سالم عوض حارس المنتخب الأول:استبعادي كان بقرار غير فني

Monday 30 November -1 12:00 am
سالم عوض حارس المنتخب الأول:استبعادي كان بقرار غير فني
----------

حاوره : عبدالله مهيم

فجّر مدرب المنتخب الأول الأسبوع الماضي قنبلة شديدة الانفجار عندما استبعد الحارس الدولي سالم عوض من قائمة المنتخب المشاركة في بطولة غرب آسيا المقامة حالياً بالكويت، تاركاً الشارع الرياضي يغلي ويتساءل عن سبب هذا الاستبعاد المفاجئ للحارس الأول في البلاد خلال العقد الأخير.. «ماتش» اتجهت نحو المعني بالأمر الكابتن سالم عوض وحاصرته بالأسئلة في محاولة منها لإشفاء غليل المتابع الحيران ووضع النقاط على الحروف، لكنه كعادته كان متألقاً في صد بعض الأسئلة وتفادي البعض الآخر بطريقة مهذبة لنخرج معه في الأخير بالحوار التالي:
* كان قرار استبعادك من المنتخب صدمة كبيرة لم يتوقعها أحد أبدا.. الجمهور يريد معرفة أسباب القرار المفاجئ منك شخصياً؟
ـ في البداية أشكر صحيفة “ماتش” على هذه الاستضافة اما عن سؤالك فقد يستغرب المتابع إذا قلت انني حتى اللحظة لا أعرف سببا واضحا لاستبعادي من قائمة المنتخب، وحقيقة انا لا أحب ان اتكلم في هذا الموضوع كثيرا ومن طبعي انني لا أحب إثارة أي مشاكل فقد احترمت قرار المدرب وفي الأول والأخير انا لاعب كرة قدم يتم استدعائي واستبعادي من المنتخب مثلي مثل كل لاعبي كرة القدم في العالم.
* لكن هل كنت تتوقع الاستبعاد وهل تفاجأت به، وكيف كان شعورك عندما أبلغت بذلك؟
ـ في البداية أصدقك القول انني لم أكن أتوقع الاستبعاد من المنتخب حيث انني محافظ على مستواي طوال السنوات الماضية لكنني في نفس الوقت لم أتفاجأ بالقرار عطفا على بعض المعطيات في الفترة الأخيرة، فمن بداية معسكر القاهرة كان تعامل المدرب معي واضحاً جدا حيث كان لا يعيرني أي اهتمام مع ان المنطق يحتم عليه ان يمنحني فرصة ومن ثم يقيم مستواي فقد استلم المهمة وانا الحارس الأول، وللأمانة كنت أشعر انني خارج حساباته من عدم متابعته لي بالتمارين ثم جاءت المباريات التجريبية لتؤكد ذلك بالإضافة الى إصراره على أخذ حارسين فقط الى البطولة رغم ان كل المدربين يأخذون ثلاثة حراس عندما تكون أمامهم مباراة واحده فقط فكيف الحال وانت ذاهب الى بطولة تنافسية ستلعب فيها ثلاث مباريات على أقل تقدير.. عموما انا احترمت القرار ولا أخفي انني كنت حزيناً لابتعادي عن خشبات المنتخب خصوصا واستبعادي لم يكن بسبب تقصير مني أو يرجع الى أمور فنية تتعلق بمستواي في الملعب.
* كيف تقول ان استبعادك لم يكن على أسس فنية والمدرب في تصريح له قال انه استبعدك بناء على رأي مدربي الحراس خالد عاتق والالماني ومحمد جعوان؟
ـ هذا الكلام غير صحيح وأراد المدرب به ان يبرر موقفه غير الواضح ويمكنك ان تسأل مدربي الحراس عاتق وجعوان وانا راضٍ بما يقولون، شوف خلاصة الكلام استبعادي كان بقرار غير فني ولا أحد يعرف السبب إلا المدرب نفسه.
* المحير في الأمر ان استبعادك جاء بعد قنبلة استبعاد أفضل لاعبي المنتخب علاء الصاصي والسبب الفني الذي برر به المدرب قراراته لم يقنع أحداً.. فذهب البعض الى الحديث عن وجود أمور خفية قد لا ترتبط بالمدرب وراء موضوع استبعادكما ما صحة ما يتداول هنا وهناك؟
ـ لا أحد يستطيع ان ينكر ان استبعاد الصاصي كان مفاجئا للجميع وأولهم نحن لاعبي المنتخب ولا أعتقد ان استبعاده كان على أساس فني لسبب بسيط جدا هو ان المدرب لم يشاهده نهائيا ولم يتدرب معنا حتى تمريناً واحداً، اما الحديث عن وجود أمور خفية لا ترتبط بالمدرب فلا علم لي بذلك فنحن نتعامل بالظاهر وحسب التخصصات فالمدرب من بيده قرار الاستبعاد أو الإبقاء لأي لاعب ولا يمكن ان تلقى اللائمة على غيره مهما كان حتى وإن كان هناك أناس آخرون لهم يد في الموضوع.
* بعيدا عن اختلافك مع المدرب وعدم ارتياحك له شخصيا.. كيف ترى مسيرته مع المنتخب وهل ترى ان ما وعد به في خليجي 21 من تحقيق فوز وتعادل ممكن؟
ـ موضوع تقييم عمل المدرب ليس من اختصاصي فذلك أكبر مني لكن ممكن ان ننظر الى نتائج المنتخب تحت قيادته فقد خسرنا المباريات التجريبية الثلاث في معسكر القاهرة رغم انها مع فرق عادية وصحيح ان المباريات التجريبية لا تعتبر مقياسا حقيقيا لكنها تعطيك مؤشراً على استعداد وجاهزية المنتخب، في اعتقادي ان وعد المدرب بتحقيق فوز وتعادل في خليجي البحرين يعتبر نوعا من التفاؤل الزائد رغم انني أتمنى ان يتحقق ذلك فهذا سيكون إنجازاً لليمن في الأول والأخير لكن كسب أربع نقاط في بطولة الخليج ليس بالأمر السهل بمعنى انك يمكن تتأهل عن المجموعة ولم يبق بينك وبين النهائي إلا مباراة واحدة وهذا إنجاز كبير.. وإذا كنا لم نستطع من الظفر بنقطة واحدة في خليجي 20 بقيادة المدرب الخبير ستريشكو وقد استعدينا للبطولة بطريقه لم يسبق لها مثيل ولعبنا على أرضنا وبين جمهورنا فكيف سنحقق أربع نقاط واستعدادنا لا يصل الى ربع ما كنا عليه في البطولة السابقة.. عموما أتمنى ان يتحقق ما وعد به المدرب وحينها سأكون أكثر الفرحين.
* تدربت على أيدي العديد من المدربين خلال أكثر من عقد، في رأيك من أفضل من تحمل قيادة المنتخب وهل أنت من مؤيدي المدرب الأجنبي أم المحلي؟
ـ بدون تردد أفضل مدرب مرّ على المنتخب هو الكابتن ستريشكو فقد بدأ يطور من أداء المنتخب كثيرا واستفدنا منه بصورة لا تتصورها وفي رأيي ان اتحاد الكرة قد استعجل في إقالته ولو كان استمر حتى اللحظة لكان المنتخب الآن في مستوى غير عادي وممكن ان نراهن على تحقيق مفاجأة في خليجي المنامة.. أنا من مؤيدي المدرب الأجنبي ولكن اذا تم التعاقد معه منذ فترة طويلة من البطولات أما في الفترة الحالية كنت أتمنى ان تسند المهمة لمدرب محلي كاستمرار الكابتن سامي النعاش نظرا لضيق الوقت ولمعرفته بقدرات اللاعبين ولإكمال المشوار بعد بطولة كأس العرب بجدة والتي ظهرت بصماته فيها وتحسن أداء المنتخب بطريقة أشاد بها الجميع رغم خسارتنا في مباراتين من أصل ثلاث.
* هل يمكن ان يؤثر قرار الاستبعاد على مسيرتك مع المنتخب، أي قد نسمع مثلا اعتزالك اللعب دوليا؟
ـ يضحك.. ثم يقول: الاعتزال سنة حياة اللاعب ولا يرتبط بقرار خروج اللاعب من المنتخب في إحدى المشاركات وبالنسبة لي فقرار الاعتزال مرتبط بعدم قدرتي على العطاء ولا شيء غير ذلك، أما بالنسبة للمنتخب فكما أكدت سلفا انني أحترم قرار المدرب صاحب الشأن في الاستبعاد إلا انني في نفس الوقت أؤكد انني سأعود قريبا لحماية شباك المنتخب لثقتي بقدراتي وحبي لكرة القدم وبذل كل ما أستطيع لتطوير مستواي والحفاظ على الصورة التي ترضي الجماهير واحبتني من خلالها.
ـ يمكن لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات تتابع مباراة للمنتخب عبر الشاشة الصغيرة، صف لنا شعورك وايهما أفضل المتابعة من التلفزيون أم من المرمى؟
ـ يقاطعني في الكلام ويقول: لا وجه للمقارنة.. بالتأكيد الأفضل المتابعة من المرمى، فالمتابعة من التلفاز متعبة جدا وقد كانت أعصابي متوترة ومرت علي الـ90 دقيقة كأنها دهر، للأمانة رغم انني بعيد عن أرضية الملعب بآلاف الكيلومترات إلا انني كنت مع زملائي بجوارحي وكأنني في الملعب وتمنيت ان يحققوا الفوز على البحرين لكن قدر الله وما شاء فعل.
* كيف رأيت مستوى المنتخب أمام البحرين في بطولة غرب آسيا؟
ـ المنتخب قدم أداء جيدا إذا نظرنا الى الأمر من زاوية الخطة التي وضعها المدرب والتكتيك الذي ألزم اللاعبين به ولولا فرصة الهدف الوحيد لكانت الخطة الدفاعية التي لعب بها المنتخب قد نجحت، لكن اذا نظرنا الى الأمر من زاوية عامة فأرى من وجهة نظر شخصية ان أداءنا تراجع كثيرا والدليل ان منتخب البحرين الذي فاز علينا الآن كنا قد هزمناه بهدفين نظيفين قبل فترة قصيرة في بطولة كأس العرب وقدمنا أمامه أداء رفيعاً جعله يظهر أمامنا قزما.. وفي الأخير فإن من المؤكد ان هناك في اتحاد الكرة من الفنيين والمختصين من يقيم أداء المنتخب ويعمل كل ما من شأنه تطور ورفعة الكرة اليمنية.
* نترك المنتخب جانبا.. ماهي وجهتك في الموسم القادم هل ستستمر في الاحتراف في عمان أم أن هناك أموراً مستجدة؟
ـ لا أعتقد انني سوف أستمر في الدوري العماني فالعروض التي تحصلت عليها هذا الموسم لم تلبِّ طموحي وتناسبني مما جعلني أقرر العودة الى اللعب في الدوري المحلي، ويمكنك القول انني قد أصبحت هلاليا بنسبة كبيرة جدا بعد الاتفاق مع الإدارة الهلالية على كل شيء وربنا يوفق.
* لم نعد نرى بروز حراس مرمى في الفترة الأخيرة، هل يعني ذلك اننا نعاني من مشكلة حقيقية في هذا المركز على المستوى المحلي، وماهو الحل من وجهة نظرك؟
ـ أتفق معك اننا نعاني من مشكلة كبيرة في مركز الحراسة ومن وجهة نظر شخصية أرى ان السبب يرجع الى عدم وجود مدربي حراس مؤهلين في الأندية الى جانب عدم اهتمام الأندية بمدربي الحراس، فتدريب الحارس منذ الصغرعلى أسس علمية حديثة وعلى يد مدرب مؤهل ومتخصص يفرق كثيرا معه ويساعده على تطور مستواه وإعداده بصورة سليمة تمكنه من التألق في مركزه، وفي اعتقادي ان الحل يكمن في الاهتمام بمدربي الحراس في الأندية وإقامة الدورات المتخصصه لهم بشكل دوري، فمدربو الأندية وتحديدا القائمين على الفئات العمرية هم الأساس وجوهر القضية.
* ناديك الأصلي حسان انهار مؤخرا ووصل حاليا الى حالة الموت السريري بهبوطه الى الدرجة الثالثة، ماذا يمكن ان تقول وأنت تتابع هذا المشهد الحزين؟
ـ يتنهد بقوة.. ويسكت للحظات ثم يقول: ماذا عساني ان أقول.. انها مأساة وشيء لا يصدق ودليل واضح ان الرياضة في هذا البلد تتراجع، فبالله عليك عندما ترى ان أكاديمية النجوم ومصنع المواهب الفاخر تنهار أمام الجميع والكل يتفرج ماذا عساك ان تقول إلا على الرياضة السلام.. والمشكلة ان البعض ينظر الى الموضوع على أنه خسارة على أبناء أبين أو النادي فقط ولا يدرون ان انهيار هذا الصرح العملاق أكبر خسارة على الكرة اليمنية والكل متضرر من ذلك.. بدون شك ان ما حدث لحسان شيء مؤسف للغاية ولا يتقبله عقل فهذا النادي له أفضال على كل أندية البلاد والمنتخبات الوطنية ومسئولية انهياره يتحملها الجميع بدون استثناء وأتمنى من الجهات المختصة وكل محبي وداعمي الرياضة ان يقوموا بواجبهم تجاه حسان فصحيح ان الوضع قد وصل الى مرحلة الخطر إلا ان الأمل في إنقاذه وإعادته الى مكانه لايزال ممكنا وليس مستحيلاً.
* ظهر ان لك ميولاً للعب كمهاجم وتسجيل الأهداف من خلال مشاركتك في المباريات الاحتفالية والمسابقات الشعبية، هل يعني ذلك انك تحب مركز الهجوم وان ظروفاً معينة هي من أوصلتك الى حراسة المرمى ولم يكن باختيارك؟
ـ لا بالعكس أنا من اخترت مركز الحراسة وأحب هذا المركز من طفولتي وكنت أحلم ان اكون أحد الحراس المعروفين على مستوى البلاد وأعتقد انه لولا حبي وعشقي لهذا المركز وجهودي المستمرة في تطوير مستواي لما وصلت الى ما انا عليه الآن.. أما بالنسبة للعب كمهاجم فهو أمر من باب الترفيه، حيث إن مركز الحراسة مركز متعب يتطلب منك تركيزاً كبيراً ودائماً ويكفي ما أبذله في تمارين النادي والمنتخب والمباريات لذا أحببت ان اريح نفسي قليلا في المباريات الاحتفالية والتي هي نادرة جداً.
* مادام تقول ان مركز الحراسة متعب.. طيب لو كان الأمر بيدك هل ستمنع ابنك عادل من اللعب في هذا المركز مستقبلا؟
ـ بالتأكيد نعم سوف أمنعه وأنصحه في الاتجاه الى أي مركز آخر.. صدقني مركز الحراسة مركز حساس ومتعب جدا ويتطلب منك جهداً إضافياً وتركيزاً عالياً في كل ثواني اللعب ولا أبالغ إن قلت انه يأخذ من عمر الإنسان بخلاف أي مركز آخر، فانا أتمنى ألا يكرر ابني خطئي بحبي لمركز الحراسة وعشقي له وأتمنى ان يعشق مركزاً آخر ويبدع فيه ويكون نجما كرويا يشار اليه بالبنان.
* كلمة أخيرة تود ان تقولها في نهاية هذا الحوار؟
ـ أشكركم كثيرا على إتاحتكم الفرصة لي باللقاء مع الجمهور الحبيب ولا يسعنيإلا ان أشكر كل من وقف الى جانبي خلال مشواري الرياضي وكل من سأل عني وتعاطف معي وأسأل الله ان أكون عند حسن ظنهم دائماً، كما أتمنى لزملائي في المنتخب التوفيق في المباريات القادمة وان يقدموا أداء يليق بسمعة الكرة اليمنية.