المصـير المجهــول للدوري اليمني

Monday 30 November -1 12:00 am
المصـير المجهــول للدوري اليمني
تقرير/ خالد النواري
----------

للأسبوع الثاني على التوالي يستمر توقف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها عدد من محافظات الجمهورية والتي حالت دون إقامة المباريات في مواعيدها المحددة وفقاً لبرنامج مرحلة إياب الدوري.

التأجيل ألقى بظلاله على تحضيرات الفرق وحساباتها الفنية والإعدادية للمرحلة الأخيرة من الدوري ، كما أضاف عبئاً جديداً للأندية والمتمثل في الأعباء المالية المترتبة على التوقف والتي تتطلب دفع مرتبات ومستحقات مالية إضافية للاعبين المحترفين والمدربين وغيرها من نفقات استمرار الإعداد خلال فترة التوقف.
ضبابية الوضع وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للدوري وموعد استئنافه أو فترة توقفه ، يجعل الأندية في حيرة من أمرها فلا هي التي تمكنت من استكمال خوض المباريات .. وفي المقابل لا تستطيع تسريح لاعبيها وإنهاء عقودهم الاحترافية.
قرار التأجيل للدوري لم يكن مفاجئاً للكثير خاصة وأن مؤشرات تعثر الدوري كانت تلوح في الأفق منذ الجولة الأولى لإياب دوري الدرجة الأولى ، حيث لم يكد يمضي أسبوع إلا ورافقه تأجيل مباراة أو أكثر ليصل إجمالي المباريات التي تم تأجيلها حتى الجولة السابعة عشرة (تسع مباريات) ، منها خمس مباريات لم تقم في عدن ومباراتان في حضرموت ومباراة في إب ومباراة في أمانة العاصمة.

عقبة أساسية
ويبدو أن الوضع الأمني المتدهور يشكل العقبة الرئيسية التي قد تحول دون استكمال الدوري في موعده المحدد ، حيث كان من المفترض أن تستكمل الجولة الأخيرة من الدوري في 20 مارس المقبل .. ويبدو أن الدوري سيتجاوز هذا الموعد بشهر كحد أدنى في حال استقرت الأوضاع وتوفرت البيئة الملائمة لإقامة المباريات بعيداً عن التوترات الحاصلة في بعض المحافظات التي أثرت على مختلف الأنشطة الشبابية والرياضية التي من المفترض أن تكون بعيدة كل البعد عن أجواء السياسة باعتبار أن الرياضة تشكل رسالة محبة وسلام وواحة للتلاقي بين شباب الوطن الواحد وتجسيد مبدأ التنافس الشريف بعيداً عن لغة العنف والتعصب المقيتة.
التأجيل مستمر
ووسط معمعة التوقف الحاصل للدوري يبدو أن اتحاد كرة القدم يكتفي بإصدار قرارات التأجيل المتتالية دون النظر في الحلول التي تحول دون تفاقم الوضع وتضمن استمرارية المسابقة حتى النهاية وفي إطار البرنامج الزمني المحدد لها بما لا يجعل الأندية تتحمل أي أعباء إضافية تثقل كاهلها وتضاعف معاناتها.
وبات على الاتحاد المعني بلعبة كرة القدم النظر بعين الاعتبار لمستقبل الدوري ومدى إمكانية استكماله على المدى البعيد في ظل الأحداث الجارية في البلد وبحث الحلول البديلة لتجاوز الصعوبات المتمثلة في إقامة المباريات في محافظتي عدن وحضرموت وهو السبب الذي قد يهدد بفشل أكبر مسابقة رياضية في البلد.
ويجب أن ينظر المعنيين إلى مصلحة اللعبة وخاصة أن الدوري أقيم في ظروف صعبة ومعقدة بشكل أكبر من الوضع الحالي ، وليس ببعيد أزمة عام 2011م التي لم تحول دون إقامة الدوري الذي استمر بنجاح حتى النهاية.
توقف اضطراري
ولم يعرف دوري الدرجة الأولى لكــــرة القدم التوقف ســـوى مرتين وبشكل اضطراري على مدى أكثر من (24) عاماً منذ إطلاق النسخة الأولى من الدوري بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م ،حيث كانت المرة الأولى في موسم 1992 /1993م .. وكانت المرة الثانية والأخيرة في موسم 1994 /1995م بسبب أحداث خارجة عن السيطرة إثر نشوب حرب الانفصال التي أجبرت كل الأنشطة في البلد على التوقف .. وما عدى تلك الحالتين فقد استمرت المستديرة الساحرة في الدحرجة وصولاً إلى استكمال المنافسات الكروية بمختلف درجاتها حتى النهاية في مختلف الظروف.
ولا تبدو الظروف الحالية للبلد أكثر تعقيداً مما شهدته في أوقات سابقة وخاصة في الأعوام الثلاثة الماضية التي تجاوز فيها الدوري كل المعوقات وتخطى الصعوبات وصولاً إلى تحقيق النجاح.
ومما يثير الدهشة هو وقوف الجمعية العمومية لأندية الدرجة الأولى موقف المتفرج رغم أنها المعنية بالأمر بدلاً من المطالبة بسرعة عقد اجتماع عاجل يتم خلاله وضع النقاط على الحروف وبحث مستقبل الدوري وإمكانية استكماله من عدمها وطرح الحلول التي تضمن تواصل المسابقة التي اقتربت من محطتها النهائية ، ومن ضمن تلك الحلــــول إقامة الدوري على شكل تجمع في أمانة العاصمة كما حدث قبل ثلاثة أعوام أو نقل المباريات من المحافظات التي تشهد اضطرابات أمنية إلى أماكن أكثر استقراراً وهو ما يضمن سير المباريات بصورة سلسلة بعيداً عن معضلة التأجيلات والتهديدات التي تطال أمن وسلامة الفرق واللاعبين.
تأثير سلبي
المدرب السوري محمد ختام مدرب فريق أهلي صنعاء أشار إلى أن توقف الدوري ينعكس بصورة سلبية على أداء الفرق وفي مقدمتها متصدر الدوري أهلي صنعاء الذي كان يسير في نسق الانتصارات ووفق حالة من الانسجام والتناغم في صفوف اللاعبين.
موضحاً أن التوقف يؤثر فنياً على أداء جميع الفرق خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية حول موعد الاستئناف.
وشدد ختام على ضرورة أن تضطلع لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم بدورها في حسم مسار الدوري سواء عبر الاستئناف أو إقامته بشكل تجمع إذا كان ذلك يصب في المصلحة العامة.