استهداف ميسي آسيا … ملامح سياسة مدريدية جديدة

Monday 30 November -1 12:00 am
استهداف ميسي آسيا … ملامح سياسة مدريدية جديدة
----------

 أكدت صحف اسبانيا اليوم وتحديداً الماركا والآس استهداف الريال لجوهرة برشلونة لي سيونج وو الملقب بميسي آسيا والبالغ من العمر 17 عاماً في تحرك غير مستغرب من الريال لخطف موهبة كبيرة تعاني من عدم القدرة على اللعب مع فريقها الحالي بسبب العقوبات، ويأتي استهداف هذا الشاب الصاعد بعد أيام من التعاقد مع موهبة صاعدة أخرى هي النرويجي مارتن أوديجارد .

خلال السنوات الماضية كانت سياسة التعاقد مع النجوم اللامعة بمبالغ خيالية هي السياسة ذات الأولوية في سوق الانتقالات لأسباب تجارية وتسويقية بالإضافة للأسباب الفنية وانطلاقاً من أن الريال هو النادي الاكبر في العالم وقبلة النجوم من الداخل والخارج خاصة في عهد فلورنتينو بيريز الذي بنى مجردة النجوم الأولى ومستمر سياسة المجرة الثانية حالياً. لكن مع ازدياد حدة الأزمة المالية التي تضرب اسبانيا وأوروبا وقوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة والخاصة باللعب النظيف بالإضافة للضغوطات على الاتحاد الاسباني والحكومة من ورائه المتهمان بتقديم التسهيلات القانونية والمالية للأندية الكبرى بما يخل بميزان العدالة مع الدول الأخرى المنافسة في القارة الأوروبية كان من الضروري أن يكون هناك ملامح لسياسة تتعامل بدبلوماسية مع هذه الأوضاع الجديدة.

أولى ملامح هذه السياسة كانت التعاقد مع النجم النرويجي أوديجارد ليضم الريال بذلك إحدى أبرز المواهب الصاعدة في العالم، وثاني هذه الملامح كان استهداف الكوري الجنوبي سيونج وو ليوجه الريال بذلك اهتمامه للاعبين الصاعدين بدلاً بالتوازي مع النجوم في عملية استثمار طويلة الأمد توفر عليه الشيء الكثير مالياً وفنياً حيث سيمتلك نجوم المستقبل من الآن ويعدهم بالطريقة التي تلائمه وتلائم سياساته الفنية، وبالتالي لن يكون هناك فراغات كبيرة بعد اعتزال أو رحيل النجوم الحاليين الكبار حتى تجارياً وتسويقياً. وبناء على السياسة الجديدة ستحل تلقائياً مسألة قوانين الاتحاد الأوروبي للعب النظيف بل وستتعزز مكاسب النادي نتيجة بيع هذه المواهب بسعر أعلى بكثير من سعر الشراء .

مسألة أخرى (بالغة الأهمية) يهدف إليها الريال عبر التركيز على النجوم الصاعدة تتمثل في قطع الطريق على المنافس الكتالوني في ضم هذه المواهب أو على الأقل مزاحمته عليها وعدم ترك الساحة خالية له، حيث لا يود الريال رؤية ميسي جديد في التشكيلة الكتالونية في السنوات القادمة، ويعتبر الوقت الحالي هو الأنسب لبناء قاعدة عمل على هذا الأساس على اعتبار أن برشلونة تحت العقوبات، وهذا الوضع يمنعه من الشراء ويسمح للريال بإغراء مواهبه الصاعدة المستاءة من عدم اللعب (كحالة الكوري الجنوبي مثلاً ) . لكن المشكلة تكمن في أن مدرس الريال للشبان (الكاستيا) ليست بالقوة المطلوبة لتخريج الناشئين مقارنة باللاماسيا ، ومن أجل ذلك على الريال العمل جدياً على أكاديميته وكوادرها إن أراد أن يدعم عناصر الجذب القوية لديه من اسم كبير وأموال كثيرة.

التركيز على المواهب الصاعدة لا يعني أبداً التخلي عن ضم النجوم الكبار بل السير بخط متواز معها بما يضمن عدم المبالغة لا في هذه ولا في تلك، فالعمليات الكبرى جزء من الهوية المدريدية، لكن الضرورات والمستجدات المالية والفنية تفرض العمل بأكثر من سياسة.