يعتبر السيدة نظمية عبدالسلام أفضل من تولى رئاسة اتحاد رياضي في بلادنا، ربما هي كذلك إلى حدٍّ ما، لكن يبدو أن طموح رئيسة الاتحاد اليمني لرياضة المرأة يجعلها تقع في مطبات المبالغة بالاحتفاء ببعض النجاحات التي يحصدها اتحادها في بطولات غالباً ما تكون “ودية”.
طموح نظمية عبدالسلام التي تدير صندوق النشء، شيء إيجابي يحسب لها حتى إن وقعت في بعض الأخطاء، فيكفي أنها استطاعت خلق كيان رياضي يحتوي مواهب الفتيات في مجتمع يُكشّر عن أنيابة في وجه النساء.. ويرفض بشدة قبول فكرة أن تكون “لاعبة”.
وما يحسب لنظمية عبدالسلام أنها استطاعت الظهور بصورة متألقة وسط ضبابية المشهد الرياضي اليمني.. لكنها انجرت وراء التسويق المبالغ فيه لكل ما تقوم به من أعمال، سواء إدارية أم رياضية تخص اتحادها.
تحرص نظمية عبدالسلام على أن تواكب مشاركاتها الخارجية بتغطية إعلامية مكثفة، تسبق المشاركات وترصد تفاصيل المعسكرات الإعدادية وتتحدث عن تلك المعسكرات بمدح وإسهاب، يوحي للشارع الرياضي أن الميداليات الذهبية في البطولة التالية للمعسكر الإعدادي ستحصدها لاعبات منتخبات اليمن لألعاب القوى، أو الجودو، والجمباز وغيرها..
اتحاد رياضة المرأة، ليس بحاجة إلى تلميعه ولا إلى الثناء عليه بالحق والباطل، فهو قياساً على واقعنا وإمكانياتنا اتحاد ناجح، لكنه مازال بحاجة إلى ترتيب أوضاعه وتسخير إمكانياته “المالية المهولة” - مقارنة مع بقية الاتحادات - في سبيل تجهيز لاعبات منتخباته المختلفة، صحياً أولاً.. فمن المخجل أن تظهر نتائج فحوصات بعض اللاعبات معاناتهن بأمراض كالبلهارسيا والسكري وسوء التغذية.. فكيف لجسدٍ هزيل بفعل المرض أن ينافس وينتصر..؟!
البطولات “الوهمية” أو “الودية” كبطولات غرب آسيا التي تشارك فيها “5” منتخبات منها “فلسطين والأردن والبحرين” ويأتي ترتيب منتخباتنا في المركز الثالث أو الرابع، ثم ويعتبر ذلك إنجازاً.. تلك البطولات وما يسبقها وما يتبعها من أفعال لن تخدم رياضة المرأة مستقبلاً، وعلى الرئيسة نظمية أن تدرك جيداً أنها ـ بما تملك من إرادة نجاح ـ قادرة على تحقق إنجازات حقيقية بشفافية تعزز من تفوقها على كل رجال الرياضة في بلادنا.

مغامرة «منتخب الأمل» المثيرة للإعجاب لم تستمر طويلاً، الإهمال والفساد أوقفته عند إنجاز وحيد وغير مسبوق ولن يتكرر..
معاقبة جيل ذهبي
إنجازاتنا التي نستطيع الحديث عنها بزهو وافتخار، يعود الفضل في تحقيقها إلى الناشئين والبراعم في أغلب الألعاب الرياضية، كمنتخب “الأمل” الذي أوصل اليمن إلى نهائيات كأس العالم للناشئين بفنلندا، وقدم هناك مستويات مشرفة، رغم أنه واجه منتخبات عريقة وتسبقنا في تطورها بسنوات ضوئية كالبرتغال والبرازيل والكاميرون..
تأهُّل منتخب الأمل إلى مونديال الناشئين 2002 جاء بعد جهدٍ كبير وأداء مبهر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات آسيا للناشئين والتي استطاعوا أن يصلوا فيها إلى منصة التتويج كوصيف لبطل آسيا المنتخب الكوري.
إنجاز غير مسبوق لكرتنا، ولرياضتنا، لم يتكرر حتى الآن، رغم أن توفقنا بمنتخبات للناشئين والبراعم قدمت مستويات متميزة، لكنها اصطدمت بعقبة الإهمال التي صادرت طموح جيل رياضي كان يبشر بالخير، وآمال شارع رياضي كبير يحتاج بشدة إلى أن يفرح ولو قليلاً!!. بعد مغامرة منتخب “الأمل” وبقية المنتخبات التي جاءت بعده مباشرة وأظهرت أن لدينا مواهب رائعة تفتقد للاهتمام، دخلنا في معترك مقاومة الإحباط، فقد اجتهد مسئولو الرياضة في بلادنا على وأد تلك المواهب الواعدة، وأمعنوا في الإساءة لرياضتنا الوطنية.
مواهبنا الصغيرة وحدها جعلتنا نتباهى بوطننا حين اعتلوا منصات التتويج ورددوا بحماس نشيدنا الوطني.. نجاحات الناشئين ليس للمسئولين فضل في تحقيقها، والدليل أن تلك النجاحات لا تتواصل في مراحل متقدمة للمنتخبات كالشباب والمنتخبات الوطنية.
وبالرغم من كل ذلك إلا أن الأمر لم يخلُ من فضيحة مصادرة اتحاد كرة القدم آنذاك لمبلغ “2” مليون دولار كان الاتحاد الدولي لكرة القدم منحها لمنتخب الناشئين مقابل وصولهم ومشاركتهم في كأس العالم للناشئين.
اتحاد القاضي أخفى المليوني دولار، ولم يتم الكشف عن المبلغ إلا بعد رحيل محمد عبداللاه القاضي من رئاسة الاتحاد.. مبلغ الـ2 مليون دولار، ذهب إلى جيوب القاضي وبعض رفاقه المقربين في قيادة اتحاد الكرة، وأحدث شرخاً وخلافات بين القاضي ووزير الشباب آنذاك عبدالرحمن الأكوع، لكن الخلاف لم يرقَ إلى المحاسبة، بينما كان بإمكان هذا المبلغ المهول ـ قياساً على ما يتم صرفه على منتخباتنا بصورة طبيعية ـ أن يسهم في مواصلة نجوم منتخب الأمل في تحقيق إنجازات على غرار إنجازاتهم الاستثنائية عامي 2002 ـ 2003.

المهدي: مسئولون في وزارة التربية وراء «فضيحة سول»
في المهرجان الآسيوي للبراعم الذي تكفلت باستضافته كوريا الجنوبية حصلت اليمن على المركز الأول وحققت بلادنا مشاركة إيجابية، عدا أن الصورة التي ظهرت به بعثتنا جاءت معيبة بحق الرياضة اليمنية، إذ لم يكن حضورنا مشرفاً عندما طاف لاعبونا حفاة..!!. وفقاً لرئيس البعثة نبيل المهدي الذي قال: لقد حققنا النجاح الميداني واكتسبنا تعاطف الحضور.. وقال: الذي حصل بأن لحظة المشاركة شارفت في وقت ضيق ولم تكن الأمور تسمح بسحب الميزانية التي تم إعدادها.
رئيس الاتحادات والأندية يوضح: في حينه تلقينا دعوة المشاركة فجأة فيما لم نكن قد رتبنا لذلك، لكننا لجأنا إلى وزارة التربية والتعليم لتحمّل نفقات المشاركة، فيما وزارة التربية حمّلت موضوع ميزانية المشاركة على وزارة الشباب والرياضة، ونحن في والوزارة وفرنا جميع مستلزمات المشاركة من أدوات رياضية، لكننا لم نستطع إيجاد الأبوات الكوتش، وهذه كانت مشكلتنا الوحيدة.. وتبقى علينا توفير مصروفات البعثة والتي كان يفترض على وزارة التربية بأن تتحملها، باعتبار النشاط يخص هذه الجهة ووزارة التربية قابلت ذلك بمنح سلفة مالية مقدارها 2000 دولار تم صرفها من أمين صندوق التربية والتعليم، سلمت بيد أحمد سعيد إداري البعثة، وهو المبلغ الذي تم اعتماده للبعثة كاملة.
“المهدي” يحاول هنا تحميل وزارة التربية والتعليم سبب “الفضيحة” في كوريا، وبالتأكيد لو سألنا المسئولين بوزارة التربية سيحمّلون وزارة الشباب والرياضة المسئولية.. وهكذا تمر “الفضيحة” كما لو أنها لم تسئ للوطن ولم تحبط جيلا صغيرا لا يدرك أن أحلامه وأبداعاته تصطدم بحائط فساد لا يمكن لآمالهم أن تنفذ منه أبداً.

فضائحنا تصل إلى كوريا!!
مؤخراً، في المهرجان الآسيوي للبراعم الذي احتضنته العاصمة الكورية سول، بدا لاعبونا الصغار بمظهر تعيس ويدعو للشفقة والخجل وهم ينتعلون “الصنادل”.
فضيحة “مدوية” تستدعي محاسبة المتسببين فيها، كونهم عجزوا عن توفير أحذية رياضية للاعبي منتخب البراعم.
المسئولون في وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة تسببوا في الإساءة لسمعة “اليمن”، لكنهم لا يشعرون بالخجل ولا يعنيهم ما لحق بلاعبين هم عماد مستقبله من تشويه.
ولأن “الفضائح” لا تأتي فرادى، ولأن عداد فضائح رياضتنا لا يتوقف، فقد تعرضت بعثة منتخبنا المدرسي لكرة القدم الذي غادر مطلع أغسطس الجاري إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في مهرجان آسيوي للبراعم، وما إن وصلت البعثة إلى العاصمة الكورية حتى اكتشفت قيادة البعث أنها نسيت الكرات..!!

تزوير وذهبيات «فالصو»!!

في العام 2010 فجّر الأمين العام المساعد للاتحاد العربي وأمين عام اتحاد الكونغ فو نبيل الجائفي مفاجأة من العيار الثقيل، اعتبرها كثير من النقاد الرياضيين مفاجأة تكشف عن حجم الفساد في وزارة الشباب والرياضة وسيناريوهات التكريمات الوهمية لبعض الألعاب التي تشارك في بطولات غير رسمية.. الجائفي كان قد كشف من خلال مراسلته مع الاتحاد الصيني للكونغ فو عن فضيحة تزوير نتائج لاعبي منتخب الكونغ فو، حيث تم الاحتفاء بإحراز اللاعبين “3” ميداليات ذهبية و”3” فضية.. رغم أنه لا توجد أية أوراق رسمية تؤكد صحة تلك النتائج.. فضائح الكونغ فو لم تقتصر على الكذب في النتائج، بل والتزوير في أعمار اللاعبين وغيرها، وما ترتب عليها من فساد مالي تمثل بصرف مكافآت مالية ونفقات ذهبت في مهب “الصمت”..!!

قال إن مجلس النواب سيحارب الفساد الرياضي..
العزاني: «التعليم» و«الرياضة» التزمتا بالرد على تساؤلاتنا
«ماتش» حملت تساؤلاتها عن سبب تجاهل مجلس النواب محاسبة المتسببين في تشويه صورة «اليمن» خارجياً من خلال جملة فضائح لم يعد مقبولاً السكوت عنها.. الخضر العزاني ـ مقرر لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب قال لـ«ماتش»: في وقت سابق تم استدعاء وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة لمساءلتهم عن حالات فساد صاحبت منتخبينا “المدرسي” و”البراعم”.
وأضاف: وقد تم إعطاؤهم مهلة حتى نهاية إجازة العيد ما لم سنقف أمام كل المشاكل الرياضية، بما فيها التوصيات المقدمة من وزارة الشباب والرياضة.
وأكد العزاني: سنفتح باب المساءلة أمام المشاريع التي لم تنفذ، وكذلك سنتطرق لأعمال صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة.. وسنحاول الاطلاع ومعرفة إذا ما وصلت توجيهاتنا في مجلس النواب بعمل لوائح للصندوق.

"ماتش"