أخيراً ترجل الفارس واللاعب الكبير علي النونو معلناً إعتزاله اللعب نهائياً وقام شخصيا بالتحضير لمهرجان إعتزال يليق به وحدد تاريخ الـ 19 من فبراير المقبل موعداً له .. «الأيام الرياضي» ، ومن باب مواكبتها للأحداث الرياضية ، أولاً بأول كانت السباقة في الحديث مع الزئبق ، وفتشت عن خبايا مهرجان الإعتزال ووجدنا النونو قد قطع شوطاً كبيراً في التحضير له ، ولكنه كان منزعجاً ، وبشكل كبير من إدارة الأهلي .. وبدا مرتاحاً من إتحاد كرة القدم ومن بعض الأصدقاء وهناك أشياء كثيرة ومثيرة ستقرأونها في الحوار المطروح بين أيديكم :
* مرحباً بك ضيفاً على صفحات «الأيام الرياضي»؟
- مرحباً بكم وبصحيفتكم الأكثر من رائعة ، والتي تواكب كل جديد في الشارع الرياضي ، وأنا سعيد بقضاء وقت ممتع معكم.
* نبدأ من حيث ما انتهى مشوارك .. لماذا إعتزل علي النونو ، وهل جاء الإعتزال بقناعة تامة ، أم بضغوط من إدارة الأهلي؟
- قرار إعتزالي جاء غصباً عني ، وكنت أتمنى المواصلة ، ولكن لعنة الإصابات أرغمتني على ترك كرة القدم ، بعد أن حاولت التغلب عليها وتحملتها لمدة موسمين ولعبت وأنا أعاني منها ، وعندما شعرت بأنها بدأت تؤثر على صحتي ، أضطررت آسفاً لاتخاذ القرار الأصعب وهو الإعتزال ، وفي الحقيقة إعتزالي جاء بقناعة تامة سيما وأن الوضع في أهلي صنعاء ، لم يعد يساعد على الإستمرار والتميز والعطاء من الناحية الفنية.
* لماذا إتجهت للتدريب وهو الطريق الصعب؟
- إتجهت للتدريب لأنني أتنفس رياضة وتواجدي في المستطيل الأخضر يحييني ولا يمكن أن أتخيل نفسي بعيداً عن لعبة كرة القدم ، فأنا عاصرت لاعبي الزمن الجميل .. زمن كرة القدم الحقيقية .. زمن الأداء القوي والممتع ، وقد لعبت تحت إشراف مدربين كثر ، تعلمت منهم جميعاً ، وأود نقل كل ما تعلمته في مسيرتي إلى الأجيال القادمة.
* هل ستقوم بتأهيل نفسك حتى تكون مدرباً ناجحاً؟
- إلى جانب خبرتي وتعلمي من مشواري وإحتكاكي ، يبقى التأهيل شيء مهم جداً وشخصياً إنخرطت في دورة خاصة ، بالتدريب في أمريكا ، وحالياً أنا في طريقي للإنخراط في دورة أخرى في ألمانيا ، وقد قدمت ملفي ، وإن شاء الله سيتم قبوله.
* البعض يقول بأنك محظوظ ببداية مشوارك في التدريب مع مدرب كبير كمحمد ختام .. هل تتفق معهم في ذلك ؟
- بكل تأكيد..تواجدي مع الكابتن محمد ختام سيشكل إضافة قوية لمسيرتي التدريبية ومن عادتي أن أتعلم وأستفيد ممن هم أكبر مني.
* كابتن علي .. دعنا ندخل إلى الأهم .. ماذا عن مهرجان اعتزالك ، وهل تم تحديد موعد معين له؟
- مهرجان إعتزالي والتحضير له إعتبرته بمثابة الحرب وأصريت متحدياً من أجل إقامته رغم تخلي الكثيرين عني ، باستثناء البعض ممن أكن لهم الإحترام والتقدير، والذين تطوعوا للعمل معي .. ومنذ شهرين بدأت العمل من أجل المهرجان وبجهود ذاتية وبمفردي ، حيث لم يتعاون معي أحد من إدارة النادي الأهلي ولم يدفعوا شيئاً واكتفوا بتشكيل لجنة فقط ولا أدري ما هو عملها بالضبط إلى الآن ، وبتعاون بعض الناس الطيبين ، الذين يعرفون من هو علي النونو ويقدرونه ، تحركت معهم وعملنا جاهدين ، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في الإعداد والتحضير للمهرجان ، حيث لم يتبق سوى اللمسات الأخيرة ، وقد قمت مسبقاً بتحديد موعد الإعتزال ، الذي سيكون في يوم الخميس بتاريخ 2015/2/19.
* وما الدور الذي قامت به إدارة النادي الأهلي ورجال الأعمال وإتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة باتجاه مهرجان إعتزالك؟
- رجال الأعمال حتى هذه اللحظة تحصلت منهم على وعود خيرة ، وإن شاء الله تكون هناك مصداقية في ما وعدوني به..وبالنسبة لإتحاد كرة القدم فقد تعاون معي واهتم بي أكثر من النادي الأهلي ، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، فاهتمامه وتعاونه الكبير معي كان بمثابة المفاجأة ، فلم أكن أتوقع أن أحصل منه على الدعم والتعاون الكبير ، خاصة من قبل نائب رئيس الإتحاد الأستاذ حسن باشنفر ، الذي ساهم في تسهيل الكثير من الصعوبات أمامي ، وقدم الواجب وأكثر ، كما لا أنسى الأستاذ حسام السنباني رئيس لجنة المنتخبات ، والشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الإتحاد الذي قدم الواجب وأكثر رغم إنشغاله خلال هذه الفترة .. كما لم تقصر معي وزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير رأفت الأكحلي ، خاصة من الناحية المعنوية ، حيث ساندني الوزير في الإسراع في تجهيز المهرجان وأنا أشكره كثيراً على ذلك والقادم سيكون المحك الحقيقي حيث سيظهر جلياً كل محب للرياضيين والمبدعين وإن شاء الله يكون الجميع عند حسن ظني بهم.
* ظهر واضحاً بشكل كبير إنزعاجك من قيام إدارة الأهلي بإقحام زميلك الحارس معاذ عبد الخالق في مهرجان إعتزالك .. لماذا ؟
- هذا الموضوع أثارته إدارة النادي الأهلي وقوبل بالرفض القاطع من قبل الشارع الرياضي ، لأنه سيكون ظلماً وإجحافاً بحقي وحق الكابتن معاذ وإنجازاته دمجنا في مهرجان إعتزال واحد ، إذ لكل واحد منا ، وجهة نظره الخاصة في الكيفية ، التي يريد إخراج مهرجان إعتزاله بها ، وكما قلت سابقاً ، لكل واحد منا أيضاً إنجازاته وتاريخه العريق الخاص به ، ولهذا كل واحد منا يستحق مهرجان إعتزال بمفرده، ولهذا السبب ومن هذا المنطلق رفضت شخصياً المقترح وأبلغت إدارة النادي الأهلي بشكل رسمي بذلك وبعد أسبوع من الإجتماعات إقتنعت إدارة النادي بعمل مهرجان منفرد لكل واحد منا على حده.
* البعض يفسر رفضك هذا بوجود حساسية بينك وبين معاذ عبدالخالق؟
- لا يوجد بيني وبين الكابتن معاذ عبد الخالق إلا كل خير ومحبة ، ولولا سفري إلى ألمانيا للدراسة حيث سأغيب لمدة نصف عام لما كنت إستعجلت بعمل المهرجان.
* علمنا بأن بعض النجوم العرب أمثال : أبو تريكه وحسين عبدالغني أبدوا موافقتهم على حضور مهرجان إعتزالك .. فما صحة هذه الأخبار؟
- نعم .. قمت شخصياً بدعوة العديد من النجوم ، خلال تواجدي في السعودية أثناء إقامة بطولة خليجي 22 حيث إلتقيت ببعض اللاعبين وعلى رأسهم الكابتن محمد أبو تريكه والذي أبدى إستعداده للحضورالمشروط بعدم وجود إرتباطات أو أعمال شخصية خاصة به ، وقبل فترة قصيرة ، أجريت معه إتصالاً هاتفياً أكد لي خلاله بأنه ما يزال عند وعده لي..كما قمت بدعوة نجوم آخرين مثل الكابتن نايف هزازي الذي وجهت له خطاباً رسمياً ، كما أتواصل شخصياً بشكل يومي معه وأنتظر الرد النهائي منه ، وقمت بعمل نفس الأمر مع : محمد نور وحسين عبدالغني ومحمد الشلهوب ومنتظر الرد الرسمي منهم ، وأتمنى حضورهم إعتزالي ، وهناك لاعبون أيضاً أبدوا موافقتهم النهائية مثل : السوداني فيصل العجب والعماني بدر الميمني.
* ما فهمته من كلامك بأنك وحدك من تقوم بالإعداد والتحضير للمهرجان .. أليس هذا إجحافاً بحقك؟
- صحيح .. وأنا حالياً أشعر بالأسف والزعل والحنق ، لأن الجهود التي تبذل كانت ذاتية وشخصية من قبل (علي النونو) نفسه ، حيث لم يساعدني ، إلا بعض الرجال الوطنيين والأوفياء الحقيقيين ، ومن يقدرون بالفعل النجوم والمواهب ، وأحب من هذا المنبر الصادق أن أقدم لهم الشكر الجزيل على كل ما قاموا به تجاهي.
* ماذا عن اللجان المنظمة والرعاة للمهرجان؟
- عن أي لجان ورعاة تتحدث يا أخي عاصم ، فكل الجهود التي تبذل أقوم بها شخصياً وبصورة ذاتية ، وقد ساعدني كثيراً سفري مؤخراً إلى قطر على التحضير لمهرجان إعتزالي ، وأعيد وأكرر وبكل حسرة وألم وحزن أن كل ما قمت به كان بجهود شخصية وذاتية من علي النونو نفسه ، بالإضافة إلى جهود ، وتعاون بعض الرجال الوطنيين ممن يقدرون النجوم التي خدمت اليمن في المحافل الدولية.
* ماذا تنتظر من الإعلام الرياضي بخصوص المهرجان؟
- الإعلام الرياضي مهم جداً وسيكون له دور أساسي في إنجاح مهرجاني وأدعوهم من الآن بالبدء في تناول المهرجان والتحضير والإعداد له ، والمساهمة بتعريف الناس بمدى ضرورة تكريم كافة المبدعين ورعايتهم.
* هل أثرت الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد على حصولك على التكريم الذي يليق بمسيرتك الكروية؟
- أتمنى أن تكون اليمن بخير وآمن واستقرار ورخاء ، ومهرجان إعتزالي سيوجه عدة رسائل فيما يخص هذا الجانب والرسالة الأولى ستكون شعار المهرجان والذي سيكون بعنوان : (الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا) .. فيما الرسالة الثانية ستكون من أجل الحضور الدولي وأحقيتنا في اللعب على أرضنا ، حيث يتمنى الجمهور اليمني أن يشاهد منتخباته وأنديته تلعب على أرضها وهذا ما ستنقله القنوات الفضائية والنجوم الذين سيشاركون في المهرجان .. إلى جانب بعض الرسائل المهمة ومنها مناهضة التطرف والعنف والإرهاب ، وضرورة أن نقف جميعاً تحت راية العلم الواحد من أجل الخروج بالبلاد من هذه الظروف الصعبة إلى بر الأمان.
* هل أنت مقتنع وراض عن ما قدمته؟
- الحمد لله عز وجل أنا راض عن ما قدمته لنفسي ولبلدي رغم أني كنت أتمنى أن أقدم ما هو أكثر من ذلك.
* باعتبارك أكثر لاعب يمني نجاحاً ما هي الوصفة السحرية لنجاح اللاعب اليمني وتميزه؟
- الوصفة السحرية من وجهة نظري هي : الصبر والإجتهاد وعدم الإنجرار نحو العادات السيئة والتي تتعارض مع الرياضة ، والأهم من ذلك ثقة الإنسان بالله عز وجل ، وهي التي ستساعده على تحقيق أهدافه ، كما أن طاعة الوالدين تلعب دوراً مهماً ، لأنها الضوء الذي ينير طريق كل إنسان.
* ما هي أفضل ذكرياتك الرياضية وماهي أسوأها؟
- هناك ذكريات جميلة كثيرة وأبرزها وقت تسجيلي للأهداف مع المنتخبات الوطنية .. أما السيئة منها فهي أيضاً كثيرة في حياة علي النونو ، والجميل أنها لم تمنعني من مواصلة الإبداع وأبرز موقف يدل على ذلك ، عند تعرضي للإصابة موسم 2003 وتخلي البعض عني في ذلك الوقت ، الذين كانوا أصدروا قرارهم بأن (علي النونو) قد انتهى ، لكني صممت على العودة وبقوة ، فقمت ببيع سيارتي وسافرت إلى مصر وأجريت عملية في الركبة عدت بعدها متحدياً كي أرد عليهم ، وبالفعل كانت العودة كفيلة بالرد على من هم (دخلاء على الرياضة) ، وأحرزت ألقاباً كثيرة ، واحترفت خارجياً أكثر من مرة.
* قبل توديعك للملاعب .. ماذا تقول لعشاقك ومحبيك؟
- أقول لمحبي علي النونو : شكراً لكم على مؤازرتي ودعمي في مسيرتي الرياضية فأنتم من كان الرقم الصعب بالنسبة لي .. كما أقول لهم : سامحوني إن تسببت لأحد منكم بإساءة أو حزن ، بقصد أو بدون قصد ، ولكم جزيل الشكر والتقدير.
* كلمة أخيرة ؟
- أشكر صحيفتكم الغراء والتي كانت السباقة في توضيح كل ما يجري ، وما يخص مهرجان إعتزالي والإعداد له ولا غرابة في ذلك ، فأنتم السباقون دوماً في كل شيء وستكونون من أوائل ضيوف مهرجان إعتزالي بإذن الله.